آمال عثمان
آمال عثمان


أوراق شخصية

التاريخ بين الحقيقة والخيال

آمال عثمان

الجمعة، 12 مايو 2023 - 06:49 م

فيض المعلومات المتعلقة بالأحداث والتحولات الفارقة فى حياة الأمم، يمثل تحدياً كبيراً للمبدع الذى يريد كشف جانب متوارٍ من المشهد، من خلال سرد تتشابك فيه الحقيقة بالخيال، ويزداد الأمر صعوبة إذا كان العمل مستوحى من تاريخ قريب، ماتزال وقائعه وشخوصه حاضرة فى الأذهان، صحيح أن الكاتب ليس مطالباً بالنقل من سجلات التاريخ، لكن عليه ألا يُخالف الحقائق، ويقدم أحداثا مستقاة من الواقع، وينتقل من العام إلى الخاص.

المخرج المبدع مجدى أحمد على استطاع تحقيق تلك المعادلة، من خلال فيلمه «حدث فى 2 قصر النيل»، ورصد أربع حكايات مختلفة من أزمنة متعاقبة، فى شريط سينمائى واحد، يعد بمثابة وثيقة فنية وتاريخية، تسجل بعمق ملامح الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية عبر 4 عهود، لذلك سعدتُ حين طلب منى الأب بطرس دانيال رئيس المهرجان الكاثوليكى للسينما، إدارة الندوة التى تعقب عرض الفيلم بقاعة النيل، بحضور مخرج الفيلم وفريق العمل. 

الفيلم تأليف هنزادة فكري، كتبته قبل 15 عاماً وضم 3 حكايات، وكان يحمل اسم «35 قصر النيل»، بعدها أضيفت الحكاية الرابعة، وتحمل كل حكاية عنواناً مختلفاً، وتجسد السياسة خلفية تدور فيها قصص الحب الأربعة، وتكون هى الفاعل الرئيسى أيضاً وراء اغتيالها، وتربط الحكايات عمارة 3 قصر النيل، الحكاية الأولى «القمر» وتدور أثناء حكم الرئيس جمال عبد الناصر، والتحالف مع الإخوان ثم الصدام معهم، وأحداث النكسة والتنحي، أما الثانية «الشمس» فتدور فى فترة حكم الزعيم أنور السادات، وانتصارات أكتوبر، وزيارة القدس، وتوقيع معاهدة كامب ديفيد، وسياسة الانفتاح الاقتصادي، وآثارها على الأوضاع الاجتماعية والثقافية، والثالثة «الدخان» فترة حكم الرئيس حسنى مبارك، وما صاحبها من تحولات اجتماعية وفكرية واقتصادية، والحكاية الأخيرة «التراب» ترصد حكم الإخوان بعد اختطاف ثورة 25 يناير، ونزول الشعب المصرى إلى ميدان التحرير لإنهاء حكم الجماعة. 

يحفل الفيلم بشخصيات متعددة، وتكمن كلمة السر وراء نجاحه فى الحب الذى جمع فريق العمل، وجعلهم يشاركون متطوعين فى أدوار صغيرة ليخرج للنور، وتتوالى الأحداث فى مناخها السياسى، لتنتهى بجملة لصاحب العمارة، الذى جسد شخصيته الفنان سمير صبرى، فى آخر ظهور له على الشاشة قبل رحيله، يقول فيها إنه عائد مع أسرته لمصر، ولن يبيع أو يؤجر، ثم يلقى بالمفاتيح بميدان التحرير.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة