خالد محمود
خالد محمود


المشهد

الأخبار

الخميس، 18 مايو 2023 - 06:40 م

البحث عن التميز لا يلغى مكانة جيل 

فى عالم الإبداع ودنيا الموهوبين، لا يوجد جيل يلغى جيلاً من ذاكرة التاريخ أو يهز مكانته فى وجدان الجمهور، ليتربع هو بدلاً منه .

ربما تتغير الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وأيضاً الثقافية والتعليمية، ومعها يتغير الذوق ويرتمى فى أحضان موجة عصرية تطغى على الساحة - سواء كانت غنائية موسيقية، أو سينمائية أو مسرحية- لكن التيار الجديد لا يمكنه محو أعمدة فنية وأعمال رسخت بمرور الزمن .

نعم من حق كل جيل أن يعتز بنفسه، ويفخر بالتفاف جمهور الشباب حوله، لكن المهم أن تتجاوز لحظات الإعجاب تلك الأيام لتعيش سنوات وسنوات، وألا تشعر بنجاحها السريع وأنها تسيدت الصورة وملأت المشهد وقضت على ما قبلها، وهذا هو الفيصل .

الواقع أن الموجة، أى موجة، لن تستطيع أن تطال الموجة التى رست على الشاطئ قبلها، خاصة عند الموهوبين الكبار والمبدع المخلص لعقيدته وفنه، فمن قال إن نجاح ونجومية عمرو دياب ومنير وتامر حسنى نال من مكانة عبدالحليم واخذوا من رصيد جماهيريته العابرة للزمن؟ ومن قال إن شعبية مطربى الراب وفلسفتهم ستمحو الأغنية الكلاسيكية والرومانسية؟

و من قال أيضاً إن إيرادات أفلام بيومى فؤاد ومن قبله هنيدى وحلمى وسعد قللت من جماهيرية ونجومية عادل إمام ومن التفاف أجيال حول أعماله ؟، ومن قال إن الانتشار الذى حققته سينما المقاولات فى الثمانينيات وأوائل التسعينيات بكل الترويج لها أطاحت بسينما ورواد الواقعية المصرية: عاطف الطيب وخيرى بشارة وداود عبد السيد، وكتيبة نجومهم نور الشريف ومحمود عبد العزيز وأحمد زكى وحسين فهمى؟ كثيرون انخدعوا بالمشهد، وقالوا إن تلك الكتيبة ببصمتها المؤثرة قد راحت عليها بشباك التذاكر، لكن فى النهاية من بقى فى التاريخ والوجدان ؟!.

على مدار تاريخ النجوم الموهوبين لم يتواجد من يصنف نفسه رقميًا ويقول « أنا نمبر وان « ويحاول تقليل شأن من حوله، مايكل جاكسون لم يتعال على تاريخ وقيمة ونبوغ ألفيس بريسلي، ومارلون براندو النجم الفريد والأب الروحى لم يقلل من بريق وأستاذية كلارك جيبل، ولم يخش تألق مونتجومرى كليفت. 
لا يمكن أن نبرئ الجيل الحالى من بعض الإشكاليات التى قد يثيرها مع الأجيال السابقة من باب إثبات الوجود أو تحقيق الذات، وإذا كانت قضية البحث عن التميز واردة ومشروعة للجيل الشاب، ومن حقه أن يسعى فى هذا الاتجاه، فإن المشكلة تنعكس من الأسلوب الذى يستخدمه هؤلاء إذ ينطوى أحياناً على إعلان الصراع والمقارنة بدلاً من التنافس وهو أمر لا ينفع بشئ.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة