كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

جدة.. قمة التفاؤل

كرم جبر

الجمعة، 19 مايو 2023 - 06:35 م

  متفائلون ..على الأقل جرى تشخيص الأزمات العربية بصراحة فى قمة جدة، ومعظمها ممتدة من سنوات سابقة، إلا الأزمة السودانية التى انفجرت منذ شهور قليلة، ومرشحة للاستمرار لفترة طويلة قادمة، لتضاف إلى الجراح التى تبحث عن حلول سريعة.

   لم يحدث تقدم بالنسبة لقضية العرب الكبرى «فلسطين» منذ انعقاد القمة العربية الأولى فى أنشاص عام 1946 « 57 عاماً»، ولا تزال القضية تحتل صدارة قرارات القمم العربية منذ ذلك الحين، دون خطوة للأمام.

 لم تعد القضية الفلسطينية البند رقم واحد، وتراجعت فى صدارة الاهتمامات، فى ظل التعنت الإسرائيلى والإصرار على تجميد الحلول السلمية، وصعوبة تنفيذ قرارات القمم السابقة.

 جاءت القمة متزامنة مع ذكرى النكبة وتصعيد العدوان الإسرائيلى على غزة، ونجحت الوساطة المصرية فى وقف التصعيد، وبات البديل المطروح هو ان تستخدم الدول العربية أوراق الضغط التى تملكها لإقناع أو إرغام إسرائيل على حل الدولتين .

 وقفزت الأزمة السودانية الى الصدارة، والخرطوم التى هى الآن مدينة الأحزان، كانت عاصمة الصمود العربى بعد هزيمة يونيو 1967، وصدرت منها قرارات اللاءات ضد إسرائيل، وصارت تحتاج الآن «لاء ..كبرى» لوقف النزيف.

 قمة جدة أشادت بالمبادرة السعودية، واستمرار الهدنة، ولكن هل تثمر الجهود العربية فى الوصول إلى حل سلمى دائم لإسكات المدافع وإحلال التسوية العادلة؟.. لا حل إلا بأن ترفع الدول الخارجية أيديها عن التدخل فى شئون السودان، وأن تتحد إرادة طرفى النزاع للوصول إلى حل ينقذ البلاد من الهاوية، ولا تكفى فقط الهدنة الإنسانية.

 والجديد فى قمة جدة أن ملف سد النهضة أصبح لأول مرة بنداً دائماً على جدول أعمال القمة العربية، بعد أن كان على مستوى وزراء الخارجية ، وهذا معناه الدعم العربى لمصر والسودان وحقوقهما المشروعة فى الأمن المائى، وإدانة التصرفات الأحادية من الجانب الأثيوبى، واستمرار المفاوضات فى الفترة القادمة تحت مظلة عربية.

 فى أروقة قمة جدة ساد التفاؤل بالوصول إلى شعار «تصفير الأزمات»، بما يعنى إيجاد حلول حاسمة لكثير من المشكلات العالقة، وإن كان تحقيق هذا الشعار يحتاج جهوداً متواصلة، وتقديم كشف حساب فى القمة العربية القادمة.

 فالأزمة السورية وجدت طريقها لبوادر الحلحلة بحضور الرئيس بشار الأسد، ولكن لا يزال أمامها طريق  طويل لإدارة حوار عادل مع المعارضة وسرعة عودة اللاجئين، ومكافحة تجارة المخدرات التى تشكل خطراً كبيراً على الدول المجاورة.

 والأزمة الليبية لا تزال عالقة وتبحث عن تفعيل الحل السياسى، المتمثل فى الإسراع بإجراء الانتخابات وتسليم أسلحة الميليشيات والحفاظ على وحدة الأراضى الليبية وإعادة إعمار ما دمرته الحروب، الحل « ليبى ـ ليبي».

 وملف الأمن الغذائى العربى يحتاج جهدا لتنفيذ مشروعات تعاون عربى فى مجالات إنتاج الغذاء، ويشكل اجتماع الزعماء العرب مظلة آمنة ومطمئنة للمشروعات المشتركة والقطاع الخاص الذى يبحث عن الامان والقوانين الحمائية.

 نجاح أى قمة رهن بتفعيل آلية تنفيذ القرارات والتوصيات، وأن تخرج من الغرف المغلقة إلى الواقع الفعلى، ولن يتحقق ذلك إلا بالمتابعة الدقيقة والمتواصلة من رئاسة القمة، وهو ما يدعو للتفاؤل بالرئاسة السعودية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة