الفنانة التونسية هند صبري
الفنانة التونسية هند صبري


هند صبرى ضحية التنمر

أخبار النجوم

الأحد، 28 مايو 2023 - 02:06 م

مايسة أحمد

استطاعت الفنانة التونسية هند صبري أن تخرج عن عباءة الفتاة التونسية وتجعل المشاهدين يتابعونها وكأنها فتاة مصرية حتى النخاع  ليس فقط بطلاقة اللسان، لكن أيضا بروحها البسيطة التي جعلت المشاهد عبر الوطن العربي يعتبرها أحد أفراد أسرته وما ساعدها في ذلك أنها تجيد وتتقن الحديث بأغلب اللهجات العربية، كما أن لديها وعيا ثقافيا لافتا للنظر فقد تخرجت من كلية الحقوق التونسية عام 2001، ثم أكملت دراستها لتنال درجة الماجستير في قانون حقوق الملكية الفكرية.

بدأت هند مسيرتها في عالم الفن وعمرها لم يتعد 14 عاما، عندما رشحتها المخرجة مفيدة التلاتلي للمشاركة في الفيلم التونسي “صمت القصور” عام 1994، وبعد مرور 6 سنوات شاركت في بطولة فيلم بعنوان “موسم الرجال”، وتوالت بعد ذلك أدوارها في عدد من الأفلام التونسية إلى أن جذبت هند انتباه المخرجة المصرية إيناس الدغيدي والتي اختارتها للمشاركة في فيلم “مذكرات مراهقة” مع أحمد عز الذي كان أيضا في بداية مسيرته الفنية.

جدل

أثار الفيلم موجة من الجدل في مصر عام 2002، بسبب الجرأة في المحتوى، لكنه شكل نقطة تحول في حياة هند صبري وضاعف من حجم شهرتها في العالم العربي، وأضاف لها الكثير فمن خلاله توالت العروض عليها من المخرجين مما دفعها للإستقرار في مصر، وبدأت شركات الإنتاج تتهافت للتعاقد معها، ولم يكن نجاحها في هوليوود الشرق سهلا، إذ كشفت عن تعرضها لمضايقات كثيرة في البدايات قائلة: “تعرضت لبعض التنمر من بعض الفنانين وكانوا مسميني (المغتربة) وكان بيتقال خلي المغتربة تنفعكم”.

وأضافت: “رغم أن بدايتي الفنية كانت في تونس من خلال عدة أعمال تليفزيونية إلا أنني لم اشعر بأنني وصلت للناس إلا من خلال فيلم (مذكرات مراهقة) الذي فتح لي أبواب الشهرة وكان بمثابة انطلاقتي الحقيقية في عالم النجومية.. والذي أتاح نظرة صادقة لعالم فتاة مراهقة تحاول جاهدة تدوين هذه الفترة بكل تفاصيلها”.

وأكدت هند أن والديها لم يغضبا أو يعترضا على أدوارها الجريئة، وخاصة في أول أفلامها في مصر وهو مذكرات مراهقة، مشددة على أنها لم ترتكب خطأ تندم عليه خلال مسيرتها الفنية، ولم تقدم من وجهة نظرها أي مشهد يخدش الحياء، وقالت: “والدي ووالدتي مثقفان ولديهما القدر الكافي من الحرية، ويفهمان ماهية السينما وما يقدم فيها”.

وأوضحت أن الأسرة التونسية فيها حوارات مفتوحة وشاملة عن كل الأشياء بين أفرادها، وهذا غير موجود في الكثير من المجتمعات العربية الأخرى، وقالت هند: “لم أندم على أي فيلم قدمته ولم أقدم أي مشهد يخدش الحياء ولم أصنف نفسي ممثلة إغراء، وأن الإغراء في الكليبات الغنائية أكثر من الإغراء في الأفلام”، مشيرة إلى أن تشبيه البعض لها بنجمة الإغراء المصرية هند رستم شرف كبير لها ولا ينتقص من حجمها.

نقطة ضعفها

استثمرت هند فرصة وجودها في مصر جيدا، وشاركت في بطولة عدد كبير من الأفلام المهمة أبرزها “مواطن ومخبر وحرامي، عمارة يعقوبيان، بنات وسط البلد، الجزيرة، إبراهيم الأبيض”، كما شاركت في بطولة العديد من المسلسلات التليفزيونية مثل “عايزة اتجوز” إنتاج 2010، و”هجمة مرتدة” بطولة أحمد عز، الذي عرض في رمضان 2020.

وكان تعاونها مع أحمد السقا في “الجزيرة” بجزئيه و”إبراهيم الأبيض” نقطة تحول كبيرة في تاريخها للمرة الثانية، كما أنها غيرت جلدها في “الفيل الأزرق 2”، بأداء متفرد، وتنقلت بين شخصية “فريدة” والغجرية ببراعة.

هند نقطة ضعفها هي “الكشري”، وعندما كانت تصور فيلم “أحلى الأوقات” مع منه شلبي بداخل محل كشري، أعادت المشهد أكثر من مرة حتى تتناول أكبر كمية من الكشري.

لم يقتصر نشاطها الفني على الأفلام والمسلسلات، لكنها أيضا شاركت في أعمال أخرى مثل حلقات الرسوم المتحركة “قصص النساء في القرآن” عام 2013، بالإضافة إلى بعض المسلسلات الإذاعية مثل “قلقان في مصر” و”سهم الزيتون طلع”، وقدمت برنامجين هما “الشقة” و”عالم سمسم”.

ويلاحظ الجمهور إبتعادها عن الأعمال التونسية، وعن ذلك قالت: “لا أعلم على وجه التحديد السر الحقيقي وراء إحجام المخرجين التونسيين خلال السنوات الأخيرة عن ترشيحي في أعمالهم السينمائية، لكنني لا يمكن بأي حال أن أبتعد عن السينما التونسية، بالعكس، أشارك فيها كلما أتيحت لي الفرصة؛ لأن السينما التونسية تحمل الحضور والقوة وتطرح أعمالاً تعادل السينما المحلية والعالمية معاً، وبالطبع فأنا أدين للسينما التونسية بالفضل الأكبر في انطلاقتي الفنية منذ حققت نجاحاً ولمست موهبتي من خلال فيلم (صمت القصور) الذي أعتبره من أهم المحطات في حياتي الفنية”.

العمل العام

شاركت هند بشكل بارز في العمل الإجتماعي والإنساني، فمنذ عام 2009 تعمل بشكل وثيق مع برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة على زيادة الوعي حول الجوع في المنطقة، وفي 2010 أصبحت رسمياً سفيرةً إقليميةً للبرنامج.

وقالت عن ذلك: “كنت أحلم منذ طفولتي بتقديم المعونة للفقراء ومساعدتهم في أي مكان في العالم، أما بخصوص اختياري لهذا المنصب فقد تطوعت للعمل مع برنامج الأغذية العالمي منذ فبراير 2009، وسافرت إلى سوريا والأراضي الفلسطينية، وزرت المنتفعين من عمليات البرنامج، بعد أن عرض عليَّ الفنان الراحل محمود ياسين أن أشارك في الحملة، حيث كان يشغل هذا المنصب منذ 2004، وفوجئت بالهدف النبيل للمنظمة، والذي يبعد بفئاته المستهدفة عن الديانات والتوجهات السياسية، لأنه ينظر إلى الشخص الجائع على أنه إنسان فقط”.

وأضافت: “وضعت في مقدمة اهتماماتي كيفية توفير الطعام اليومي لكل طفل جائع بعد أن قمت بعمل دراسة وعرفت أن تكلفة ملء كوب بالطعام هو جنيه مصري واحد أو ما يعادله بباقي العملات العربية، أي 30 جنيه في الشهر، بمعني 365 جنيه في العام، يمكن أن تشبع طفلاً جائعاً”.

وبسبب جهودها الإنسانية في مجال مكافحة الفقر بالإضافة لإنجازاتها الفنية، اختارتها مجلة “CEO Middle East” ضمن قائمة أقوى 100 امرأة عربية لعام 2013، والتي تصدرها المجلة، حيث ضمت القائمة نخبة من النساء العربيات صاحبات بصمات مؤثرة في مجالات الثقافة والسياسة وتنمية المجتمع.

هند أيضًا واحدة من 4 نساء ساهمت في حملة على موقع “فيس بوك” بعنوان “انتفاضة المرأة في العالم العربي”، والذي يهدف لتعزيز المساواة بين الجنسين وفقاً لإعلان الأمم المتحدة العالمي لحقوق الإنسان، ويدعو إلى منح الحرية والإستقلال والأمن للمرأة العربية.

حصدت هند على العديد من الجوائز العالمية، منها أفضل ممثلة من مهرجان “روتردام للأفلام العربية” عن دورها في فيلم “جنينة الأسماك”، وفي عام 2012 حصلت على جائزة أفضل ممثلة من مهرجان “أفلام السلام” بهوليوود عن دورها في فيلم “أسماء”، كما نالت جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “الجزيرة” من المهرجان “القومي للسينما المصرية”.

زوجها وصديقها

هند متزوجة من رجل الأعمال أحمد الشريف، وعن كيفية إرتباطهما تؤكد أن علاقتهما بدأت بصداقة تطورت إلى حب، فقالت: “كل ما كان يشغلني في البداية هو أن أعرف هل هو منبهر بي لكوني ممثلة مشهورة؟، أم يحبني لشخصي؟، والحمد لله أنه تم حسم الإجابة من البداية، لأنه لم يتعرف عليّ منذ أول لقاء لنا، ولم يعرف أنني فنانة مشهورة، وكان ذلك خلال حفل عشاء جمعنا صدفة، وظللنا أصدقاء لمدة عام وعدة أشهر، حتى فاجأني بطلب الزواج، وهو ماتم بسرعة، ورزقنا الله بـ(عاليا) ثم (ليلى)”.

وتابعت: “علاقتنا كانت صداقة ثم حب، ومشاعري تجاه أحمد بتتلون وتتغير، والأساس في علاقتنا كانت ومازالت الصداقة، وأول شيء جذبني له أنه قادرعلى إضحاكي، وهذا شيء نادر، فأنا طبيعتي صعبة، ورأيت فيه أمورا أخرى مناسبة لشخصيتي، وهذا ما أقوله لبناتي، أن الحب أعمى، لذلك لابد أن يكون هناك توافق فكري ونفسي”.

ويحرص الثنائي على عدم ظهور الطفلتين في الإعلام، حيث يفضلان عدم تسليط الضوء على جوانب حياتهما الشخصية أو الأسرية، والحفاظ على خصوصيتهما، وحول حصولها على الجنسية الكندية مثل زوجها قالت هند: “بناتي لديهن 3 جنسيات، لكن أنا لا، وزوجي معه الجنسية الكندية”.

تعرضت هند في أول فيلم شاركت فيه للتنمر، عندما سمعت خبيرة التجميل تتحدث مع مخرجة الفيلم وتقول لها: “إيه الأسنان دي هتطلع كده إزاي”، وتابعت: “عندما قالت هذه الجملة تحدثت أمامي، لكنها ظنت أنني لم أسمعها، وبعد 10 سنوات من هذه الواقعة إلتقيت بها في فيلم آخر، وكنت مشهورة، وأخبرتها أنني سمعتها، وشكرتها لأنها جعلتني أنظر للمرآة وأفكر، هل الشكل مهم أم الموهبة؟! وقررت ألا أعتمد يوما على شكلي لأنه ليس سبيل النجاح أبدا”.

نقلا من عدد أخبار النجوم بتاريخ 25/5/2023

اقرأ أيضًا : جومانا مراد: صعيدية خلتني «تريند» في رمضان | حوار

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة