بهاء المهدي

السبت، 13 مايو 2023 - 06:29 م

مصنع جديد لإنتاج وزراعة البطاطس وتقاويها للسوق المحلى والتصدير
زراعة المحاصيل الاستراتيجية كالقمح وعباد الشمس والنباتات العطرية 
 

اليوم لا يشبه البارحة، فما تزرعه أمس تحصده اليوم، وما تزرعه اليوم تحصده غدا مشرقا.. وغدا يأتى يوم جديد يحمل الأمل، بعد سنوات من العمل والكفاح لإحداث نهضة شاملة فى كل مناحى الحياة فى مصرنا الغالية. 

فما شاهدناه أمس خلال زيارتنا التى نظمتها إدارة الشئون المعنوية لمنطقة شرق العوينات والتى كانت فى ظن الكثيرين من أبناء مصر «ونحن منهم»، صحراء قاحلة لا توجد فيها حياة ولا زرع ولا ماء. 

ولكن ما رأيناه أدهشنا جميعًا.. فبعد عدة كيلومترات من الصحراء ذات اللون الأصفر الفاقع الذى لا يسر الناظرين، وجدنا آلاف الأفدنة المترامية على مرمى البصر تنبض بالحياة وقد اكتست باللون الأخضر بعد أن قامت بزراعتها الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية..

وبعد تلك المساحات الشاسعة وجدنا مساحات أكثر اتساعًا ذات لون ذهبى وكأنها درة تاج ثمينة صنعها أمهر صانعى المجوهرات مزروعة بالقمح المصرى ذى الإنتاجية العالية والمميزة. 

بعد دخول العالم كله فى نفق مظلم لا يعلم أحد متى نخرج منه، حرب فى أقصى شمال شرق الأرض بين دولتين فقط، ألقت بظلالها على دول العالم أجمع، وكانت مصر تعتمد فى توفير جزء كبير من قمحها عن طريق الاستيراد من تلكما الدولتين..

فكان التحرك المصرى الفورى بالإسراع بوتيرة العمل فى استصلاح الأراضى الصحراوية، وزيادة المساحة المزروعة بالمحاصيل الاستراتيجية وعلى رأسها القمح. 

فكما شهدنا مشروع مستقبل مصر الزراعى فى غرب مصر من قبل ضمن مشروع الدلتا الجديدة التى تضيف أكثر من ٢ مليون فدان، ها نحن نشاهد مشروع توشكى وشرق العوينات فى جنوبها الغربى.. الذى يضيف أكثر من ٧٠٠ ألف فدان صالحة للزراعة. 

وتقوم مصر الجمهورية الجديدة التى دشنها الرئيس عبد الفتاح السيسى بجهود كبيرة تقوم بها الدولة لتوسيع حجم الرقعة الزراعية خاصة فيما يتعلق بالسلع الاستراتيجية كالقمح. 

وأكد اللواء توفيق سامى توفيق رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية فى تصريحات خاصة للأخبار أن إجمالى المساحة المزروعة فى منطقة شرق العوينات تبلغ  190 ألف فدان.

وأوضح أنه خلال الفترة من نهاية التسعينيات وحتى 2012 تم زراعة 80 ألف فدان فقط وخلال الفترة من 2014 وحتى 2022 تم زراعة 110 آلاف فدان.
وأشار إلى أنه خلال عام 2015 جرى تكليف الشركة بزراعة 12 ألف فدان جديدة فى منطقة عين دلة.

وشدد اللواء توفيق سالم توفيق على أن الدولة تقوم بجهود كبيرة من أجل تحقيق أعلى درجات الاستفادة من الإمكانيات والموارد المصرية، مشيرا الى أن الهدف من المحاصيل الزراعية هو المساهمة فى توفير احتياجات السوق المحلى والتصدير أيضا.

أما المنطقة المستصلحة فى منطقة توشكى، أشار رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية إلى أن مشروع توشكى يعد واحدا من أهم المشروعات القومية الناجحة، وليس كما حاول البعض تصويره.

واشار الى أنه فى يناير 2017  جرى تكليف الشركة بتنفيذ مشروع توشكى، موضحا أن مشروع توشكى تم إطلاقه فى عام 1997 ومدته التنفيذية كانت 20 عاما تنتهى فى عام 2017، موضحا أنه فور تكليف الشركة بالمشروع تم وضع خطط تنفيذية، ومواصلة الليل بالنهار من أجل تحقيق إنجاز ملموس فى وقت قصير.

وأوضح أنه جرى استصلاح 250 ألف فدان بمشروع توشكى، كما تم اضافة 100 ألف فدان خلال ٥ أشهر فقط من العام الجارى 2023، لتكون إجمالى المساحة المستصلحة فى توشكى 350 ألف فدان.

وأوضح أنه حتى نهاية العام الجارى سيكون من المقرر زراعة 500 ألف فدان فى توشكى، حيث جار العمل على زراعة 150 ألف فدان جديد.

واشار الى أن إجمالى ما تقوم الشركة بزراعته ٧٤٠ ألف فدان بمناطق توشكى وشرق العوينات وعين الدالة.

وحول الخطط المستقبلية للشركة، أوضح اللواء توفيق سالم توفيق أن عام 2024 سيكون حجم المساحة المستصلحة فى منطقة شرق العوينات 280 ألف فدان، حيث سيتم زراعة ٤٠ ألف فدان جديدة.

أما فى منطقة توشكى سيتم إضافة 150 ألف فدان جديدة خلال عام 2024 ليرتفع إجمالى الأراضى المستصلحة 650 ألف فدان.

وأوضح أن الشركة تقوم بتنفيذ مشروع التمور، حيث جار زراعة مليون ونصف المليون نخلة سيتم الانتهاء منها بنهاية العام الجارى.

وأضاف اللواء توفيق أنه تم زراعة ٤١٠ آلاف فدان من بينها 300 ألف فدان قمح تحقق عائد ٧٠٠ إلى ٧٥٠ ألف طن قمح.

 

كما سيشهد العام المقبل إضافة 230 ألف فدان قمح ليصبح إجمالى مساحة القمح المزروع 530  ألف فدان تحقق عائدا يتجاوز مليون طن قمح.

وشدد على أن القمح المزروع يعد أعلى إنتاجية قمح بالنسبة للدول الأخرى على مستوى العالم.

وشدد على أن أبرز التحديات التى واجهها المشروع هى ندرة المياه موضحا انه تم التغلب على تلك المشكلة عن طريق استخدام التقنيات الحديثة فى المياه.

وأوضح أنه من أجل تحقيق أعلى استفادة من المحاصيل المزروعة وعلى رأسها محصول البطاطس تم إنشاء مصنع للبطاطس النصف مقلية والمهروسة.

وأشار إلى أنه يتم زراعة التقاوى وثلاجة تقاوى بطاقة ٦٤ ألف طن تعد الأحدث فى الشرق الأوسط ثم زراعة البطاطس وبدء عملية التصنيع.

وشدد اللواء توفيق على أهمية الدور الحيوى الذى تلعبه شبكة الطرق القومية التى تنفذها الدولة مشيرا الى أنه أصبح هناك شبكة طرق إلى توشكى وشرق العوينات والفرافرة تضاهى شبكات الطرق فى القاهرة وهو الأمر الذى يفتح الباب مع القطاع الخاص للاستثمار فى هذه المنطقة المهمة. 

 وأوضح أن مصنع البطاطس يعمل به 2200 عامل فضلا عن أن الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية يعمل بها 4 آلاف عامل.

وأوضح أنه سيكون هناك محطة قطار سريع موجودة فى منطقة توشكى فضلا عن المنطقة الصناعية فى توشكى وجميعها عوامل لتعزيز الاستثمار للقطاع الخاص.

وأجرت وكالة أنباء الشرق الأوسط جولة فى عملية حصاد البطاطس والقمح بمنطقة شرق العوينات، حيث يتم ذلك بأحدث الوسائل الحديثة وهو الأمر الذى يساهم بشكل كبير فى الاستفادة بحجم المحصول وتلافى أعمال الهدر.

كما انتقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط، حيث التقت عمرو السماك المدير التنفيذى لشركة القطاع الخاص المشغلة للمصنع موضحا أن المرحلة الأولى تضم عملية تشوين البطاطس ثم مرحلة الغسيل وإزالة الحصى عن طريق الكثافة النوعية، ثم مرحلة التقشير التى تعد واحدة من أهم المراحل، موضحا أن عملية التقشير تتم بالبخار ودون أى تدخل يدوى.

وأشار إلى أنه تأتى بعد ذلك عملية غسيل البطاطس ثم مرحلة الفرز الإلكترونى  قبل التقطيع ومرحلة التقطيع عن طريق دفع المياه.

واشار إلى أنه عقب مرحلة الغسيل تبدأ عملية استخلاص النشا من البطاطس ليتم استخدامه كمنتج منفصل.

كما أكد وليد محمد المسئول عن تطوير خطوط الإنتاج بالمصنع أنه يتم بعد ذلك مرحلة التجفيف، ثم مرحلة القلى على درجة حرارة  190 درجة مئوية، مشيرا الى أن الزيت المستخدم هو زيت النخيل ويمر بثلاث عمليات فلترة قبل استخدامه. 

وقال المهندس محمد رجب أحد العاملين بالمصنع إنه يتم بعد ذلك مرحلة التجميد من ٢٨ إلى ٣٢ درجة مئوية ثم مرحلة تعبئة الأكياس والتخزين فى الثلاجات تمهيدا لنقلها للأسواق.

كما تفقدت وكالة أنباء الشرق الأوسط المساحة المزروعة لمحصول دوار الشمس والنباتات العطرية مثل الريحان، ومحصول الكركديه. 

حجم كبير من الأعمال تشهدها كل ربوع الوطن من أجل تحقيق الخير والنماء للشعب المصرى.
 

إقرأ أيضاً|انطلاق موسم الزراعات الصيفية| «برجاية» المنيا تُصدر البطاطس لأوروبا