كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

شعب لا يعرف الخوف

كرم جبر

الأحد، 21 مايو 2023 - 08:03 م

 

لو فكرت إسرائيل قليلاً في نظرات الغضب فى عيون أطفال غزة وهم يقفون دون خوف فى مواجهة جنود الاحتلال المدججين بالسلاح، فلن تتعنت ولن تتجبر، وستبذل قصارى جهدها للوصول إلى سلام دائم وعادل، يحقق مستقبلاً أكثر أمناً لها وللشعب الفلسطينى.
شتان بين طفل لا يخاف، وبين جندي متخفٍّ خلف بدلة مسلحة وهو خائف، وليت إسرائيل تفهم أن السلاح لن يحميها، وأن الغارات لن تمنع عنها الغضب الهادر كالبركان.


لو فكرت إسرائيل قليلاً لتراجعت ألف خطوة، وكيف تعيش في محيط زرعته بالدماء والقتلى والكراهية، وماذا تفعل بعد عشر سنوات إذا لم توقف من الآن روح الثأر، وهل يمكن أن يكون المستقبل آمناً تحت الصواريخ والقصف وهدم المنازل وتهجير السكان؟
نظرات أطفال فلسطين في مواجهة الجنود الإسرائيليين عنوانها «ويل للظالم من يوم المظالم»، فالظلم لا يدوم ونهاية الجبابرة محسومة دائماً في التاريخ، ولكن إسرائيل تغتر بقوتها.


نظرات أطفال فلسطين تقول في صمت: لن نستسلم ولن ننهزم ولن نفرط في وطننا وأرضنا المقدسة، وتقول: إن الغارات والصواريخ والأسلحة الثقيلة التي تهدم البيوت وتدمر البنية الأساسية لن تنال من العزيمة والإصرار والإيمان والصبر.


ماذا فعلت الصواريخ والغارات الإسرائيلية؟ وهل أوقفت صواريخ حماس ودمرت بنيتها الأساسية، أم أنها مجرد استعراض للجبروت والبطش، ومسلسل دموى يتكرر كل عدة شهور ولا يحقق أهدافاً؟
وإذا استمرت إسرائيل تضرب غزة عشرات السنين، هل تتصور أنها ستقضى على المقاومة وتستكمل ذبح القضية الفلسطينية، أم أنها مجرد حرب من أجل الحرب وليس السلام؟
متى تؤمن إسرائيل بأنها لن تعيش في سلام إلا إذا حصل الشعب الفلسطينى على حقه المشروع فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية؟
فالمعادلة التى تحدث الآن على أرض الواقع هى: صواريخ قليلة التأثير من الجهاد الإسلامى لا تحقق خسائر أو خسائر محدودة في الجانب الإسرائيلى، يقابلها غارات صاروخية من إسرائيل مستخدمة القوة الباطشة، مع تأكدها أنها لن تقضى على المقاومة، ولن تمنحها الأمن والاستقرار.


وبينهما الشعب الفلسطينى الذى يدفع الثمن من دماء وأرواح أبنائه، وتضحياتهم والظروف المعيشية الصعبة لأهل القطاع.
حرب مجنونة لا تعرف العقل ولا المنطق ولا الرحمة ولا الإنسانية، ووقودها أبرياء يعانون منذ أكثر من 75 سنة ومجتمع عربى تاهت قضيته الأساسية للأمن القومى فى صراعات الجماعات الإرهابية وحروبها الدينية، فلم يعد العرب يعرفون من يهدد أمنهم القومى، ومن هو العدو الحقيقى.


وجماعات إرهابية تنتهك المشاعر الإنسانية وتتاجر بها وتزايد عليها، دون أن تطلق رصاصة واحدة تجاه إسرائيل، وإنما ينطلق كل الرصاص فى صدور العرب أنفسهم، والغرب سعيد بهذه المعادلة ولسان حاله يقول « لماذا نقتلهم طالما يقتلون أنفسهم؟».
آن الأوان أن تصمت المدافع وأن تجفف الدماء وأن تؤمن إسرائيل أن الدبابات والصواريخ لن تحقق لها الأمن، ولن تحميها من نظرات تتطاير غضبا فى عيون أطفال غزة.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة