واشنطن بوست
واشنطن بوست


واشنطن بوست: يجب تضافر جهود الغرب من أجل تعزيز قدرات القوات الأوكرانية في مواجهة روسيا

أ ش أ

الخميس، 18 مايو 2023 - 12:53 م

أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في مقال افتتاحي على أهمية تضافر جميع جهود الدول الغربية ولاسيما الولايات المتحدة والدول الأوروبية وأعضاء حلف شمال الأطلنطي (الناتو) من أجل تقديم كافة أشكال الدعم لأوكرانيا لتعزيز قدرات القوات الأوكرانية في مواجهة القوات الروسية خلال الحرب التي تدور رحاها بين الطرفين في الوقت الحالي.

وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى أن واشنطن وحلفاءها من الدول الأوروبية تعهدوا بتقديم لأوكرانيا ما يقرب من 150 مليار دولار في صورة مساعدات عسكرية واقتصادية منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا في أواخر فبراير من العام الماضي.

وأوضحت الصحيفة أن موقف الدول الغربية المساند لكييف والمساعدات التي تعهد الغرب بتقديمها لأوكرانيا كان لها أكبر الأثر في رفع الكفاءة القتالية للقوات الأوكرانية في مواجهة الآلة العسكرية الروسية، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه في الوقت الحالي هو إلى أي مدى سوف يستمر ذلك الدعم الغربي لأوكرانيا وتوفير الحماية الضرورية لها خلال المواجهات المسلحة الشرسة مع القوات الروسية.

اقرأ أيضًا | واشنطن بوست: رجل مجهول اقتحم منزل مستشار الأمن القومي الأمريكي

ونوه المقال إلى أن الإجابة على هذا السؤال بشكل مباشر وصريح أعلنها الجانب الأوكراني من خلال مطالبته بالضمان الأمني الدائم والذي تكفله عضوية كييف في حلف الناتو، حيث تشكل تلك العضوية الضمان الوحيد لمساعدة كييف وتوفير الحماية لها بموجب ميثاق حلف الناتو الذي ينص على الدفاع الجماعي من جانب الحلف لأي دولة عضو تتعرض لأي تهديد خارجي.

ويشير المقال أن حلف الناتو كان قد تعهد لأوكرانيا بقبول عضويتها عام 2008 بإلحاح من جانب الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش، موضحا أن هذا التعهد تم التأكيد عليه مجددا من جانب أمين عام الحلف ينس ستولتنبرج خلال زيارته لكييف الشهر الماضي بينما تطالب العديد من الدول الأعضاء ولاسيما من أوروبا الشرقية باتخاذ خطوات ملموسة من أجل الوفاء بتلك التعهدات وقبول عضوية أوكرانيا خلال القمة السنوية للحلف والمزمع عقدها في يوليو القادم.

ويشير المقال أن هناك عددًا من الدول الأعضاء، تأتي في مقدمتهم الولايات المتحدة، مازالوا مترددين في قبول عضوية أوكرانيا داخل الحلف ولاسيما على ضوء الحرب الحالية هناك حيث يرون أن قبول أوكرانيا في عضوية الناتو في الوقت الذي تدور فيه مواجهات مسلحة مع الجانب الروسي سوف يفرض على الدول الأعضاء في الحلف التورط في حرب مع موسكو التي تمتلك أكبر ترسانة نووية في العالم.

وفي الوقت نفسه فإن العديد من المسؤولين في الولايات المتحدة والدول الأوروبية يدركون تمام الإدراك أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدأ الحرب الحالية في أوكرانيا لمنعها من الارتماء في أحضان المعسكر الغربي ليس فقط من خلال عضويتها في حلف الناتو ولكن أيضا لمنعها من الانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي.

وأوضح المقال أن الموقف هكذا أصبح غاية في التعقيد لأنه في الوقت الذي تتردد فيه الدول الأعضاء في قبول عضوية أوكرانيا لا تود تلك الدول تحقيق رغبات الرئيس الروسي برفض قبول كييف كعضو كامل العضوية في حلف الناتو.

وأضاف المقال أن مسؤولي الناتو يعكفون في الوقت الحالي على دراسة الموقف في مقر الحلف في بروكسل قبل أسابيع قليلة من انعقاد قمة الحلف في يوليو القادم، موضحا أن المفاوضات في هذا الخصوص شائكة ومعقدة.

ولفت المقال إلى أن هناك اقتراحات من جانب بعض المسؤولين الأمريكيين بتقديم مزايا لأوكرانيا قد لا ترقي لدرجة قبول العضوية ولكنها توفر قدرًا كبيرًا من الحماية لكييف مثل وضع استراتيجية بعيدة المدى من أجل تزويد أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة لمنع أي هجمات روسية في المستقبل.

ويقول المقال في الختام إنه في ظل هذا الموقف المعقد فقد بات من المؤكد أنه يجب على حلف الناتو تنسيق الجهود فيما بين أعضائه من أجل تقديم المساعدات العسكرية اللازمة لأوكرانيا ومضاعفة تلك المساعدات لتعزيز قدرات القوات الأوكرانية حتي تصبح على قدم المساواة مع قوات الناتو.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة