الأحد، 28 مايو 2023 - 08:07 م

دون مبالغة على الاطلاق ودون تجاهل للواقع القائم على الأرض.. يمكننا القول بكل الثقة، بأن مصر الدولة والشعب هى أكثر الدول والشعوب على الاطلاق، حرصا على أمن واستقرار السودان ووحدة وسلامة أراضيه.

تلك فى يقينى هى الحقيقة الثابتة، على مر العصور منذ نشأة المجتمعات والشعوب والدول فى هذه المنطقة من العالم، والتى تأكدت وازدادت رسوخا فى كل يوم بحيث أصبحت واقعاً ثابتاً يفرض نفسه، ويزداد رسوخاً ووضوحاً مع سريان النيل المتدفق بالخير عبر واديه الممتد من الجنوب للشمال.
ولا يستطيع ولا يمكن لأحد أن ينكر أو ينفى هذه الحقيقة المؤكدة بثوابت الجغرافيا ومسيرة التاريخ الانسانى الممتد عبر حقب الزمن المتعاقبة، منذ فجر الحضارة فى رحاب وادى النيل وحتى اليوم.
وفى ظل هذه الحقيقة وذلك الواقع كان من الطبيعى والمتوقع ان تعلن مصر موقفها الثابت والقوى الساعى لإنهاء الأزمة الحالية فى السودان الشقيق، والحفاظ على أمنه واستقراره ووحدة اراضيه وتماسك مؤسساته، والعمل من أجل ذلك بالتوافق والتكامل مع مختلف المسارات الإقليمية فى الاتحاد الافريقى وجامعة الدول العربية.
وفى هذا الإطار جاء تأكيد الرئيس السيسى الواضح، فى كلمته باجتماع قمة مجلس السلم والأمن الافريقى لبحث الأزمة السودانية، على وجود عدد من المحددات والثوابت التى يستند اليها الموقف المصرى فى هذه القضية المهمة.

ويأتى فى مقدمة هذه الثوابت والمحددات ضرورة التوصل لوقف شامل ومستدام لإطلاق النار، ووجوب الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية فى السودان، لكونها الضمانة الاساسية لحماية الدولة من خطر الانهيار.

وفى هذا المقام كان الرئيس السيسى واضحاً فى تأكيده على أن النزاع فى السودان يخص الاشقاء السودانيين انفسهم، ولذا فإن دور الاطراف الإقليمية هو مساعدتهم على وقف النزاع والسعى لمعالجة وحل الأسباب التى أدت إليه.
ولذلك كان رئيس مصر حاسماً ومشدداً، فى التأكيد على احترام مصر الكامل لإرادة الشعب السودانى وعدم التدخل فى شئونه الداخلية، ورفضها الكامل لأى تدخل خارجى فى الأزمة السودانية.