أحمد ابوالغيط
أحمد ابوالغيط


قطار القمة العربية ينطلق من جدة .. فى ظل تحديات غير مسبوقة

أسامة عجاج- نادر غازي

الأحد، 14 مايو 2023 - 11:10 م

يبدأ اليوم ماراثون الوصول الى القمة العربية القادمة الـ٣٢  برئاسة السعودية خلفا للجزائر عبر اجتماعات مكثفة على مستوى المندوبين الدائمين ووزراء الاقتصاد والمالية والاستثمار المعنيين بالملف الاقتصادى للقمة انتهاء باجتماعات وزراء الخارجية للتوصل الى الصيغة النهائية للقرارات والتى سيتم عرضها على القادة العرب فى اجتماعهم القادم يوم الجمعة القادم والتى قد تستمر يومين من الجلسات التشاورية والعامة واللقاءات الثنائية.

 

اقرأ ايضاً| إشادة دولية للإدارة المصرية على دورها في الوساطة بين إسرائيل والفصائل الفلطسينية


كل المؤشرات تقول ان قمة جدة ستكون استثنائية بالعديد من المقاييس بمقارنة ماسبقها خاصة مع توقعات بمشاركة واسعة من القادة يقدرها بعض المراقبين بانها ستتجاوز الثلثين وقد تصل الى ١٨ من القادة و الغياب قد يكون نتيجة ظروف صحية او طارئة كما انها ستشهد المشاركة الاولى للرئيس السورى بشار الاسد بعد غياب استمر 12 عاما كاملة بعد قرار وزراء الخارجية ألعرب يوم الاحد الماضى بانهاء تجميد عضويتها وتوجيه المملكة العربية السعودية دعوتها  له بالمشاركة يضاف الى ذلك - ثالثا - القدرة المكتسبة للمملكة العربية السعودية على الاستعدادات الدقيقة فهو أمر اعتادت عليه المملكة فى السنوات الأخيرة وآخرها فى يوليو من العام الماضى عندما استضافت قمة جدة للامن والتنمية بحضور الرئيس الامريكى جون بايدن مع زعماء مصر والاردن والعراق وقادة دول مجلس التعاون الخليجى تحت شعار «قمة جدة للامن والتنمية» ولعل الامر هنا ان القمة بعد تأجيلها لشهرين وكان مقررا لانعقادها فى مارس الماضى او خلال الفترة من آخر قمة عربية فى الجزائر فى نوفمبر من العام الماضى شهدت خلالها المنطقة تطورات مهمة على اكثر من صعيد ونتوقف عند بعضها ومنها : 


اولا

: نجاح المجموعة العربية فى تجاوز معضلة عودة سوريا للجامعة بالقرار الذى اتخذه وزراء خارجية الدول العربية يوم الاحد الماضى باستعادة عضويتها فى الجامعة العربية وكانت احد العقبات التى واجهت قمة الجزائر والتى بذلت جهودا مهمة فى هذا الاطار ولكنها واجهت رفضا وتحفظا من العديد من الدول العربية ويومها لم تكن «الطبخة لم تكن قد نضجت بعد» «ولرفع الحرج عن الجزائر» أصدرت سوريا بيانا على لسان وزير خارجيتها فيصل المقداد  اشار فيه الى ان دمشق لاترغب فى طرح موضوعها على جدول الاعمال لتسهيل نجاحها وقد كان قرار الوزراء نتاجا لجهد بذل خلال الاشهر الماضية من العديد من الدول العربية تم خلالها التوصل الى مقاربة كشف عنها احمد ابو الغيط الامين العام للجامعة العربية وتتعلق بوجود اجماع عربى دون تحفظ اى دولة على العودة مع اعتبار ان العلاقات الثنائية بين اى عاصمة ودمشق  امر سيادى يخصهما معا وبهذا انفتح الطريق امام مشاركة سوريا فى القمة وترأس بشار الاسد لوفدها اذا رغب كما صرح بذلك ابو الغيط ولعل قمة جدة ستكون فرصة لعقد مزيد من اللقاءات الثنائية مع الجانب السورى لمزيد من البحث فى الشواغل التى تهم بعض دول الجوار العربى فى اطار التسوية السياسية للأزمة الذى طالبت بها كل الاجتماعات التى عقدت فى هذا الشأن سواء فى جدة او العاصمة الاردنية عمان وكلها كانت فى اطار الاعداد للاجتماع الوزراى .


ثانيا :

ان العالم العربى  خاصة والدول المحورية فيه نجح فى سياساته الاخيرة باتجاه (تصفير المشاكل) فقد جرت مياه كثيرة فى نهر تطبيع العلاقات مع دول الجوار الجغرافى خاصة ايران وتركيا بعد نجاح الوساطات العربية من العراق وسلطنة عمان ومن الصين فى التوصل الى اتفاق بين الرياض وطهران اثمر الاعلان عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ولقاءات على المستوى الوزارى وكذلك دعوة من الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك السعودية للرئيس الايرانى ابراهيم رئيسى لزيارة الرياض وتركت تلك التطورات آثارا ايجابية على الرغبة فى تطبيع العلاقات مع مملكة البحرين نفس الامر حدث مع تركيا وعادت المياه الى مجاريها والعلاقات الى طبيعتها مع مصر والسعودية والامارات وغيرها وسيكون لذلك انعكاس ايجابى على القضايا المطروحة على قمة جده .


ثالثًا:

شهدت بعض الساحات العربية المشتعلة والتى مثلت ضغوطا على العمل العربى المشترك بعض هدوءها ودخلت على سكة التسوية السياسية فقد نجحت الاتصالات الاخيرة فى احراز نجاح على الساحة اليمنية على سبيل المثال حيث بدأ حوار مباشر بين الرياض وجماعة أنصار الله فى صنعاء ناهيك عن نجاح صفقة تبادل الاسرى والذى ضم عددا من كبار المسئولين فى الجانبين منهم وزير الدفاع السابق وانفتح الطريق امام البحث فى التسوية السياسية خاصة فى ظل نشاط عمل المبعوث الاممى لليمن واتصالاته مع الاطراف اليمنية الشرعية وجماعة الحوثى والدول الفاعلة فى الملف السعودية وطهران وسلطنة عمان وغيرها وهو نفس الحال على الساحة الليبية بعد ان تراجعت فرص الحل العسكرى وانتهاء معظم عمليات الاستقطاب الاقليمى من لاعبين أساسيين فى الساحة الليبية  وتقدم الحديث الذى يدور حول توفير الظروف والاسس التى يمكن البناء عليها لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية تحت اشراف دولى مما يخفف الضغط على جدول أعمال القمة.   


وكل ماسبق لا يعنى بالضرورة أبدا غياب التحديات امام القادة ألعرب فى اجتماعهم الجمعة القادمة فى مدينة جدة حيث هناك مستجدات طرحت نفسها بشدة خلال الاسابيع الماضية على جدول الاعمال وقد نتوقف عند نوعين من التحديات :
الاول: أزمات مستجدة مثل المشكلة السودانية فى ظل استمرار المواجهات العسكرية بين الجيش السودانى ومليشيا الدعم السريع والمستمرة منذ اسابيع وحقيقة الامر انه مع تعدد الوساطات من دول العالم  لوقف نزيف الدم وانهاء تلك المواجهات توابعها الانسانية فان السعودية مستضيفة القمة هى صاحبة الدور الاكبر فى العمل على إجلاء الرعايا وكذلك على استضافة او اجتماعات بين وفدى الجانبين للتوصل الى وقف اطلاق النار تمهيدا للبحث فى تسوية الازمة وقد تم الاعلان يوم الجمعة الماضى عن تحقيق اختراق حقيقى بالتعاون مع واشنطن بعد توقيع ممثلى الجيش وقوات الدعم السريع  على اتفاق متدرج على ثلاث مراحل.     


ومن جهة أخرى فقد نجحت الاجتماعات العربية على مستوى المندوبين فى أكثر من دورة والاجتماع الوزارى يوم الاحد الماضى فى صياغة موقف عربى موحد وواضح تجاه الازمة من بين بنوده تشكيل مجموعة اتصال عربية تضم مصر والسعودية والامين العام احمد ابو الغيط للتواصل مع الاطراف السودانية والدولية والاقليمية للتوصل الى تسوية سياسية والسعى الى وقف دائم لاطلاق النار بالتوازى مع جهود الاغاثة والمساعدات الانسانية.


 الثانى: القضية الفلسطينية وكانت محل بحث ودراسة على مستويات مختلفة فى اطار الجامعة العربية على مستوى المندوبين الذى عقدوا عدة دورات طارئة لهذا الغرض طوال الاسابيع الماضية والتى ترافقت مع التصعيد الاسرائيلى ضد المقدسيين والهجوم والاعتداء على المصلين فى المسجد الاقصى طوال شهر رمضان الكريم والاعياد اليهودية بالاضافة الى استمرار مخططات التهويد والاغلاق والاستيلاء على منازل واراضى المقدسيين كما كانت القضية الفلسطنية احد ثلاث بنود على اجتماع وزراء الخارجية العرب الاحد الماضى مع السودان وسوريا وتفاقمت الاوضاع فى الأراضى الفلسطينية المحتله والتى تمر بالفترة الاصعب فى تاريخها فى ظل وجود حكومة هى الاكثر تطرفًا ويمنية فى تاريخ إسرائيل ولعل الاعتداءات المتكررة على قطاع غزة وعمليات الاغتيال التى تتم لقادة الفصائل يدفع باتجاه اعطاء اولوية للقضية الفلسطينية فى جدول اعمال قمة جده الجمعة القادم ويأتى فى هذا الاطار الجهد المصرى الواضح فى السعى الى انجاز التهدئة ووقف العمليات العسكرية وفى المستوى الاعلى البحث فى التسوية السياسية حيث نجحت القاهرة فى اعادة احياء عمل صيغة ميونيخ من خلال اجتماع وزراء خارجية  مصر والاردن و  والمانيا وفرنسا والتى بدا منذ فبراير 2020.


وبعد فكل المؤشرات تكشف عن ان مدينة جدة السعودية ستشهد إحدى القمم الاستثنائية مع الاعداد الجيد لها والذى تم بين الدولة المضيفة والامانة العامة للجامعة العربية والامين العام احمد ابو الغيط والجهد المتميز الذى تم بذله من السفير حسام زكى الامين العام المساعد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة