كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

كرم جبر يكتب: نموذج شرق العوينات!

كرم جبر

الإثنين، 15 مايو 2023 - 08:05 م

 

من القاهرة إلى مطار شرق العوينات، تستغرق المسافة بالطائرة ساعة ونصفا، أما المسافة بالسيارة فتبلغ 1120 كيلو متراً، وتحولت الصحراء القاسية إلى سجادة خضراء، مزروعة بالقمح والبطاطس وعباد الشمس.

شرق العوينات فى أقصى الجنوب الغربى لمصر، على الحدود بين مصر وليبيا والسودان، وجبل العوينات يمتد من مصر إلى ليبيا، وتعتمد الزراعة على المياه الجوفية.
بالطائرة يشمل بحر الرمال العظيم مساحات هائلة، ومن الصعوبة أن تتخيل أن المصريين يمكن أن يصلوا إلى هناك، ليعيشوا ويزرعوا ويقهروا الصحراء.

وكما قال الرئيس عبد الفتاح السيسى أثناء زيارته للمنطقة الأحد الماضى، إنه لم يكن أحد يعتقد أن الأرض التى تنتج البطاطس سيقام بجوارها مصنع، لتعظيم الاستفادة الاقتصادية.
والمصنع الكبير على مساحة 70 فداناً ومربوط بخطوط مواصلات بمدينة 6 أكتوبر مروراً بالداخلة والفرافرة، وأيضاً بمدينة أسوان ومنفذ ارقين الذى ذاعت شهرته بعد قدوم الإخوة السودانيين، ويتم إنشاء قطار سريع لمنطقة توشكى.

والحدث الأهم فى المنطقة هو موسم حصاد القمح، كالذهب الأصفر فى منطقة غير ملوثة تتسم بالزراعة النظيفة، وحبات القمح شكلها مختلف، وكأنها تتمتع بما منحته لها الطبيعة من صفاء ونقاء.

المياه فى هذه المنطقة هى الكنز وسر الحياة، وتوجيهات الرئيس هى ضرورة ترشيد استهلاك المياه بأقصى درجة ممكنة واستخدام نظم الرى الحديثة.

أما منطقة توشكى فقد تحولت من نموذج للفشل إلى قصة نجاح، وردت إليها الدولة الاعتبار، فقد خرج المشروع إلى النور منذ قرابة ربع قرن، واقتصر التنفيذ على مساحات لا تتجاوز عشرات الأفدنة، تتعرض للهجوم والاتهام بأنه إهدار للمال العام.

ولكن عادت الروح إلى المنطقة فى يوليو 2020، بسبب إرادة الدولة وقدرتها على تحقيق أعلى معدلات الإنجاز، لجنى الثمار بزراعة مليون ونصف المليون نخلة و300 ألف فدان قمح، والمستهدف زراعة 2.3 مليون نخلة و650 ألف فدان قمح لحصاد مليون طن من القمح فى نهاية العام القادم.

وتجولنا بصحبة الرئيس فى مناطق زراعة القمح وبجوارها أشجار عباد الشمس، والمنطقة مثالية لزراعة القمح والشعير والبطاطس والفول السودانى والنباتات الطبية والفاكهة مثل المانجو والجوافة والبرتقال والليمون.

أتذكر جيداً أننى زرت منطقة توشكى وعدد كبير من الإعلاميين والسفراء الأجانب منذ قرابة 17 عاماً، وكان الحديث يدور حول مستثمرين ورجال أعمال يملكون مساحات شاسعة من الأراضى فى توشكى، بغرض تسقيعها وليس تعميرها، وظلت على هذا النحو سنوات طويلة، وكانوا السبب فى إساءة سمعة المنطقة.

وزرتها منذ يومين، ليمتد شريان الحياة من شرق العوينات إلى توشكي، لاستصلاح عشرات الآلاف من الأفدنة، وتوفير أكثر من مليون فرصة عمل فى المنطقة التى كانت فى قبضة عصف الرمال والرياح، فأصبحت نموذجاً للإرادة والتصميم والخير.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة