كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

كرم جبر يكتب: تحديات قمة جدة !

كرم جبر

الأربعاء، 17 مايو 2023 - 08:36 م

ندعو بالتوفيق للزعماء والقادة العرب فى قمة جدة، لخروج توصيات تتعامل مع الأزمات والتحديات، وتفرش الطريق أمام مرحلة جديدة من العمل العربي المشترك.

على أرض الواقع: قبل أن تسكت المدافع فى اليمن انطلقت البنادق فى السودان، وعادت سوريا بعد غياب طويل، ولكن ليبيا لازالت تنتظر الاستقرار، وتأتى القمة العربية فى ذكرى نكبة فلسطين، فصعدت بالقضية لصدارة الملفات العربية.

ونظرة سريعة على أحوال العرب تؤكد أن رياح الجحيم المسمى الربيع العربي لاتزال تهب على المنطقة، فتهدأ هنا وتزداد هناك، وكأنه كُتب على الشعوب العربية أن تظل تحت التهديد.
بارقة أمل بطلها الصمود السوري الذى فتح الطريق لعودتها من جديد إلى الصف العربي، وإحلال التسوية السلمية بمشاركة جميع الأطراف، لحقن دماء الشعب السورى الذى سقط من أبنائه نصف مليون قتيل.

ومازالت أمام دمشق تحديات أخرى لتطهير الأراضى السورية من المؤامرات الإقليمية والدولية والمحلية ومحاربة الإرهاب الذى فتح البلاد لتهريب المخدرات، وعودة المهاجرين السوريين إلى وطنهم والتطلع إلى مستقبل أكثر استقرارا وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.

ولكن لم يتحقق أى تقدم فى الملف الفلسطيني، ويزداد تعنت إسرائيل فى إزهاق روح القضية الفلسطينية وإدخالها ثلاجة الموتى، واستمرار ضرب غزة بالصواريخ لولا التدخل المصرى لوقف الاغتيالات واستهداف المدنيين وهدم المنازل.

الملف الفلسطينى هو الأكثر تضرراً بفعل الأحداث الصاخبة فى المنطقة، فبعد أن كانت فلسطين هى قضية العرب الكبرى، منذ القمة الأولى فى إنشاص سنة ١٩٤٦ وقبل إعلان قيام إسرائيل، ظل الملف يتراجع فى دائرة الاهتمام العربى، خصوصا فى السنوات الأخيرة، التى هبت فيها رياح الجحيم - المسمى بالربيع العربى - فتراجع الاهتمام بفلسطين، بعد أن فُتحت فى الجسد العربى جراح غائرة، لا تقل عن بقية الجراح التى تصيب المنطقة كلها.

وتبنت القمم العربية السابقة الدعوة لتفعيل مبادرة السلام العربية، ومتابعة تطورات الاستيطان الإسرائيلى، والمحافظة على هوية القدس الشرقية، وغير ذلك من العبارات التى تحتاج تفعيلا أكثر، فالجميع يعلم أن القضية أكبر بكثير من التصريحات والأمنيات، وتخضع لأمرين شديدى الخطورة:

أولا: إصرار إسرائيل على التهام بقية الأراضي الفلسطينية، وأن الزمن يخصم من رصيد القضية الفلسطينية، وأن ما كان مطروحاً بالأمس لن تستطيع تحقيقه اليوم، وأن ما سوف يُطرح اليوم لن يحصلوا عليه فى الغد.

ثانيا: تعثر محاولات الصلح ورأب الصدع بين فتح وحماس، وصولا إلى موقف فلسطينى موحد، يدحض مزاعم إسرائيل ولعبها على الوقيعة وإذكاء للصراع والفتن، فوحدة الصف الفلسطينى هى الخطوة الوحيدة لإحياء السلام، وإخراج القضية برمتها من ثلاجة التجميد.

وأهم التحديات التى تواجه الدول العربية، هى محاولة إحياء حلم التضامن العربى، والاتفاق على حد أدنى يحمى المصالح العربية، ويجعلها رقما مؤثرا فى المعادلة والسياسات التى يجرى الترتيب لها وفق نتائج الحرب الروسية الأوكرانية، والتطورات الساخنة فى صراعات الدول الكبرى.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة