الشيخ محمد زكي بداري
الشيخ محمد زكي بداري


الأمين العام الأسبق للدعوة بالأزهر:

بالدليل.. الصلاة على النبي «أمر قرآني» و«أصل شرعي» وشفاعة لنا

علي عبد الحفيظ

الخميس، 25 مايو 2023 - 08:54 م

 
منذ أن أطلقت وزارة الأوقاف دعوتها للقيام بالصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وبالرغم من أن هناك أمر قرآني بالصلاة والسلام على سيدنا رسول الله "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"، إلا أنه خرج علينا من يفتي بغير علم ومن يدعون بأنهم سلفية، بأن ذلك بدعة.. 

بوابة أخبار اليوم عرض الرأي على أهل العلم والتخصص فكان هذا الرد والتوضيح..

في البداية أوضح الشيخ محمد زكي بداري، الأمين العام الأسبق، للجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف، والأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الأسبق، أن مفهوم كلمة "سلفية" مفهوم خاطئ، ليسوا سلفية، مؤكداً نحن الخلف ولسنا السلف، لأن السلف هم من سبقونا، ومن فضلهم علينا أن ندعوا الله تعالى لهم مصداقا لقوله عز وجل " رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ".

اعتراف بالفضل

 

وهذا اعتراف منا بسبقم وفضلهم علينا، ووفاءا منا لهم، فليس كل من على الساحة سلفاً، بل خلفا وليسوا سلفا.


وأشار الأمين العام الأسبق، للجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف، إلى أنه باتباعنا السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم، من قال الله فيهم "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ"، والمراد بالصادقين أصحاب سيدنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن تبعهم بإحسان.


والناظر في فى عمل السابقين أو السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم، يرى أنهم تفننوا وأبدعوا في صلواتهم وضراعاتهم وأذكارهم، خاصة في الصلاة على حضرة سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

 

الصلاة على النبي أمر إلهي


وأضاف الشيخ محمد زكي: ونحن كمسلمين أول من يلتزم ويقول سمعنا وأطعنا لهذا الأمر الإلهي المطلق، والداعي لأن نصلي على حضرة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، في كل أوقاتنا، بل ونكثر من الصلاة والتسليم عليه، وقد سبقنا الله سبحانه وتعالى وملائكته في ذلك، قال تعالى " إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا".


وبصلاتنا وتسليماتنا الكثيرة الدائمة على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، والتي تسع الزمان كله والمكان كله، قبل الصلاة  وبعد الصلاة في أي وقت كان ليلا أو نهاراً د، في البيت أو السوق أو في الشارع أو في العمل، صلوات وتسليمات تسع الزمان والمكان كله.


وبذلك كما علمنا سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، في جوابه لسيدنا أبي ابن كعب رضي الله تعالى عنه وهو ما أخرجه الترمذي في سننه من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: «ما شئت». قال: قلت: الربع، قال: «ما شئت فإن زدت فهو خير لك»، قلت: النصف، قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قال: قلت: فالثلثين، قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قلت: أجعل لك صلاتي كلها قال: «إذا تُكْفَى همَّكَ، ويُغْفرُ لك ذنبك»، وهذا «هذا حديث حسن».

أوضح الشيخ محمد زكي، أن أكثر الناس وأحب الناس وأقربهم ودا وأولاهم بشفاعة سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وصحبه يوم القيامة كما في صحيح الحديث، أكثرهم صلاة عليه.


ويكفي أن من يصلي على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم مرة يصلي الله بها عليه عشرا، وإذا صلى الله عليك في عمرك مرة واحدة كان أفضل لك من عبادتك في عمرك كله.


فالله عز وجل أمرنا بأعظم ما أمر به صلاة وتسليما على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا".

وتساءل الشيخ محمد زكي، هل هناك نهي خص المنع بالصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل الجمعة وبعد الجمعة؟.. وهل حدد مما يدل على توافر  وتمام وكمال السعة في الصلوات والتسليمات على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأي كيفية كانت يبتدع فيها المحبون والمعلقة قلوبهم بنبيهم صلى الله عليه وسلم ودا وحبا وهياما، حتي يعبر كل واحد من المحبين لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، عن مدى حبه بيانا لفضله، وإشارة إلى عظيم قدره وشرفه صلى الله عليه وسلم، وامتثالا لأمر الله "صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"، خاصة في كل ما صح عنه صلى الله عليه وسلم من صلوات وتسليمات عليه.

وتابع متعجباً "ألم يجد هؤلاء غير ذلك يخالفون به ربهم وسنة نبيه، والعاشقين لنبيهم صلى الله عليه وسلم، حتى يرث الله الأرض ومن عليها، حتى يبدعون ويفسقون " وهم البدعة ذاتها".

معنى البدعة


وأضاف الشيخ محمد زكي، إذا كنتم لا تعلمون معنى البدعة، فلماذا تحكمون بها.. البدعة هي كل أمر ليس له رصيد شرعي في الكتاب والسنة، أو كل ما خالف سنة الحبيب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وما كان عليه السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم.
فكل من ليس له رصيد شرعي هو البدعة، والله عز وجل أمرنا أمرا واسعا مطلقاً، وغير محدود، ولا يجوز لنا أن تقيد ما أطلقه الله تعالى وأمر به، وما وسعه الله ودعانا إليه "وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، على إطلاقه في كل زمان وفي كل مكان.
فكل من أفتى بغير علم وقال بغير ذلك فقد كذب على الله ورسوله، "وَيَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِى جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ".


وفي صحيح الحديث عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن كذباً عليَّ ليس ككذبِ على أحد، من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أعظم الموبقات


 
وكل من قال في الله ورسوله بغير علم فقد ارتكب أعظم الموبقات، "قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ" صدق الله العظيم.

"ولا تَقُولُوا لِما تَصِفُ ألْسِنَتُكُمُ الكَذِبَ هَذا حَلالٌ وهَذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلى اللَّهِ الكَذِبَ إنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلى اللَّهِ الكَذِبَ لا يَفْلَحُونَ". صدق الله العظيم.

مرضاة الله

 

ومن هنا لمن أراد أن يبدع ويتفنن في مرضاة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فليكثر بهمة وحب وعزيمة وفي الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه".

أصل شرعي

 

فكل ما له أصل شرعي كالأمر بالصلاة والسلام على سيدنا رسول الله جاز للمسلمين أن يكثروا من جنس ما افترضه الله عليه.. هذا ونرجو الله عز وجل أن يرضى عنا ويكشف الضر ويرفع البلاء والوباء والغلاء، ويجعل أمتنا العربية والإسلامية ومصرنا الغالية في أمانه وضمانه، وقد حقق أمنهم وسلمهم ، وكانوا كما أرادهم عز وجل ببركة الصلوات والتسليمات على حضرة سيدنا النبي الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فكل أعمالنا بين القبول والرفض إلا ما شفعنا فيه الصلوات والتسليمات على أشرف الخلق وحبيب الحق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة