أحمد شلبى
أحمد شلبى


كلام على الهواء

التنقيب عن صغار المبدعين

أحمد شلبي

الأحد، 28 مايو 2023 - 07:51 م

كنت أتساءل فى مقالى السابق «العلم والعمل» عن أسباب ضعف مستوى الخريجين، وبالتالى عدم ملاحقة التطور فى جميع التخصصات العلمية والتمسك بأعداد غفيرة فى التعليم النظرى الذى لا نحتاج منه سوى أعداد قليلة.. أسعد تمامًا كلما قرأت عن أطفالنا الذين أبهروا العالم بالتفوق العلمى فى المسابقات وأجد راحة كبيرة فى القلب مفعمة بالفرح لحفظ أطفالنا من ذوى الهمم للقرآن الكريم.


الطفل المصرى بشهادة العالم هو أذكى طفل ولكن للأسف لا نرتب له البيئة المناسبة علميًا حتى ينضج ويصبح علامة فارقة اللهم إلا من نماذج قليلة استطاعت بالعزيمة أن تصل لأعلى مراتب التفوق بجهود ذاتية.. وكثير من علمائنا عندما توفر لهم المناخ والأدوات العلمية  يصلون إلى درجة الحصول على جائزة نوبل.. يا لها من مفارقة تؤكد تقصيرنا نحو أولادنا فى مراحل التعليم خاصة فى عدم صلاحية المعامل القليلة وبعدنا عن تكنولوجيا الفضاء منذ الصغر.. علينا أن ننقب فى عقول أولادنا وأن نجهز مدارسنا بالأدوات والأجهزة التى تساعدهم على التقدم والابتكار وأن نضع نصب أعيننا مراكز الإبداع فى طلابنا حتى نوجه وندعم هذه الأفكار إلى الوصول لدرجة علمية مميزة فى سن مبكرة، ولدينا أطفال حصلوا على الماجستير فى سن صغيرة. كنا بالأمس نسأل أطفالنا ماذا تريدون أن تصبحوا فى الغد.. هذا السؤال هو رمز اكتشاف الميل الأدبى والعلمى والتكنولوجى والاجتماعى والطبى والهندسى وغيرها من العلوم لوضع أولادنا فى محك التعليم وتقديم الأدوات والأجهزة التى تساعده على تحقيق هدفه وليس الأمر درجات يحصلها الطالب سواء بالفهم دون التحرك خطوة للأمام أو الحفظ ثم التفريغ بعد قضاء الامتحان لمجرد الحصول على شهادة إنه ناجح وبمجموع عالٍ.


الأمر أكبر من هذا وذاك.. نحن نبحث عن ذكاء أطفالنا مبكرًا حتى ندعمهم ليواصلوا تقدمهم العلمى والأدبى، ومن هنا نستطيع أن نضع بنية أساسية لتقديم علماء الغد فى مختلف مجالات الحياة، وأيضًا هذا الأمر يساعدنا فى تحقيق معادلة العلم وسوق العمل ليس على المستوى المحلى بل والعالمى وحتى لا ينشغل أولادنا باستخدام التكنولوجيا -وكأنها خدمة- ليكونوا فى الصفوف الأولى لتطبيق التكنولوجيا فى جميع مجالات الحياة ولدينا رموز عالمية تكون قدوة لهم.. استخدام الوسيلة لتسهيل وتيسير العلم شىء وصناعة الوسيلة علم نحتاجه أكثر خاصة فى عالم الصناعة والتكنولوجيا.. بالعلم والأخلاق نصنع جيلًا عالمًا ومتعلمًا ومبدعًا.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة