كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

أسبوع المجازر الإسرائيلية !

كرم جبر

الأربعاء، 10 مايو 2023 - 07:27 م

عفواً سيدة الغناء العربى أم كلثوم والموسيقار الخالد محمد عبد الوهاب والشاعر العظيم نزار قبانى.. فلم يعد الطريق إلى فلسطين "يمر من فوهة بندقية"، فإسرائيل تمتلك النووى والكيماوى والطائرات والصواريخ وترسانة هائلة من التسليح لا تنفع معها البندقية.

أم كلثوم عبأت مشاعر العرب عام 1969 عقب هزيمة يونيو بقصيدة رائعة "أصبح عندى الآن بندقية.. إلى فلسطين خذونى معكم.. إلى ربى حزينة كوجه مجدلية".. "أبحث عن بيتى الذى هناك".. عن وطنى المحاط بالأسلاك.. أبحث عن طفولتى.. وعن رفاق حارتى".

وأضاع العرب والفلسطينيون الوقت فى البحث عن البندقية، بينما عددهم الغاشم يلتهم الأرض ويقيم المستوطنات ويغتال الشهداء، ويرفض كل الحلول السلمية.
ومن الذى يدفع الثمن؟.. الشعب الفلسطينى الصابر والصامت، الذى يتلقى الرصاص بصدور عارية، وتهدم الغارات منازله ويسقط من صفوف أبنائه شهداء نحتسبهم عند الله، وجرحى ندعو لهم بالشفاء.

الطريق إلى فلسطين يكون بموقف عربى واحد وشجاع، لا تلعب إسرائيل على ثغراته، وأن تصلها رسالة واحدة، بأن الطريق إلى الحياة الآمنة فى هذه المنطقة يمر عبر السلام وليس الحرب، وأغصان الزيتون وليس الرصاص.

إحياء مبادرة السلام العربية، وتفعيل شعار التطبيع مقابل السلام، وإحلال الهدوء فى المنطقة لن يتحقق، بل ستظل تتدحرج فوق حديد ساخن، إذا لم تجد القضية الفلسطينية طريقها للحل.

من أمن العقاب أساء الأدب، وإسرائيل لا تخاف من أحد، فى ظل رأى عام عالمى متخاذل، والدول الكبرى متعاطفة معها.. ولا سبيل لإرغامها لقبول السلام إلا بموقف عربى شديد التواحد، وأتمنى أن تبلور القمة العربية القادمة فى جدة مبادرة جديدة لها إجراءات شديدة.

الطريق إلى فلسطين يمر عبر وحدة الصف الفلسطينى، فليس معقولاً ولا مقبولاً أن يكون العداء بين الأخوة فتح وحماس، أشد ضراوة منه مع إسرائيل، وساعدت الخلافات الفلسطينية إلى إفلات إسرائيل من التعهد بأى التزام.

إسرائيل تقول إنها لا تعرف مع من تجلس لتتفق معه فى ظل الانشقاق الفلسطينى، وآن الأوان أن يحدث اجتماع عاجل اليوم أو غداً بين قادة فتح وحماس، وأن يتناسيا الخلافات والصراعات، ويعلنا على الملأ وحدة الصف الفلسطينى.

الأسبوع القادم هو ذروة المجازر الإسرائيلية، فى ظل رأى عام عالمى مشغول بقضاياه وليس من بينها القضية الفلسطينية، ولن تترك الأعمال الانتقامية الإسرائيلية شيئاً على الأرض.

لا تكفى بيانات الشجب والإدانة، ولا الشعور بالقلق والاستنكار ولا الدعاء بأن ينتقم الله من إسرائيل، ولا جنازات الشهداء، ولا ضرب إسرائيل بالصواريخ الدخانية.. لا يكفى ذلك أمام آلة حرب إجرامية، تستعرض أسلحتها على المدنيين والنساء والأطفال، وأصبح العالم يتفرج على المذابح للتسلية وكأنها أحد أفلام الرعب.

أهلينا فى فلسطين الحبيبة، قلوبنا معكم، والله وحده القادر على رعايتكم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة