الشيخ عبد الحليم محمود
الشيخ عبد الحليم محمود


الشيخ عبد الحليم محمود ومغامرة رأس الرجاء الصالح

حماده لملوم

الجمعة، 12 مايو 2023 - 04:53 م

العالم الجليل الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق لم يمتت في قلوب المؤمنين من محبيه وعارفي،   فضله ولم يغب عن ذاكرة من يحبون علمه وفتاويه وشرحاته، وهو لم يجهل حتي يعرف به بل هو ملء السمع والبصر , فهو علماً من أعلام الإسلام في عصرنا الحاضر وفي العصور المقبله فعندما كان يتحدث تعلو ابتسامته الرضي ووجهه الوضىء فبتعث الطمأنينه في النفوس الملتاعه.

كان يشع نور قبله في بريق عينيه فيجذب اليه ابصاراً رائعة وينطق لسانه بحلاوة التسليم لله عز وجل فيما امر وقضي فيلتقطها قلبه وصدره ليشرح بها صدور المؤمنين ليذداد الذين أمنو إيمانا.
حياته كانت سفرا مفتوحاً ونبعاً صافياً:

اقرأ أيضًا| صاحب تمثال نهضة مصر أول الملتحقين بها.. تاريخ تأسيس «الفنون الجميلة»
كانت حياة الشيخ عبدالحليم رحمه الله تعالي سفرا مفتوحاً ونبعاً صافياً يجد فيه كل طالب بغيته من العام والزهد والمثابره والكرم والتقوي والورع والتأسي برسول الله صلي الله عليه وسلم فى كل أعماله وأقواله والتخلق بخلق سيد البشر محمد صلوات الله وسلامه عليه والتأدب بأدبه واتباع هديه وسنته , فكانت كل خطبه وكتبه في أحياء المفاهيم الاسلامية والتي تهدف الي ايضاح كيفية الاتباع لرسول الله صلي الله عليه وسلم .


نشأته :
ولد الشيخ العالم الجليل الدكتور عبدالحليم محمود في عزبة أبوأحمد مركز بلبيس محافظة الشرقية حيث ان هذه العزبة تنسب إلي جد الشيخ عبدالحليم محمود والذي كان سبب في إنشاءها وقام بتصليح ارضها وقد سماها الشيخ عبد الحليم قرية السلام.
وقد أستقر الشيخ عبد الحليم في هذه القرية بعد وفاة الجد بعد ان درس في الأزهر الشريف وكان ذكياً جريئاً كريماً يسعي فى قضاء حوائج الناس ويقضي بين المتخاصمين بالحق ويغدق علي فقراء القرية من ماله الخاص وكان كثير الود للعلماء والصالحين ويحن إلي الأزهر ورجاله وشيوخه.


جامعة السربون بفرنسا:
في سن الثالثة عشر من عمره حفظ الشيخ عبد الحليم محمود كتاب الله "القرآن" في كتاب القرية ودخل الأزهر عام 1923 وقد حصل علي العالمية في عام 1933 ثم بعد ذلك سافر إلي فرنسا وكان هذا علي نفقته الخاصة, والتحق بجامعة السربون ودرس فيها علم النفس والأجتماع وعلم الأديان وحصل علي شهادة الدكتوراه سنة 1940 وقد نجح بدرجة أمتياز مع مرتبة الشرف وقد طبعت الشهادة ورسالته في باريس وبالفرنسية.


مغامرة رأس الرجاء الصالح:
وبعدها قرر السفر الي مصر مرة آخري ليعود إلي الأزهر الشريف الذي يعشقه وبسبب الحرب في إيطاليا علي الحلفاء مكث الشيخ عبد الحليم محمود عاماً ونصف العام متعلقاً بين فرنسا واسبانيا لا يجد سبيلاً إلي السفر وبعدها قرر السفر عن طريق رأس الرجاء الصالح ولكنه عاش أربعة أشهر في مغامرة مثيره حتي وصل إلي مصر أرض الوطن الغالي.

عين الشيخ عبد الحليم محمود مدرساً لعم النفس في كلية اللغة العربية بالأزهر الشريف ثم استاذاً للفلسفة بكلية أصول الدين ثم عميدأً للكلية ثم أميناً عاماً لمجمع البحوث الإسلامية ثم وكيلاً للأزهر وبعدها تم تعيينه وزيراً للأوقاف وأخيراً وختماه مسك شيخاً للأزهر الشريف في عام 1973.
وقد أصدر رحمه الله تعالي أكثر من مائة كتاب بين تحقيق وتأليف وأبحاث وترجم عن الفرنسية عدة كتب منها محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم كما كان مهتماً بأمر الدعوة فقام بأنشاء العديد من المعاهد الدينية في مدن وقرى مصر وهو الذي أنشاء إدارة القرآن الكريم في الأزهر لتحفيظ كتاب الله للطلبة.
وفاته:
وفي 17 أكتوبر سنة 1978 فاضت روحه الطاهرة وكان ذلك علي اثر إجراء عملية جراحية وقد توضأ وصلي لله ركعتان وآخر كلمته رحمه الله تعالي لا إله إلا الله الله الحق ثم صعدت روحه لتلقي الأحبه .
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة