جرائم قتل وتعذيب الأمهات لأطفالهن
جرائم قتل وتعذيب الأمهات لأطفالهن


أمهات.. الجحيم تحت أقدامهن

أخبار الحوادث

الأحد، 21 مايو 2023 - 11:22 ص

آمال فؤاد

 الأم نبع الحنان والعطف والأمان لكل من حولها، فهي التي تحمل بطفلها تسعة أشهر وتتحمّل الكثير من المتاعب والمصاعب طوال فترة الحمل، لحين ولادته وخروجه إلى الدنيا والبدء معه برحلة جديدة في الحياة، فهي أوّل من يراه الصغير في هذه الدنيا، ويشعر بدفئها وحنانها الذي لا يوجد له مثيل ولا يمكن أن يتم الحصول عليه من غيرها، هي مصدر الحياة بالنسبة لصغيرها، لكن عندما نشاهدها هي سالبة الحياة لصغارها فإننا أمام شيء لا يمكن تخيله.

الأيام الأخيرة رأينا مشاهد مروعة ومثيرة من جرائم قتل أو تعذيب الأمهات لأطفالهن،  ازدادت في السنوات الأخيرة؛ قبل أيام قليلة مضت أقدمت أم على قتل طفلها وتقطيعه إلى ستة أجزاء بمحافظة الشرقية، جريمة أوجعت قلوب الجميع وكانت حديث الناس في الشارع وعبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، هذه المأساة ووقائع أخرى لأمهات تحول حضنهن الدافئ إلى نيران ملتهبة وأيديهن التي تحنو إلى يد تبطش، سألنا اساتذة الطب النفسي وعلماء الاجتماع؛ أين يكمن الخلل؟!، ولكن قبلها نستعرض بعضًا من جرائم هذه الأمهات، التي مهما بلغ عددها؛ فهي أولا ليست ظاهرة بل هن نشازًا في المجتمع، وثانيًا سوف تظل الأم بفطرتها والغريزة الربانية التي وضعها الخالق في تكوينها تتملكها مشاعر جياشة من الحنان والحب والعطاء والخوف الشديد تجاه ابنائها صغارًا كانوا أو كبارًا. 

أغرب من الخيال أم أقدمت على إنهاء حياة طفلها وعقب قتله أخذت تقطعه إلى اجزاء؛ كانت الأجهزة الأمنية في مديرية أمن الشرقية تلقت إخطارًا بإقدام ربة منزل في بداية العقد الثالث من عمرها على قتل طفلها البالغ من العمر خمس سنوات، وذلك داخل منزلها في دائرة قسم شرطة فاقوس بل أنها أقدمت على قتل طفلها بأبشع الطرق الإجرامية «ذبحا» ولم تكتفِ بذلك، بل بدأت تتفنن في تقطيع جسده الى أجزاء، تم ضبط الام المتهمة وإحالتها إلى النيابة العامة التي وجهت لها تهمة القتل العمد وأمرت بحبسها على ذمة التحقيقات. 

تعذيب حتى الموت

وفي الاسكندرية تجردت أم من كل مشاعر الإنسانية والرحمة واقدمت على تعذيب وقتل ابنها من ذوي الاحتياجات الخاصة، استخدمت كافة أنواع التعذيب على جسد طفلها المسكين، لمدة عام بالحرق والكي؛ بدأت الواقعة ببلاغ تلقاه قسم الرمل أول شرطة بوجود شبهة جنائية في وفاة طفل داخل منزله، انتقلت الأجهزة إلى مكان الواقعة وتبين وجود جثة «إبراهيم ،ح» 16 عاما بها آثار تعذيب وحروق بمختلف انحاء جسده، وتمكن فريق البحث من ضبط الأم ربة منزل معللة جريمتها بسبب تبول المجني عليه اللا إرادي، أحيلت للنيابة التي امرت بحبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات.

خائنة وقاتلة

 وفي جنوب القاهرة، تلقى قسم شرطة المعصرة بلاغًا من احدى المستشفيات باستقبال  طفل متوفى  في حالة غير طبيعية، وعلى الفور انتقل رجال المباحث إلى مكان البلاغ بالمستشفى، وبالفحص تبين إعطاء الام «م. ن» طفلها  الرضيع جرعة  مخدرات زائدة  كي يخلو لها الجو مع عشيقها في غياب زوجها داخل مسكن الزوجية؛ مما اسفر عن وفاة الطفل، ألقي القبض على المتهمة وعشيقها.

وفي امبابة تلقى رجال مباحث القسم بلاغًا من مستشفى الموظفين بوصول طفل جثة هامدة وعلى جسده اثار ضرب وخنق على الرقبة، وكشفت التحريات عقب مناقشة الام  التي   تدعى صالحة 50 عاما ربة منزل، انها أقدمت على قتل نجلها اسلام، 13 سنه تلميذ بالاعدادية بسبب  تركه الامتحانات، وعدم ذهابه إلى المدرسة، ألقي القبض عليها وإحالتها إلى جهات التحقيق، وجاءت في اعترافاتها امام النيابة؛ انها ظلت تخنقه حتى ازهقت روحه، وعقب ذلك فكرت في التوجه به الى المستشفى واخبرت الطبيب انه في حالة إعياء شديدة بسبب إصابته بحرارة وتعب، احيلت إلى النيابة التي حبستها ووجهت لها تهمة القتل العمد.  

وقضت محكمة جنايات شبرا الخيمة بالإعدام على أم بعد أن قتلت طفلتيها ريتاج وجنى؛ حيث خنقتهما وهما نائمتين، وادعت عقب ذلك أنها تعاني من حالة نفسية بسبب علاقاتها السيئة وخلافاتها المستمرة مع الزوج، ولكن المفاجأة كانت في تقرير الطب الشرعي الذي جاء عكس ادعاءات الام؛ واثبت سلامة قواها العقلية وقت ارتكاب الجريمة.

 

ليس عذرًا

تفسر د.أمل الشمس أستاذ علم الاجتماع هذه الجرائم قائلة: بدأت تطفو على المجتمع جرائم غريبة، وهي لابد وأن نؤكد في البداية أنها حالات فردية، ومهما كانت الدوافع لا يجب أن نلتمس الاعذار لهؤلاء المجرمات، فمثلا في الواقعة الأخيرة التي أقدمت فيها ام على قتل طفلها البالغ 5 سنوات وتقطيعه، فهذه المتهمة ولا أحب ان اطلق عليها لفظ أم، كان لديها ثبات انفعالي غريب كونها استمرت في تقطيع صغيرها، ومهما كانت الدوافع الظاهرة للجميع فهي ليست مبررًا لاتكابها هذا العمل الإجرامي. 

 

وقال الدكتور علي عبد الراضي أستاذ الطب النفسي: العنف من قبل الامهات على أطفالهن ليس بجديد بالعكس موجود على مر العصور والازمان؛ هناك أوقات تحدث  فيها تغيرات هرمونية تمر بها المرأة أو ضغوط حياتية ولكن لا يعني هذا أن تُقدم على هذه الجريمة الشنعاء، فرأينا حوادث على مر التاريخ في فترة الخمسينيات والسبعينيات وقبل ذلك في فترة الثلاثينيات كانت تحدث من الأمهات المنفصلات عن أزواجهن وتكون لديها رغبات واحتياجات نفسية وجسدية تدفعهن هذه الرغبات الى التخلص من اطفالهن حتى يستمتعن بحياتهن بمفردهن أو مع عشيقهن؛ فلابد من حملات توعية من الامومة والطفولة ومعرفة حقوق الطفل وواجب الأمهات تجاههم فالأهم من الاكل والشرب، الحقوق النفسية وسبل الأمان. 

وساوس شيطانية

وقال الباحث الازهري محي الدين عبد القادر: من ابشع أنواع العنف أن تقدم أمٌّ على قتل ابنها وتقطع أجزاءً من جسده، أين الرحمة والأمومة؟ اين الإنسانية؟، مما لا شك فيه أن هذه المعاني الطاهرة النقية الفطرية قد ذهبت عندما استجابت الأم للهواجس النفسية والوساوس الشيطانية.

في غياب القدوة الحقيقية للأم، والبعد عن الدين أيا كان هذا الدين؛ فالأديان كلها ترفض هذا، بل أي إنسان لديه ضمير يقظ وقلب واعِ ينكر هذا ويتأذى منه؛ بل تتأجج نار الغيظ والغضب عنده اتجاه من فعل هذا، 

قمة الرحمة عند الأم، منتهى الحنان لدى الأم، غاية الاحتواء مع الأم، فكيف حدث ما حدث، وفي موضع آخر يتحدث فيه نبي الرحمة عن الرحمة التي أنزلها الله في الأرض بين خلقه فيقول (جعل الله الرحمةَ مائة جزء؛ فأمسَك عنده تسعة وتسعين جزءًا، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء يتراحَم الخَلق، حتى تَرفع الفرس حافرَها عن ولدها خشية أن تُصيبه).

الرحمة فطرة في الأمهات جميعا حتى الحيوانات العجماوات، وإذا كانت الرحمة متوفرة عند الحيوان، فكيف بالإنسان الذي وهبه الله عقلا يميز به ويترقى في المستويات التعليمية بفضله.

فهذه الام التي قطعت طفلها بعد قتله؛ فعلت فعلا لا تفعله الحيوانات وسببه الانحطاط في التفكير والتدهور في الوضع النفسي والتدني في عاطفة الأمومة أدخلها في نوبة نفسية حتى زينت لها نفسها الحسن قبيحا والقبيح حسنا فتمتعت بقتل ضحاياها وتلذذت بطبخهم ومن ثم تناولهم كوجبة أشهى ما تكون.

إن الاستسلام للانفعالات السلبية الخبيثة، وعدم السيطرة على الغضب؛ والانقياد وراء التراهات والوساوس يورد الإنسان موارد الهلكة وبعد ذلك يحدث ما لا تحمد عقباه،  ماذا تفعل هذه الأم بحياتها بعد اليوم؟، وكيف تنظر لنفسها فضلا عن نظرة المجتمع إليها؟، وماذا لتقول لربها عندما يسألها ما ذنب الطفل المسكين؟ وماذا نقول نحن؟ لقد نهت الديانات السماوية كلها وحذرت من العنف والقتل تحذيرًا شديدًا.

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ 18/5/2023

اقرأ أيضًا : شاب يحرض فتاة علي سرقة والدها بسوهاج ويتخلص منها بالشروق 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة