د. مرفت أبو المعاطي خلال حوارها مع «الأخبار»
د. مرفت أبو المعاطي خلال حوارها مع «الأخبار»


مرفت أبوالمعاطي: الخلل في كهرباء القلب يسبب الوفاة المفاجئة.. والوعي بالمشكلة «ضعيف»

حازم بدر

الأربعاء، 17 مايو 2023 - 09:43 م

لم تنضب مصر من الجواهر فى مختلف المجالات، ولكن الإعلام مقصر فى التنقيب عنها، وأحد هذه الجواهر، هى الدكتورة مرفت أبو المعاطى، أستاذ كهرباء القلب بكلية الطب جامعة عين شمس.. لا أدعى أنى بذلت جهدا فى التنقيب عن هذه الجوهره، فقد قادنى القدر للعلاج تحت إشرافها قبل نحو 15 عاما، ومنذ ذلك التاريخ، أثارت تركيبتها الشخصية إعجابى، وظلت الرغبة فى إجراء حوار صحفى معها تلح على من حين لآخر، لكن لم أستطع مؤخرا مقاومة تلك الرغبة، عندما تولدت لدىّ فكرة سلسلة حوارات صحفية عن «أسرار الجسد»، فليس هناك أهم من سر «كهرباء القلب»، وليس هناك من هو أقدر فى الحديث عن هذا السر من «أم كهرباء القلب»، كما يطلق عليها فى الأوساط العلمية.. لم يكن الحصول على موعد لإجراء الحوار بالأمر السهل واليسير لعزوفها عن الإعلام، ولكن بعد إلحاح مستمر وافقت على منحى ساعة من وقتها، حصلت خلالها على كثير من أسرار الخلل فى كهرباء القلب، والذى يتسبب فى كثير من الحالات فى حدوث الوفاة المفاجئة، ولم أستطع أن أمنع نفسى من التطرق إلى بعض الملاحظات عن تركيبتها الشخصية التى استطاعت أن تجمع بين ما قد يبدو لك متناقضا، فهى حازمة ولينة فى نفس الوقت، كما أنها عالمة وبسيطة إلى أقصى درجة.. وإلى نص الحوار.

◄ الوراثة أحد الأسباب.. وتوجد عائلات بأكملها تستخدم «منظم القلب»

◄ النبض الضعيف يسبب إغماءات ُتشخص خطأً .. وبعض حالاته تكتشف بالصدفة 

◄ رسم القلب مفتاح الكشف عن المشكلة.. ولا يجوز أن يتخرج طبيب دون إجادة قراءته

◄ الطبيب المصرى قوة ناعمة.. والأستاذ الحقيقى يسعى لكى يتفوق عليه طلابه

◄ أتنافس مع نفسى .. ولا أهتم كثيرا بتعليقات الآخرين 

◄ أتعامل مع طلابى مثل الأم التى تعطف كثيرا وتقسو أحيانا  

◄ منظومة التأمين الصحى ستساعد فى اكتشاف المشكلة قبل أن تتسبب فى الوفاة

◄ لا أسعى للإعلام.. وأسعد بتعليم الطلاب من خلال قناة باليوتيوب يشاهدها 2 مليون

- لماذا لا يعرف الكثيرون عن كهرباء القلب، هل هو تقصير من الإعلام الصحى أم من المتخصصين فى هذا التخصص الحيوى؟
- تطلق تنهيدة عميقة استعدادا لإجابة طويلة بدأتها بقولها: علم كهرباء القلب من العلوم الحديثة فى الطب، وتعود بداياته إلى الخمسينيات عندما بدأوا يدركون أهمية تسجيل كهرباء القلب، وقبل ذلك كان اختراع جهاز «رسم القلب» فى الثلاثينيات، والذى كان فى بداياته جهازا كبيرا وعتيقا، ويمكن القول إنه هو البداية الحقيقية لعلم كهرباء القلب، ولكن معرفة الجمهور بأمراض ناتجة عن الخلل فى كهرباء القلب، وإن كانت بدأت تتحسن من خلال متابعة الجمهور لما ننشره على وسائل التواصل الاجتماعي، إلإ أن ذلك لا يعنى أنه لا يوجد تقصير فى توعية الجماهير بهذه الأمراض، وهذا التقصير تتحمله المؤسسات الطبية والإعلام.

 ◄ تشخيص خاطئ

◄ وما هى أشكال الخلل فى كهرباء القلب؟
- تشير بإصبعيها السبابة والوسطى قائلة: يوجد نوعان رئيسيان، أحدهما، يتعلق بوجود بؤرة كهربائية نشيطة فى القلب، والآخر يتعلق بوجود كهرباء ضعيفة تسبب للشخص إغماءات، ويتم تشخيصها تشخيصات خاطئة، مثل القول إنه يعانى من جلطة بالمخ أو الصرع أو أنه يدعى المرض، ويؤدى ذلك إلى إضاعة فرصة العلاج على المريض.
وفى بعض الاحيان، لا تسبب هذه الكهرباء الضعيفة إغماءات، ويتحمل الشخص هذا النبض الضعيف، لكن عندما يضطر لإجراء جراحة مثلا، يكون من إجراءات التحضير للعملية، إجراء رسم قلب، وعندها يتم اكتشاف نبضه الضعيف، الذى لا يمكن إجراء الجراحة فى ظل استمراره، فيتم توجيهه إلى ضرورة تركيب منظم لكهرباء القلب.
وهناك حالات أخرى من الخلل تكتشف أثناء الحمل، فبعض الأمهات التى تعانى من «الذئبة الحمراء»، تتولد لديها أجسام مضادة تستهدف قلب الجنين، فيولد الجنين و لديه انفصال فى كهرباء القلب،  ويكتشف طبيب أمراض النساء والتوليد هذه الحالة، أثناء متابعة الأم باستخدام الموجات الصوتية.

◄ هذه حالات سواء بالنسبة للسيدة لحامل أو التحضير للعملية، كان الاكتشاف فيها سهلا، بحكم إجراء الشخص لفحوصات، ولكن ماذا عن حالات أخرى قد يكون الخلل غير المشخص فى كهرباء القلب سببا فى وفاتها؟
- ترتسم على وجهها ابتسامة هادئة قبل أن تقول:  نحاول من خلال شعبة كهرباء القلب بجمعية القلب التوعية بأنواع الخلل فى كهرباء القلب، ونحتاج من الإعلام مزيدا من الاهتمام بالقضية، لأن الموضوع يستحق، فهناك أشخاص يموتون فجأة، كان يمكن علاجهم، وهناك عائلات لم تدرك أن لديها هذه المشكلة إلا بعد وفاة اثنين أو ثلاثة من أبنائها.

◄ الوفاة المفاجئة

◄ أفهم من ذلك أن الخلل فى كهرباء القلب مرض وراثى؟
- بعض الأسباب قد تكون وراثية، سببها أحد الجينات تنقل هذه المشكلة من جيل لآخر فى العائلة، فمن بين المرضى الذين تعاملت معهم عائلات بأكملها قمت بتركيب منظم ضربات القلب للأب والابن والحفيد، وتوجد أيضا أسباب لها علاقة بالبيئة مثل التلوث والتدخين، وأسباب تتعلق بالسلوك الشخصى مثل عدم ممارسة نشاط رياضى والكوليسترول الزائد، ويوجد سبب خلقى لا ينتقل بالوراثة، حيث يولد الشخص مصابا بالمرض، ولا ينقله للآخرين.

◄ وكيف أكتشف أنى بحاجة إلى زيارة متخصص فى كهرباء القلب؟
- لم تنتظر استكمال السؤال وقالت بلهجة حاسمة: هذه ليست مهمة المريض، لكنها مهمة طبيب الباطنة، الذى يجب عليه فى حال وجد نبضا غير طبيعيا، ظهر فى رسم القلب، أن يرسل المريض إلى طبيب متخصص فى القلب، ليقرر هذا الطبيب، إن كانت حالة المريض تحتاج إلى متخصص فى كهرباء القلب أم لا، وقد يختصر البعض الطريق ويذهب لطبيب القلب مباشرة، عندما يشعر بضربات القلب متسارعة أو تكون لديه إغماءات، ليقوم بتحويله إلى إخصائى كهرباء القلب، إذا كانت حالته تستدعى تدخل.

وتتم هذه العملية بانتظام فى الخارج بسبب نظام التأمين الصحى الذى يبدأ بـ «طبيب الأسرة»، الذى يكتشف مثل هذه الحالات ويوجه مرضاه للطبيب المتخصص، وأتصور أن منظومة التأمين الصحى الجارى إعدادها حاليا، والتى بدأت فى بورسعيد والإسماعيلية، ستساعد فى الكشف عن حالات الخلل فى كهرباء القلب، قبل أن تتسب فى وفيات مفاجئة.

◄ وهل الوفاة المفاجئة التى تحدث لشخص جاءوا لإيقاظه صباحا فاكتشفوا أنه فارق الحياة، تكون بسبب خلل فى كهرباء القلب؟
- بلهجة متحمسة تقول: بالضبط يكون السبب خللا فى كهرباء القلب، لكن ليس ذلك هو الشكل الوحيد للوفاة المفاجئة بسبب كهرباء القلب، فالوفاة يمكن أن تحدث للشخص بعد ممارسة تمارين رياضية أو قد تحدث له وهو جالس بين عائلته.   

اقرأ أيضًا | لتفادي «السكتات القلبية».. 6 نصائح للوقاية من ارتفاع ضغط الدم

◄ قراءة رسم القلب

◄ ركزتى فى حديثك على أهمية رسم القلب كمدخل مهم لاكتشاف المشكلة، فهل كل الأطباء يجيدون قراءته؟
- تخرج الكلمات من فمها سريعة قائلة: هذه مهارة أساسية ومن أبجديات عمل الطبيب ولا يجوز أن يتخرج الطبيب فى الكلية دون إجادتها، فهى مفتاح للكشف عن أمراض القلب.

◄ رغم أهمية هذه النصائح والتوضيحات، لم أجد لك أى حوارات أو تعليقات فى وسائل الإعلام وأنا أعد لهذا الحوار.. فهل لديك موقف من الإعلام؟
- تصمت لوهلة قبل أن تقول وقد تخلت عن نبرتها المتحمسة: ليس لدىّ موقف، بديل أنى أتحاور معك الآن، لكنى لا أسعى للإعلام، وأخاف منه، لا أعرف ما السبب، وأرى أن خير من يتحدث عن الإنسان هو عمله، وليس ظهوره فى الإعلام.

◄ ولكن هذا يحرم متابعى وسائل الإعلام من التوعية التى يمكن تقديمها لمشكلة هامة مثل كهرباء القلب؟
- لدىّ صفحة بالفيس بوك أنشر من خلالها التوعية الصحية، وقناة على اليوتيوب بالتعاون مع جامعة عين شمس حول تخصص كهرباء القلب، يتابعها 2 مليون مشاهد، وأسعد كثيرا عندما يقابلنى طلاب فى مؤتمرات، ويقولون إنهم تعلموا من خلال تلك القناة.

◄ أتصور أن هذا النشاط التعليمى هو الذى منحك لقب «أم كهرباء القلب» ؟
- ترتسم على وجهها ابتسامة عريضة قائلة: أسعد كثيرا بهذا اللقب، فالأمومة مسئولية، وأنا أشعر بمسئولية تجاه كل طالب فى مجال كهرباء القلب، فبحر العلم واسع، وسعادتى تكون بمساعدة الطلاب على السباحة فى هذا البحر.

◄ دعينا نعود للخلف بعض الشىء، وأسال عن أسباب اتجاهك لكهرباء القلب تحديدا؟
- والدى كان رئيسا لقسم أمراض الباطنة فى كلية الطب عين شمس، وكان من المتبحرين فى العلم، فكانت له رؤية مستقبلية، أن المستقبل سيكون لتخصص القلب، فنصحنى بهذا التوجه، وفى قسم القلب التقطتنى العين الخبيرة للدكتور ممدوح العشرى، الذى نصحنى بالتسجيل فى كهرباء القلب، فكانت رسالتى للماجستير والدكتوراة عن أمراض القلب، وحصلت على منحة كانت مدتها عاما ونصفا لدراسة كهرباء القلب فى جامعة ميتشجان الأمريكية، وعندما عدت من أمريكا أخذت على عاتقى نشر علم كهرباء القلب، حتى بات هناك قرابة مائة متخصص فى كهرباء القلب.

◄ مائة ليس رقما كبيرا...
- اتفق معك، وأتمنى أن يزيد الرقم، ولكن لا تنس أن كثيرا من أبنائنا الطلاب هاجر إلى الخارج.

◄ جميل أنك تسمينهم بالأبناء، مع أنى أحيانا ما ألاحظ صرامتك مع طلابك؟
- تضحك قبل أن تقول: أنا لست صارمة فقط، بل ديكتاتورية أيضا، لكنها ديكتاتورية الأم التى تحب أبناءها، فتعطف عليهم كثيرا، لكن عند الخطأ تكون صارمة للغاية، فأنا أعشق الالتزام وأحب من يعمل معى أن يكون ملتزما بكل ما أقوله من تعليمات، فمثلا توجد طريقة معينة لكتابة التقارير الطبية تدرب عليها، وبالتالى إذا أخطأ لاحقا يجدنى صارمة للغاية، وهذا لمصلحته، لذلك من يتخرج من تحت يدى، يكون مشهورا عنه الدقة والإبداع والتطوير فى العمل. 

◄ ألا تسبب هذه الطريقة بعض الضيق لدى طلابك؟
- تسبب طبعا، وربما لأن ذلك معروف عنى، لا يفضل البعض العمل معى، لكن هذه طريقتى والحمد لله لدىّ فريق عمل ناجح للغاية. 

◄ وما هى مواصفات من يعمل معك؟
- يجب أن يكون محبا لتخصص كهرباء القلب لأقصى درجة، ويكون محبا للعمل ولديه القدرة على العمل تحت ضغط، لأنه أحيانا عندما نسافر لدولة أفريقية نجرى 15 عملية فى اليوم الواحد، ويجب أن يكون أيضا مبدعا ومبتكرا، ففريقى مثل الجيش، وكل فرد يعرف سلاحه جيدا، ونعمل فى تناغم. 
مسئولية الأستاذ الجامعى

◄ وهل افتقدنا لهذا الشكل من التعليم، الذى ينقل من خلاله الأستاذ خبراته لطلاب أصغر؟
- تومئ بالموافقة قبل أن تقول: بالضبط، فالتعليم ونقل الخبرات هو الدور الحقيقى للأستاذ الجامعى، الذى يجب أن يكون له خطة آنية وأخرى مستقبلية لتطوير طلابه، ولابد أن يكون هدفه أن يكون طلابه أفضل منه، فالطالب إذا لم يتفوق على أستاذه، فإن أستاذه يكون مقصرا فى نقل العلم له، لأنه من المفترض أن يكون قد أعطى طلابه ما جمعه طيلة حياته، ويكون أمام طلابه الوقت للحصول على المزيد.

◄ ولهذا السبب شعرت فى تعليق لكى على صفحتك بموقع «فيسبوك» بمدى فخرك بنجاح أحد طلابك من العراق فى الحصول على شهادة دولية مرموقة؟
- تشعر بحالة من الرضا قد ملأت وجهها وهى تقول وقد ابتسمت ابتسامة عريضة: تقصد الدكتور أنور.. هو بالفعل نموذج لطلابى المتميزين، فقد حصل على الزمالة من طب عين شمس، وتفوق على أقرانه المصريين، ثم سافر للخارج وحقق نجاحات مهمة، وأنا سعيدة بهذا الأمر، لأن فى ذلك تأكيدا على أن مصر هى أم الدنيا والعلم.
القوة الناعمة

◄ وهذا يقودنى لسؤالك عن الطبيب المصرى كقوة ناعمة، هل ترين أنه يمكن أن يلعب هذا الدور؟
- بدون تردد تقول بلهجة متحمسة: بالطبع يمكنه لعب هذا الدور، ونحن من خلال تخصص كهرباء القلب نمارسة بشكل كبير، حيث أصبحنا مقصد لمرضى من عده دول عربية، ونزور من حين لآخر دول إفريقية لتركيب منظمات لكهرباء القلب، فهذا المجال مناسب جدا للسياحة العلاجية، لأن لدينا أطباء على درجة عالية من الكفاءة.

- بينما تقولين إنكم أصبحتم مقصدا لمرضى من دول عربية، هناك فى المقابل ظاهرة أخرى تتمثل فى هجرة الأطباء لدول عربية وأجنبية، فهل تمثل تلك المشكلة خطرا؟
- هذه المشكلة كانت فى الماضى مقصورة بنسبة كبيرة على أطباء وزارة الصحة، لأن الأطباء المعينين فى الجامعة كنواب، كان لهم مسار وظيفى واضح ومحدد، ولكن الآن أصبح الجميع يشترك فى الدوافع المادية التى تدفع للهجرة، فالرواتب فى الجامعة وفى وزارة الصحة، لا تلبى طموحات العيش الكريم بالنسبة للأطباء، ويزيد من الطين بلة، هو هجوم الإعلام على الأطباء مع أى خطأ يحدث من طبيب، وكأن كل الأطباء مذنبون، كما يوجد عدم فهم من أهالى المرضى لطبيعة المرض، بما يعرض الأطباء للهجوم عليهم من قبل بعض أهالى المرضى، وبالتالى يجد الطبيب نفسه محاصرا بين وضع مادى متدنٍ وأمان اجتماعى منقوص، فيكون قرار الهجرة هو الحل المناسب للخلاص من كل هذه المشاكل، وهذه بالطبع أزمة كبيرة، ستؤثر بشكل كبير على الخدمة الصحية فى مصر، ما لم يتم البحث عن حلول لها. 

اقرأ أيضًا | الصحة: وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان يزور مستشفى العباسية للصحة النفسية

◄الدعم العائلي

◄ قبل أن أختم حوارى، اسمحى لى أن أبدى ملاحظة، ولا أعلم إن كانت ستلقى قبولا أم لا .. ولكنها تلح على..
- تفضل .. أنا لا أغضب من أى ملاحظة.

◄ ألاحظ بساطتك الشديدة فى الأزياء...
- تضحك قبل أن تقول: بالعكس أنا أحب أن أتكلم فى هذا الموضوع، فأنا أسير فى هذه الحياة بشعار الآية القرآنية « ولا تمشِ فى الأرض مرحا»، فالإنسان يلقى ربه بعمله، وليس بأزيائه، وهذه كانت من تعاليم والدتى رحمة الله عليها، التى خافت على أن أغتر بتفوقى منذ الصغر، فقالت لى ناصحة: التفوق نعمة من الله حافظى عليها بالتواضع وإياكِ والغرور.

◄ ولكن ألا تخشين من أن تفهم بساطتك خطأً؟

- أنا أثق فى نفسى وأفعل ما أقتنع به، ولا أهتم كثيرا بكلام الآخرين، لأنى فى سباق دائم مع نفسى، ولدىّ هدف أريد تحقيقه، وإذا انشغلت عنه بالنظر يمينا أو يسارا سأخسر السباق، وبالمناسبة هذه البساطة تقربنى أكثر من المرضى، وهذا أمر يسعدنى، فبعض المرضى يصرون على تقبيل رأسى تقديرا لجهودى معهم، وكثير منهم يصر على التقاط صورة معى بعد العملية، وهذه كلها مشاهد تسعدنى كثيرا، فأنا فى النهاية مهما حققت، إنسان ضعيف سيقابل ربه، ويجب أن أكون مستعدة، بعملى وخلقى وصلاتى.

- وأنتٍ فى السباق مع الذات، كيف كانت حياتك الأسرية؟
- الحمد لله كانت حياتى الأسرية مستقرة، وأنجبت أربعة أبناء، وبهذه المناسبة أحب أن أعطى الفضل لأهله، فلولا دعم عائلتى متمثلا فى دعم الأم رحمة الله عليها، وحماتى أطال الله فى عمرها، ما استطعت تحقيق أى شىء، فقد كانت مسئولية الأبناء تئول إليهم أثناء انشغالى فى الماجستير والدكتوراة والسفر للخارج لحضور المؤتمرات، وبصفة عامة أستطيع أن أجزم من خلال تجربتى وتجربة آخرين، أنه لا يوجد سيدة ناجحة بدون دعم عائلى.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة