الأحد، 21 مايو 2023 - 05:05 م

ماأبهجها من أوقات، وما أروعها من سويعات يتردد صداها فى جنبات النفس دوما حيث تتشبع الروح بأريج الخصوبة، ودفء الحضور الطاغي، فقد كنت أجلس لأفض مئات الأظرف الواردة إلى بريد جريدة «أخبار الأدب» تحمل ثمرات الواعدين، وذوب نفوس الصاعدين من قصائد وقصص وخواطر ومقالات، ووسط الركام الهائل من حصاد رسائل القراء دائما ماكان يسطع عدد ليس بالقليل يفوح منه عطر النضج، ويلوح فيه بهاء الموهبة فى الميادين كافة .. ودائما ماكان الحصاد يتبدى ثريا محتشدا بالوعود التى أمهلنى العمر كى أشهد على تحقق كثير منها، وليس فقط عبر مهمتى فى جريدة «أخبار الأدب» التى استمرت طويلا، وإنما من خلال إسهامى الذى أعتز به كثيرا فى مسابقات القوات المسلحة الأدبية التى استهدفت تنشيط الذاكرة الوطنية، والكشف عن المواهب المطمورة فى آن معا، وشرفت بأن اقترب من هذه التجربة الثرية بدءا من عام 1994 حيث انطلقت مسابقة «القصة والحرب» التى رعتها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، وقدمت إليها كل دعم ومساندة وتشجيع، ثم تواصلت نسخ المسابقة التالية التى رصدت لها القوات المسلحة .. معهد الأبطال ومرفأ الموهوبين جوائز مشجعة لترفد الحياة الأدبية المصرية بالعديد من الواعدين الذين لمعت من بينهم أسماء كثيرة فى مجالات الإبداع المتنوعة، وأذكر أننا شجعنا الفائزين فى النسخة الأولى من المسابقة التى حملت عنوان «القصة والحرب» بطبع نصوصهم الفائزة فى كتاب تذكارى صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وكان لى شرف تقديمه إلى القراء باسمى المتواضع، ثم تواصلت إسهاماتى المتواضعة فى نسخ مسابقات القوات المسلحة الأدبية التى فطنت مبكرا إلى ذلك الانهمار الإبداعى فى بر مصرنا المحروسة، وأدركت أن هناك تدفقا فى  المواهب من شتى الربوع والأرجاء فقررت الإسهام عبر مسابقات تحقق عدة أهداف يجئ فى مقدمتها تنشيط الذاكرة الوطنية، وتخليد البطولات والتضحيات وتشجيع الواعدين والأخذ بأيدى الصاعدين، مما رسخ فى الأفق وفى الضمائر حقيقة خصوبة مصر، وهاهى ذى ملامح الجمهورية الجديدة تتشكل فى الأفق وتتبدى أبرزها: تبنى النبوغ المصري، واحتضان التفوق فى شتى الحقول، وإبراز الأفذاذ والمتميزين وتهيئة الظروف والمناخ ليتواصل عطاء الموهوبين بسخاء يدفع بلادنا الحاضنة إلى المكانة المستحقة التى تليق بها، وبتاريخها وبثرائها، وبتجربتها الحضارية، وقوتها الذاتية.