شيرين أبو عاقلة
شيرين أبو عاقلة


عام على اغتيال شيرين أبو عاقلة.. سترة الصحافة شاهدة على جرائم الاحتلال

أحمد نزيه

الخميس، 11 مايو 2023 - 01:35 م

مضى عامٌ كاملٌ على ذكرى اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي للصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، والتي استشهدت بطلقة جندي إسرائيلي أصابها عن عمد، وهي تقوم بالتغطية الصحفية لجريمة اقتحام الاحتلال لمخيم جنين الفلسطيني.

لم يعبأ الجندي ولا قائده الذي أسدى له أوامر قتل الصحفيين بردود الفعل، أرادوا فقط التغطية على جرائمهم في مخيم جنين من اقتحام وتنكيل بالفلسطينيين، فأضحت جريمتهم بحق شيرين أبو عاقلة هي العنوان البارز، والجريمة النكراء التي لن يستطيعوا إخفاءها.

لم توافِ شيرين أبو عاقلة وقتها القناة الإخبارية التي تعمل بها بتفاصيل الاقتحام وجرائم الانتهاكات في المخيم، بل كانت هي الخبر والحدث وليس ناقله، كانت هي الجريمة التي غطت على كل جرائم الاحتلال يومها.

لحظات استشهاد شيرين أبو عاقلة

لحظات ودقائق ما قبل الجريمة، تلقت شيرين أبو عاقلة في تمام السادسة والربع من صباح الأربعاء الحادي عشر من مايو من العام الماضي اتصالًا هاتفيًا من زميلها يعلمها بأن قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مخيم جنين، وكانت تقيم منذ الليلة الماضية في أحد فنادق جنين برفقة طاقم قناة "الجزيرة" القطرية، التي كانت تعمل بها.

اقرأ أيضًا: فيديوجراف| شيرين أبو عاقلة صوت فلسطين الذي أسكتته نيران المحتل

خلال ربع ساعة، كانت شيرين تسير برفقة الصحفيين على مقربة من مخيم جنين، وجميعهم كانوا يرتدون سترات تحمل شارة "صحافة" باللغة الإنجليزية بأحرف بيضاء كبيرة على الصدر والظهر، وأمامهم كانت مركبات جيش الاحتلال.

وثق مقطع فيديو قصير يظهر أبو عاقلة وزملاءها في الشارع، وكانت المنطقة هادئة نسبيا، ويتضح لجنود الاحتلال بشكل جلي أن هناك صحفيين في الموقع.

دوت فجأة ست رصاصات أصابت إحداها الصحفي علي السمودي في كتفه، حاول الصحفيون الاختباء ثم أُطلقت دفعة ثانية من الرصاص، أصابت إحداها أبو عاقلة خلف رأسها في الفجوة الموجودة بين خوذتها وسترتها الواقية من الرصاص، ما أدى إلى استشهادها على الفور.

أجريت عقب اغتيال شيرين، عدة تحقيقات من عدة مؤسسات، كتحقيق من محطة "سي أن أن"، ومؤسسة "الحق" وصحيفة "نيويورك تايمز" وصحيفة "واشنطن بوست"، ووكالة "اسوشييتد برس"، والمجمع البحثي "بيلنغكات"، وجميعها أثبتت أن استهداف جيش الاحتلال لشيرين أبو عاقلة وزملائها الصحفيين كان بنيّة القتل.

ويقول أنطوان أبو عاقلة، شقيق الشهيدة شيرين، إن هذه التحقيقات مهمة جدًا، وأثبتت بما لا يدعو إلى الشك أن القتل تم بترصد وعن عمد من قناص إسرائيلي، فالذي جرى هو جريمة قتل يجب التحقيق فيها.

ولفت إلى أن شروع وزارة العدل الأمريكية بفتح تحقيقها في استشهاد شيرين كونها تحمل أيضا الجنسية الأمريكية كان بعد مساعٍ قامت بها عدة مؤسسات حقوقية، معربًا عن أمله في أن يكون التحقيق بناءً على حقائق وقرائن، ومقابلة الشهود، وزيارة موقع جريمة الاغتيال، حتى يكون موضوع التحقيق موثوقا ومقبولا.

استشهاد الصحفيين في فلسطين

ومنذ مطلع عام 2000، استُشهد 20 صحفيًا، ووفق لجنة حماية الصحفيين، فإنهم كانوا معرّفين بوضوح بوصفهم صحفيين في وسائل إعلام، أو أنهم كانوا في سيارات تحمل شارة "صحافة" في الوقت الذي استُشهد فيه الصحفيون، ولم يقتصر الأمر على أن جهود الصحفيين للتعريف بأنفسهم لم تنجح في حمايتهم.

وفي أبريل 2008 على سبيل المثال، كان المصور الصحفي فضل شناعة الذي كان يعمل مع وكالة "رويترز" يرتدي سترة واقية من الرصاص زرقاء اللون تحمل شارة "صحافة"، وكان يقف قرب سيارة مكتوب عليها كلمة "تلفزيون" وكلمة "صحافة"، عندما أطلقت طائرة إسرائيلية صاروخًا تجاهه في منطقة جحر الديك جنوب شرق مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاده، ومواطنين آخرين.

وبعد عشر سنوات على استشهاد شناعة، في أبريل 2018، استُشهد المصور الصحفي ياسر مرتجى برصاص قناص إسرائيلي، بينما كان يغطي مسيرة على حدود غزة، وعقب الجريمة، كان وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك أفيجدور ليبرمان أكثر صراحة في تبرير الجريمة، واصفًا الدعوات لإجراء تحقيق بأنها "مساعٍ غبية".

وتصف لجنة حماية الصحفيين أنه في الحالات القليلة التي تفتح فيه إسرائيل تحقيقًا بقتل مدنيين كالصحفيين، بصندوق أسود، حيث تظل نتائج التحقيقات سرية، وحسب رصد اللجنة فإن كل حالات قتل الصحفيين لم تُفضِ إلى محاسبة أحد من القتلة.

ومع مرور عام، لا يزال المجرم القاتل لشيرين أبو عاقلة ومن أصدر له أوامر القتل ومن حرض على القتل في قيادة جيش الاحتلال طلقاء لم يقدموا لمحاكمة عادلة يُقتص من خلالها لدماء الصحفية شيرين أبو عاقلة.

وستبقى شيرين أبو عاقلة حاضرة في الأذهان، وهي قصة من قصص لا تعد ولا تحصى تزخر بها روايات نضال فلسطين في سبيل استعادة الأرض والوطن من المحتل الغاشم.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة