رفعت رشاد
رفعت رشاد


حريات

سويقة المترو

رفعت رشاد

السبت، 27 مايو 2023 - 05:45 م

 

«صلوا على النبى يا رجالة.. الحزام ده جلد طبيعى..

لا ها أقولك بخمسين ولا بأربعين ولا بتلاتين.. كل المقاسات بعشرين بس». اسطوانة تتردد مئات المرات يوميا فى مترو الأنفاق فى خطيه الأول والثانى..

ويعطف البائع كلامه بربط الحزام فى العارضة التى يمسك فيها الركاب ويتشعلق مؤكدا متانة الحزام. ليس هذا فقط. لاحظت امرأة تكرر مرات عديدة ركوبها نفس العربة التى أستقلها تمسك بطنها المنتفخة وتدعى أنها مريضة بالسرطان وأنها تحتاج حقنة بـ 350 جنيها وأنها جمعت 300 جنيه وبالله عليكم أن تساعدونى ويعطينى كل منكم جنيها واحدا. لما تكررت مشاهدتى لها تيقنت أنها نصابة وذات مرة توقف المترو طويلا فى إحدى المحطات وظهر بعض رجال الشرطة ينظرون بتفحص داخل العربات..

فجأة وجدت المرأة نامت تحت أحد المقاعد وتوسلت: بالله عليكم خبونى. ناديت رجل الشرطة أن امرأة هنا يجب أن تقبض عليها.. جاء الرجل ولعنها بكلمات واصطحبها خارج العربة. 

تحول المترو إلى سويقة، هناك من يبيع اللاصق العجيب ومن يبيع المناديل ومن يرمى بورقة مكتوب فيها كلمات للتسول. يمر البائعون أمام رجال المترو وكأنهم لا يرونهم.. وإذا كان أحدهم حازما فإنه يحرر محضرا مسبقا للبائع حتى يبرئ نفسه لو حدث تفتيش من رؤسائه. الباعة صاروا أصحاب المترو ورغم أن بعض عربات المترو بها كاميرات إلا أنه لا حياة لمن تنادى. 

المترو أفضل مرفق للنقل فى القاهرة وإهمال الرقابة عليه سيؤدى إلى تخريبه، يسرح الباعة بلا أى موانع فى مترو القاهرة، وهذا معناه غياب الرقابة. ولنا حديث آخر عن المترو.  

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة