الأحد، 14 مايو 2023 - 09:19 م

أكد العميد سمير راغب المحلل العسكرى والاستراتيجى رئيس المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية،  أن مصر قامت بمهمة لا تحتمل الفشل وأدارتها بشكل رائع لتحقيق التهدئة ونجاح الهدنة ما بين الاحتلال الإسرائيلى وحركة الجهاد الفلسطينية، مشيراً إلى أنه بالرغم أن الطلبات الإسرائيلية والفلسطينية كانت متعارضة وفى مقدمتها إرتباط وفصل الساحات، فكانت حركة الجهاد لا تريد حدوث عمليات اغتيال فى غزة والضفة والقدس سواء لعناصر مدنية أو لعناصر محسوبة على الجهاد ، فى الوقت الذى ارتبط فيه استشهاد خضر عياد بفكرة الضفة ، وكانت هناك محاولة لدخول مخيم بلاطة وطور كرم. 

وأكد العميد سمير راغب بأنه بالرغم من كل هذه التحديات والحسابات فإن مصر نجحت بالنسبة لعدد الأيام وما أطلق فيها من أكبر عدد للصواريخ من الجهاد وغرفة العمليات المشتركة للمقاومة ، كما نجحت مصر على الجانب الأخر بترشيد استخدام القوى وأن يكون عدد الشهداء أقل بالنسبة لعدد أيام العملية، مشيراً إلى أن هناك عمليات استمرت لأقل من خمسة أيام وكان هناك عدد ضحايا وشهداء أكبر بكثير، متأسفا لوقوع ضحايا وشهداء ومدنيين وأطفال ونساء، لكن لولا تدخل مصر كانت استمرت العملية لأيام أخرى وزاد عدد الشهداء والضحايا خاصة مع الاصرار على تنظيم مسيرة الأعلام وإصرار الطرفين على استمرار حرب الجبهات المفتوحة  والتى كانت ستدخل جولة صراع لم تحدث فى الخمسة عشر جولة السابقين .

وشدد العميد سمير راغب ، أن مصر نجحت سابقاً فى خمسة عشر جولة من الهدنات والتهدئة ووقف الحروب المندلعة بين الاحتلال الإسرائيلى والمقاومة الفلسطينية، مؤكداً صعوبة الوساطة الأخيرة لتزامنها مع الحكومة الأكثر تطرفاً فى تاريخ حكومات الاحتلال الإسرائيلى لضمها وزيرين يمينيين متطرفيين هما سموريتش وبن غفير وهما من الصهيونية الدينية ، مشيراً إلى أن نيتنياهو ربما يكون قاد عمليات لكن كان معه حكومات ليس فيها هذا التشدد المتطرف ، لافتاً إلى أن العملية الاسرائيلية ارتكبت لانقاذ الائتلاف الحكومى الضعيف من السقوط ، فكانت هذه العملية بمثابة القربان لهم .