صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

سوريا العربية

صالح الصالحي

الأربعاء، 10 مايو 2023 - 07:26 م

عادت سوريا لعضوية مجلس جامعة الدول العربية لتشغل مقعدها المعلق منذ أكثر من اثنى عشر عاماً باستئناف مشاركة وفود حكومتها فى اجتماعات الجامعة.. وسط ترحيب عربى من الجميع الذين ربما شعروا أن تعليق مقعدها فى الجامعة لم يكن خطوة موفقة فالقضية السورية شأن خاص بالدولة السورية والشعب السورى وحده. وبعدها عن الحضن العربى ربما ساهم فى عزلتها وتفاقم الأزمة الداخلية لديها مع غياب التهدئة العربية التى تساعد على احتواء الأزمة مما فتح باب التدخلات الأجنبية التى وصلت لحد التسليح ومُزقت سوريا تحت ألوية من المطامع الخارجية والتى أصبح معها احتواء الأزمة هناك يدخل فى طى المستحيل.

ورغم حصافة القرار الذى يستنهض احتواء القضايا العربية إلا أن هناك بعض الدول لاسيما قطر أعلنت أن موقفها لايزال ثابتاً حول رفض تطبيع العلاقات مع الرئيس السورى بشار الأسد، رغم إعلان وزير خارجيتها أنها لن تكون عائقاً فى سبيل دعم الإجماع العربى إنما موقف دولته الرسمى هو الرفض للتطبيع مع الدولة السورية الذى يرتبط بالمقام الأول بالحل السياسى الذى يحقق تطلعات الشعب السورى الشقيق فى حين أعرب أمين عام الجامعة العربية أن العودة بداية، وفى تصورى أنها بداية موفقة تواجه مطامع خارجية وعلى رأسها الولايات المتحدة التى أعلنت رفضها لهذه الخطوة فى الوقت الذى ردت عليه بكين بترحيبها بالعودة السورية وكذا إيران حليف الرئيس بشار الأسد الاستراتيجى فى المنطقة.

ولا أحد ينكر أن عودة سوريا فى هذا التوقيت أمر جيد فى وقت تعانى فيه المنطقة من صراعات بات الأمر معها ضرورى لتحقيق التعاون والتكاتف والجلوس على مائدة واحدة لدحض كل التدخلات الأجنبية، وفى نفس الوقت إرسال رسائل طمأنة للعالم العربى بعدما أصبحت القضية السورية قضية دولية تتسارع عليها القوى الكبرى وانفرط معها عقد الدولة السورية العربية وقسمت أراضيها وأصبح كل جزء تهيمن عليه قوى بعينها وربما قوى تتبع قوى أخرى من الذين يعملون على تخريب الدول وزعزعة استقرارها والعمل فى نفس الوقت على قطع أواصل التعاون المشترك بين البلدان العربية بعضها وبعض لتخريب اقتصادياتها وزعزعة الأمن فى المنطقة.

ولا أحد ينكر الموقف المصرى الثابت الداعم للقضية السورية منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم، حيث أكدت مصر منذ البداية أنه لا حل عسكرياً لها وأنه لا غالب ولا مغلوب فى هذا الصراع وحذرت على مدار السنوات الماضية من تداعيات الصراع المسلح وأن موقف مصر يدعم دائما عدم التدخلات الخارجية ويؤكد على ضرورة التوافق الوطنى بين الأشقاء السوريين وبناء الثقة بينهم.

أصبح الكل رابحاً من عودة سوريا لحضن الجامعة العربية لدعم الكلمة العربية فى اتجاه القضايا العربية والدولية والإقليمية، ويدعم فى ذات الوقت الأمن الاستراتيجى للمنطقة ودعم التعاون المشترك لمواجهة الإرهاب فى المنطقة والذى سيخفف فى ذات الوقت من معاناة الشعب السورى الذى عانى الحصار بسبب العقوبات الأمريكية لتنتصر الإرادة العربية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة