محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

رسائل مصرية بالقمة (٢/٢)

محمد بركات

الأحد، 21 مايو 2023 - 06:19 م

لا مبالغة فى القول بأن الرفض العربى الواضح والصريح لكل التدخلات الخارجية، فى الشئون العربية الداخلية، والاعلان عن السعى العربى المشترك لإنهاء الوجود الأجنبى على الساحة العربية، كان هو الرسالة الأكثر لفتًا للانتباه لكل المتابعين والمهتمين بمجريات الأحداث وتطوراتها، على مسار القمة العربية التى اختتمت أعمالها فى جدة بالمملكة العربية السعودية، وسط ترقب واهتمام عربى وإقليمى ودولى، فرضته الأوضاع القلقة والمضطربة وغير المستقرة التى تحيط بالمنطقة والعالم.

وفى هذا الإطار وعلى نفس النسق من لفت الانتباه وإثارة الاهتمام العربى والدولى، جاء تأكيد مصر على لسان الرئيس السيسى، بضرورة الحفاظ على الدولة الوطنية ودعم مؤسساتها الرئيسية، باعتبار ذلك فرض عين وضرورة حياة لمستقبل الشعوب واستقرار البلاد وأمنها وأمان مواطنيها.
وفى ذات المسار جاء التأكيد على أنه لا يستقيم أبدًا، أن تظل آمال الشعوب العربية رهينة للفوضى والتدخلات الخارجية، التى تؤدى إلى تفاقم الاضطرابات وتثير الأزمات وعدم الاستقرار.

وفى ذلك كانت مصر واضحة ومحددة، فى ضرورة الاعتماد على الجهود العربية المشتركة والقدرات العربية، لإيجاد الحلول الصحيحة والمناسبة للقضايا العربية، والتأكيد على الأخذ بمفهوم العمل العربى المشترك، للتعامل مع الأزمات والتحديات التى تواجه الأمة العربية.

وكالعادة دائمًا كانت مصر على موقفها الثابت فى الدفاع عن الحق الفلسطينى وقضيته العادلة، وإدانتها الكاملة للتصعيد غير المسئول من إسرائيل وممارساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطينى وتحذيرها الواضح من النتائج السلبية الوخيمة لذلك.

وفى مواجهة ذلك أكدت مصر تمسكها بالخيار الاستراتيجى للسلام الشامل والعادل، على أساس المبادرة العربية للسلام وقرارات الشرعية الدولية، بضرورة إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس العربية.

وفى ذات الإطار جاء تأكيد مصر على أهمية وضرورة السعى العربى العاجل لاحتواء الأزمة السودانية، وإيجاد حل سودانى لها، يوقف تداعياتها الكارثية على السودان والمنطقة كلها ويوقف معاناة الشعب السودانى الشقيق ويحافظ على كيان وسلامة الدولة السودانية.

كما أكدت مصر موقفها الثابت فى ضرورة تفعيل التحرك العربى المشترك لتسوية الأزمة الليبية ومعالجة الوضع فى اليمن.

أما بالنسبة لعودة سوريا لمكانها ومقعدها فى الجامعة العربية وحضورها القمة، فكان من الطبيعى أن تعلن مصر ترحيبها الشديد والكامل بذلك، باعتباره التفعيل للمسئولية وللدور العربى، وبدء المسيرة العربية لتسوية الأزمة السورية فى إطار الإيمان بأن الوقت قد حان لأخذ زمام المبادرة لتحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة العربية انطلاقًا من الإدراك بأن الأمن القومى العربى كلٌ لا يتجزأ.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة