كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

من المعتدى ومن الضحية؟

كرم جبر

الجمعة، 12 مايو 2023 - 07:12 م

لا تتركوا أهالينا فى فلسطين، النساء والأطفال والعجائز والشباب، تحت رحمة آلة الحرب الإسرائيلية، التى كشرت عن أنيابها، وترتكب جرائم ضد الإنسانية والقوانين والمعاهدات الدولية.

الدماء الطاهرة ليست فى رقبة إسرائيل فقط، ولكن المجتمع الدولى كله، الذى يقف متفرجاً ومستمتعاً بأزيز الطائرات وانفجارات القنابل ورعب الصواريخ، ولا يذرف دمعة واحدة على الشهداء والجرحى الأبرياء.

هل هو فيلم من أفلام الرعب "للكبار فقط" يستمتع به العالم المتحضر على موسيقى الانفجارات، والليل المظلم فى غزة وشوارعها الذى يضاء فجأة من حرائق القنابل والصواريخ؟

هل استراح الضمير الإنسانى لحجج واهية بأن إسرائيل هى الضحية، ويقولون لمن يصرخ: اسكت، قبل أن يقولوا للضارب لا تضرب؟
ماذا تفعل صواريخ "الجهاد الإسلامي" الدخانية فى مواجهة "السهم" الإسرائيلى الذى يدمى غزة ويدك بيوتها؟.. لقد سقطت صواريخ الجهاد الإسلامى فى مناطق مفتوحة وخالية، ولم تترك آثاراً سوى هدم بعض البنايات الخالية من السكان.

بينما تعلن إسرائيل "السهم الواقى" و"الدرع المخيف" وغيرها من الأسماء التليفزيونية، باستخدام الطائرات المقاتلة والصواريخ الموجهة لإجراء ما تطلق عليه "جراحات دقيقة لاجتثاث المقاومة"، وتكتفى منظمة الجهاد الإسلامى بإعلان الحداد والتعهد بالثأر؟

إسرائيل لا تريد الاعترف بأن التوتر المستمر منذ 75 عاماً، سوف يستمر إلى ما لا نهاية، وستظل منطقة الشرق الأوسط مضطربة وغير مستقرة، إذا لم تجد القضية الفلسطينية طريقها إلى الحل الدائم والعادل، الذى يتيح إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

مصر: حذرت إسرائيل فى الأسبوع الماضى من زيادة التوتر أو تقويض التهدئة أو عدم الالتزام بتفاهمات شرم الشيخ فى فبراير الماضى.

مصر تبذل جهوداً كبيرة مع الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى للتفاوض وعدم اللجوء إلى استخدام القوة، وهى الطرف الوحيد القادر على إدارة الحوار بشرط أن تتوافر لديهما أدنى درجات حسن النية.

أمريكا: فى يدها الحل ولكنها لا تريد، وتؤيد إسرائيل فيما أسمته "الدفاع عن النفس"، وتدين بشدة الهجمات الإرهابية فى الضفة الغربية وتل أبيب، ولا تصدر بياناً واحداً عن العدوان الإسرائيلى المستمر على غزة.

فلسطين: ممزقة بين فتح وحماس والجماعات الجهادية التى تطلق الصواريخ الدخانية وتتخذها إسرائيل مبررا لاستعراض قوتها، وفقدت منظمة الجهاد الإسلامى أربعة من كبار قادة السرايا فى غارة إسرائيلية يوم الثلاثاء الماضى، وهم جهاد غنام وطارق عز الدين وخليل البرستينى.

وأعلنت إسرائيل أنها ستستمر فى عملية "السهم الواقي" لاصطياد باقى قادة الفصائل الفلسطينية، وقالت: "سنعمل على تعميق الهجمات أكثر ومستعدون لأى سيناريو".

و"المأساة.. ارتفعت.. اتسعت.. بلغت حد الصلب"، ومازالت المطربة العظيمة فيروز تبحث عن "جسر العودة" منذ أكثر من ربع قرن.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة