فاتن عبدالرازق
فاتن عبدالرازق


م.القلب

صناعة الوعى

فاتن عبدالرازق

الأربعاء، 24 مايو 2023 - 07:38 م

الدراما التليفزيونية والسينمائية هما بالتأكيد إحدى القوى الثقافية المؤثرة فى المجتمع بسبب قدرتها الفائقة على الانتشار السريع وإبهار المشاهدين فالرسالة التى تحتويها الدراما تتخطى كافة الحواجز خاصة حاجز الأمية لتصل إلى جميع فئات المجتمع لتؤثر فيهم بطريق غير مباشر حيث تنقل الأحداث والقضايا من الواقع وتجسدها بتفاصيلها مع اضافة الرؤية الفنية لصناعها وهنا أتوقف لأؤكد على أن هناك نماذج صارخة للدراما نجحت منذ سنوات بعيدة فى التأثير على وعى الشباب والاتجاه به إلى مناح سلبية حيث ظهر أبطال هذه الأعمال الفنية فى دور فتوات وبلطجية يقومون بأعمال الفساد والعنف والتجارة غير المشروعة كتجارة المخدرات والسلاح كما نشرت أيضا لغة ومفردات هابطة تداولها الشباب والأطفال.

والحمد لله أن المجتمع تنبه سريعا لهذه الظاهرة الخطيرة وحاربها ليس بالأقوال ولكن بالأفعال فكان هناك تحرك إيجابى وقوى على مستوى الإعلام والمثقفين والمسئولين لوقف انتشار هذا الشر وبدأ صناع الدراما فى القيام بدورهم وجاءت «المتحدة للإعلام» فى المقدمة حيث قدمت مجموعة من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية الرائعة التى حازت على إعجاب المواطنين وحققت نسب مشاهدة لم تحدث من قبل ونجحت فى الوصول إلى كافة فئات المجتمع فكان فيلم «الممر» والمسلسل التليفزيونى « الاختيار « وأيضا» الكتيبه ١٠١».

من وجهة نظرى أن هذه الأعمال الدرامية لم تكن تؤرخ للبطولات والأحداث العسكرية فقط بل قدمت أيضا نماذج لما ينبغى أن تكون عليه العلاقات الأسرية والصداقة والحب الراقى والعادات والتقاليد المصرية الأصيلة كما نجحت فى توصيل المعانى الحقيقية للانتماء والوفاء للوطن. نحن فى حاجة إلى ان يستوعب صناع الدراما المصرية الرسالة التى قدمتها هذه الأعمال الفنية الراقية وأن يعلموا تماما أن الجمهور تواق لمشاهدة الأعمال الفنية التى تحمل القيم التى غابت عن المجتمع وحان وقت عودتها لاستعادة صناعة الوعى الذى لوثه بعض المحترفين لتحقيق مكاسب مالية كبيرة بصرف النظر عن الأضرار التى تسببت فيها ...نريد أعمالا فنية تؤكد على المعانى النبيلة وترسخها فى وجدان المتلقى كمعانى الحب والخير والجمال والوطنية والوفاء والانتماء.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة