كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

عندما تكون العروسة "روبوت"!

كرم جبر

السبت، 13 مايو 2023 - 07:01 م

سواء تزوج "إيلون ماسك" الرئيس التنفيذى لتويتر من الروبوت الصناعى "كتانيلا"، أو كانت شائعة أطلقها ضده خصومه لتدميره، فنحن أمام ظاهرة الذكاء الاصطناعى، بعضها ينفع البشرية ومعظمها يحمل أسباب تدميرها.

صارت المسألة أشبه بالكفار الذين كانوا يصنعون التماثيل من الحلوى، ويعبدونها ثم يأكلونها، ويتخيلون أن الآلهة ترضى عنهم وتبارك أصنامهم.

وكما قاد الإسلام البشرية إلى تحطيم الأصنام ونبذ الخرافات وإعلاء شأن القيم الدينية، فالرهان على إحياء مقومات القيم الأخلاقية لحماية البشرية من المخاطر التكنولوجية الهائلة.

كنت فى زيارة لإحدى الدول المتقدمة، وشاهدت معرضًا لمخترعات السنوات القادمة، فيه غرفة أشعة زجاجية، تستطيع أن ترصد الأمراض والأزمات الصحية التى يتعرض لها الإنسان منذ ما قبل ولادته، ويتم علاجه جينيًا فيطول عمره إلى ما لا نهاية، وتم إرجاء الاكتشاف خوفًا من غضب العالم من مخاطر التلاعب فى جينات البشر.

وبعد وقت لن يطول سيتم الدمج بين الثورتين التكنولوجية الرابعة والخامسة، لخلق تعاون وثيق بين الإنسان والآلة، حيث كانت الثورات التكنولوجية السابقة تعتمد على الآلة فقط.. والقادم هو ذكاء الإنسان والآلة معًا.

ربما كان هذا هو السبب وراء ما يتردد حول زواج إيلون ماسك من الروبوت، رغم أننى لم أجد مصدراً موثقاً يؤكد الشائعة، رغم الضجة المثارة على مواقع التواصل الاجتماعى، "ومن أعمالهم سلط عليهم" ليشرب إيلون ماسك من نفس الكأس المرة لانفلات السوشيال ميديا.

الثورة التكنولوجية الرابعة هى الانتشار المكثف للذكاء الاصطناعى والروبوتات والإنترنت والطباعة ثلاثية الأبعاد وتكنولوجيا النانو والقدرة الهائلة على تخزين المعلومات، وسُميت الرابعة فى مؤتمر دافوس بسويسرا عام 2016.

أما الثورة التكنولوجية الخامسة فهى لدمج التكنولوجيا الحديثة مع الذكاء البشرى بشكل أكثر تطوراً مما كانت عليه الثورة الرابعة، ويبدو أنها تأثرت بظروف الإغلاق نتيجة أزمة كورونا، فتهدف إلى تعديل عمل المؤسسات فى ظل الظروف المتغيرة، لاستخدام التقنيات الأقل تأثيراً على صحة الإنسان والبيئة.

ويصعد قطار التكنولوجيا بسرعة كبيرة إلى "الأمان" أو "الهاوية"، فيصبح خيراً للبشرية أو يلقى مصير تحطيم الأصنام بعد أن صنعها الإنسان وعبدها.

ولم تعد الدنيا مسرحًا كبيرًا فقط، وإنما عالم افتراضى آخر اسمه ميتافيرس، ليعيش الإنسان ويأكل ويشرب ويتفاعل ويتنزه وربما يتزوج وينجب عبر أجهزة الكمبيوتر والموبايلات، مثلما يحدث فى الحياة الواقعية.

ويقولون إن الإنترنت المذهل الذى نستخدمه الآن سوف يصبح بعد 20 سنة شيئاً بالياً ويثير الضحك مع تقنية الواقع الافتراضى، التى تمزج بين ما هو حقيقى وما هو رقمى بطريقة لا يمكن تخيلها.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة