عصام السباعي
عصام السباعي


عصام السباعي يكتب: فلم‏‏ تحفظ الريح .. ولا الرمل وعي‏‏ !

عصام السباعي

الإثنين، 29 مايو 2023 - 08:44 م

 

وكم من أشياء ضاعت ، لأننا قد احتفظنا بها فى أحضان الرمال ،وجعلناها أمانة مابين يدى الرياح !

الثلاثاء :
الصور الفوتوغرافية هى «مخازن العمر» و«ثلاجة الزمن» ، نسجلها على مر السنين ، وكأننا نجعل الزمن يتوقف فى تلك اللحظة ، ونعود إليها من وقت لآخر ، نعيش جمال ذلك الوقت و جلال تلك الذكري، نرى عظمة الخالق فى اختلاف الأحوال والأشكال ، ونترحم على من رحل عنا ، وترك أثره بين أيدينا لنترحم عليه كلما رأيناه ، ودائما ما أنظر إلى ألبومات الصور على أنها «مخازن العمر « ، و» بنوك الزمن» و» محافظ الذكريات « ، وكل واحد حر فى أن يختار المعنى الأقرب له ، فالعمر لحظة كما قال لنا الأديب الراحل يوسف السباعى فى روايته الملحمية ، حتى أن الحياة كلها أقصر من لحظة ، بل الدنيا كلها هكذا ،كما قال ربنا فى القرآن « وما أمر الساعة إلا كلمح البصر» ، الأجيال القديمة التى عاشت عصر كاميرات التصوير بكل أنواعها ، والتى عرفت الطريق إلى معامل طبع الأفلام ، تعرف جيدا قيمة الصورة الفوتوغرافية فى توثيق مراحل العمر، وتثبيت الزمن فى كل مناسبات الحياة ، والذين احترموا الصورة المطبوعة ولم يقاطعوها ولم ينكروا فضلها ، لم يقعوا مثل كثيرين فى فخ التكنولوجيا الحديثة ، التى يمكنها أن تعطيك مميزات أفضل وأجود وأكبر وأدق لتوثيق اللحظات عبر آلاف الصور المتدفقة عبر كاميرات الديجيتال ، والاحتفاظ بها فى ذاكرة التليفون والموبايل ، ولكنها قد تروح فى لحظة ، وتجد طريقها إلى سلة المهملات نتيجة خطأ جسيم ، وتصبح الذكريات مجرد كلمات من حروف جامدة لاروح فيها ولاحياة ، ربما يسألنى البعض : ولماذا تفتح لنا ذلك الموضوع ؟ والاجابة باختصار أننى فوجئت أن هناك الكثير من الصور الفوتوغرافية قد شيعت نفسها إلى مرقدها الأخير فى دنيا العدم ، وندمت كثيرا لأننى لم أطبعها على ورق ، ولا أستطيع أن أنقل لكم ما شعرت به من أسى ، فقط أخذت أردد ماقاله أحمد شوقى على لسان قيس ، فى مسرحيته الشعرية «قيس ليلى» : هذه الربوة كانت ملعباً‏‏.. لشبابينا وكانت مرتعا‏‏.. كم بنينا فى حصاها أربعاً‏‏.. وانثنينا فمحونا الأربعا‏‏.. وخططنا فى نقا الرمل .. فلم‏‏ تحفظ الريح ولا الرمل وعى‏‏ ، وكم من أشياء ضاعت لأننا قد احتفظنا بها فى أحضان الرمال ،وجعلناها أمانة مابين يدى الرياح !

◄ هدف لمصطفى محمد فى مرمى الشيطان!
الأربعاء :
لاعب كرة القدم مصطفى محمد كان حديث الناس فى مصر والعديد من الدول الأخرى لمرتين على التوالى ، الأولى عندما رفض ارتداء قميص ناديه الفرنسى نانت ، وعلى ظهره علم المثليين بألوانه المعروفة ، تنفيذا لقرار رابطة الدورى الفرنسى ، والثانية عندما قرر النادى الفرنسى فرض غرامة على لاعبنا المصرى بسبب ذلك الرفض ، فهذه الغرامة بطعم المكافأة لو يعلمون ،وقد توقفت كثيرا أمام تلك المأساة التى يتم فيها احترام المختلف الرخيص ، ولا أدرى من يقف وراء تلك الجريمة ، ولا من هم الذين يمتلكون خاتم الشيطان الذى يدعكونه ، فيخرج لهم ابليس ، ويساعدهم فى نشر ومساندة الشذوذ والشواذ فى كل العالم ، لدرجة أن نكبة فلسطين وصلت إلى عام المآسى ال75 ، ولا زال الشعب الفلسطينى فى زمن الأحفاد يبحث عن وطنه وأرضه ، ولا أدرى من ذلك الذى يحاول أن يجعل احترام ومساندة الشواذ ، فرضا واجبا على خلق الله ، ويقف ساخرا لو سمع من يطلب عودة الفلسطينيين إلى أرضهم يحدث ذلك برغم أن المباديء الأساسية للتنوير لم تلق أبدامثل ذلك القدر من الدعم والمساندة ، بل أخذت وقتا طويلا حتى تتحقق ،مثلا وليس حصرا فقد نادى جان جاك روسو بمبدأ المساواة فى منتصف القرن الـ 18 ، ولم تحصل نساء بلاده على حق التصويت فى الانتخابات إلا فى العام 1944 مـ ، ولكم أن تستغربوا لو عرفتم أن الدعوة إلى منع الرقيق والعبيد استغرقت قرنا حتى يتم اصدار قانون بذلك ولازال قائما فى عديد من الممارسات فى أمريكا وأوروبا حتى الآن ، تخيلوا أن مفاهيم التنوير الجميلة استغرقت عشرات السنين حتى ترتفع راياتها هنا وهناك ، ويأتى البعض حاليا يحاول اجبارنا فى يوم وليلة على احترام الشذوذ الجنسى فى فترة زمنية قصيرة ، ويفرض على العالم رفع أعلامه بعد أن سرقوا ألوان أبدع ماصنعه الله ليصبح ألوان أحقر ماحرم الله ، ولكم أن تتخيلوا الموقف السخيف الذى تعيشه أسرنا المصرية فى الخارج بسبب تلك السخافات ، وهى مأساة لم أجد من يعبر عنها بخوف وصدق ، مثل أبونا الأنبا يوسف أسقف جنوب الولايات المتحدة ، فنحن لسنا فقط أمام احترام حرية أحد المختلفين « الشواذ» ، ولكننا كما شاهدته على التلفزيون فى مواجهة عملية صناعة وتقنين لمجتمع الشواذ فى كل الحياة ، بداية من التعليم ومناهج المدارس وكل مناحى الحياة ، ويكرس بذلك لمفهوم سرطانى شيطانى جديد للأسرة فهى ليست زوجا وزوجة وأبناء ، بل رجل أو إمرأة وإمرأة وأطفال ، وطبعا الأطفال بالتبنى ، أبونا يوسف شاهدته وهو يحكى كيف يتم تحسين صورة الشذوذ لكسب تعاطف العالم معه ، وحماية كل ماهو شاذ ، لدرجة أن هناك قانونا فى 31 ولاية أمريكية ، يفقد وفق بنوده ، أى طبيب نفسى رخصته ، لو حاول مساعدة أحد الشواذ ، فى تجاوز تلك السقطة ،أو حاول أو اعترض نشاطهم ، فضلا عن حرص المدارس والنوادى على الاحتفال بأيامهم السنوية ورفع أعلامهم ، ومنح درجات للتلاميذ الذين يتضيفونهم ويحتفون بهم فى الأيام السنوية للمثليين ، وفى كل الأحوال فقد زاد قدر اللاعب مصطفى محمد فى عيونى ، وأرجو أن يكون قدوة للمصريين فى الخارج ، وفى كل الأحوال فهذه القضية تستحق المناقشة قى وزارة الهجرة والمجلس القومى للمرأة ، بحيث يتم «تنوير» الأسر المصرية المغتربة فى أمريكا وأوروبا ، بما يجب عليها عمله فى مواجهة ذلك الطوفان الشيطانى .

◄ ولا عزاء لدار المناسبات!!
الأحد :
حدث فى منطقتنا شيء غريب ولافت للنظر ، فقد فوجئنا قبل أسابيع بظهور مستشفى جديد ، وقبل أن تباركوا لنا تلك المنشأة الصحية باعتبارها إضافة جديدة لخدمات المنطقة ، وقبل أن تباركوا اقرأوا الحكاية ، وملخصها باختصار شديد أن مسجد منشية البكرى بمصر الجديدة الذى يتبع وزارة الأوقاف ، كان موجودا فى مربع واحد ويجمعه حوش واحد مع مقر الجمعية الاسلامية التى تتبع وزارة التضامن ، ويحيطهما سور واحد منذ عشرات السنين ، وكان الأهالى يصلون فى ذلك الحوش الذى يجمع المسجد والجمعية ، وقاعة للمناسبات يتم تقبل العزاء فيها ، ومن فوقها عيادات تتبع الجمعية ، وفجأة تحولت مبانى الجمعية إلى مستشفى خاص تخضع طبعا لوزارة الصحة ، وتحولت دار العزاء إلى مقر الاستقبال الخاص بها ، وظهرت بعد ذلك السلاسل الحديدية حول الأرصفة ، وتحول إلى جراج خاص لها ، وما استجد الجمعة الماضية هو ظهور غرفة النفايات الطبية ، حيث يفرش الناس بجانبها ويصلون جمعتهم، الغريب أن الباب الثانى الكبير للمسجد ظل مغلقا طوال فترة الانشاء ، وبعد الافتتاح ويبدو أنه قد أصبح نسيا منسيا بما فى ذلك المساحة التى أمام باب المسجد التى يجب أن تتبع بالمنطق المسجد ، أنا بالطبع لا أستطيع ولا أملك أن أفسر ماحدث هل هو طبيعى وقانونى ، ربما يكون الأمر كذلك ولكنه غير منطقى ، أتمنى من الوزارات الثلاث التى تشرف على تلك البقعة المباركة ، « الأوقاف والصحة والتضامن « ، أن تدرس الوضع ، وأن تقسم قسمة العدل ، فتعطى ما لوزارة الأوقاف للأوقاف ، وما لوزارة التضامن للتضامن ، وما لوزارة الصحة للصحة ، ولا عزاء للناس ولا لدار المناسبات ، فقد راحوا وراحت فى الوبا !

◄ «الراديو» يعود منتصرا !
السبت :
عاد زمن الراديو ، وبدأ الناس يتونسون به فى السيارات ، واصبحوا لا يستغنون عن الاستماع إليه خلال الرحلتين ، رحلة الذهاب والعودة من العمل ، وكذلك فى السفريات الطويلة أو المشاوير الأسرية ، وأصبح هناك نجوم فى الراديو يحرص كثيرون على متابعتهم فى ساعات الصباح ، ونفس الشيء بالنسبة لفترات المساء والسهرة ، وأنا من الذين يرون أن أى وسيلة إعلامية هى كائن حى يحتاج إلى متطلبات للحياة والتنفس ، وكانت قبلة عودة الحياة له مع برامج الصباح وكرة القدم ، وبرامج الاتصال المباشر مع المستمعين ، وعاد الراديو منتصرا لمكانته بعد طول غياب، وأعتقد أن ذلك النجاح له بقية ،وتكتمل فصوله حاليا بحصوله على نصيب لابأس به من تورتة الاعلانات ،وأعتقد أنه قابل للمضاعفة مرات ومرات ،بشرط وجود كفاءات تستطيع ترجمة ذلك التطور إلى قيم مالية وأرباح ،وحدث بالفعل وأنا أكتب هذه السطور أننى أحضرت راديو الأسرة العريق من حيث كان يرقد ، وحملت ذلك العملاق الخشبى ، ووضعته فى المكان الذى يليق به فوق أعلى مكان فى المسكن ، بعد أن خضع لمساج جيد من ملمع الموبيليا لمسح غبار زمن يصل إلى ثمانية عقود أو يزيد ، ورغم التطور التكنولوجى ، وثورة الاتصالات ، يقترب الراديو من استعادة عرشه الذى فقده أيام التلفزيون ، وهكذا وبرغم تغول تكنولوجيا الاتصالات ، تثبت الأحداث أن المضمون وتلبية اهتمامات الجمهور ، واستغلال المميزات ، قد يعيد الروح إلى الصحافة الورقية التى نعاها أهلها حتى من قبل أن تفارقها الروح ، ولكنها مازالت تكافح و» تعافر» حتى الآن وتتمسك بالبقاء .. سلمها الله من كل سوء وكل سيء وكل مسيء !

كلام توك توك:
طويل البال يستحمل الغندور ورضا عبد العال!
إليها :
ومن مثلك يا سلطانة الرضا وسيدة الراضين ؟ .

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة