الإذاعة المصرية
الإذاعة المصرية


في ذكرى افتتاحها.. الإذاعة المصرية وثقت تاريخ مصر عبر العصور 

محمد عادل سالم

الأربعاء، 31 مايو 2023 - 04:24 م

«هنا القاهرة».. كلمات حماسية تحمل كل معاني الانتماء للوطن وتم اعتمادها كعبارة رسمية وأولى الكلمات التي انطلقت عبر الإذاعة المصرية على لسان المذيع أحمد سالم والتي افتتحت في يوم 31‏ مايو عام 1934 فأصبح هذا اليوم عيدا للإذاعة المصرية.
 ويعد أحمد سالم، أول مذيع في الإذاعة المصرية وكان من أوائل الإذاعيين المصريين وهو أحد سبعة تولوا مسؤولية الإذاعة الوليدة ووضعوا أسس العمل بها ، وهم : محمد سعيد لطفي باشا ، محمد فتحي، على خليل، أحمد كمال سرور، مدحت عاصم ، وعفاف الرشيدي.
بدأت الإذاعة المصرية افتتاحها في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء يوم31‏ مايو عام 1934 بآيات من الذكر الحكيم بصوت الشيخ محمد رفعت، وتلاها انطلاق صوت الآنسة أم كلثوم التي تقاضت ٢٥ جنيهًا نظير إحيائها للافتتاح، وغنى أيضًا في ذلك اليوم المطرب صالح عبد الحي، ثم مطرب الملوك والأمراء محمد عبد الوهاب وشمل برنامج الإذاعة حسين شوقي أفندي الذي ألقى قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي بك، وألقى الشاعر علي بك الجارم بصوته قصيدة تحية لملك البلاد فؤاد الأول ملك مصر والسودان، والمونولوجست محمد عبدالقدوس، والموسيقيان مدحت عاصم وسامي الشوا"، ومع أحمد سالم كان المذيع محمد فتحي الذي عرف بلقب "كروان الإذاعة".
وقد مر تاريخ الإذاعة في مصر‏ بعدة مراحل‏ لكل مرحلة سماتها وهي‏:‏ الإذاعات الأهلية‏‏ و عهد شركة ماركوني البريطانية‏‏ و مرحلة التمصير وعهد الثورة‏ ومرحلة الشبكات الإذاعية والسيادة الإعلامية حتى الآن ‏.‏
عرفت مصر الإذاعة قبل عام‏1926‏ ‏‏وتميزت المحطات الأهلية ‏‏ بتركز معظمها في مدينتي القاهرة والإسكندرية‏,‏ وكانت معظم برامجها باللغة العربية بينما كانت تذيع بالإنجليزية والفرنسية والإيطالية للأجانب في مصر ،‏ وكان معظم أصحاب تلك المحطات من التجار الذين يرغبون في ترويج سلعهم بصفة عامة‏ وتجار أجهزة الراديو بصفة خاصة‏ الذين أقاموا المحطات الإذاعية للترويج لتجارتهم وتحقيق الربح من وراء إذاعة الإعلانات التجارية‏,‏ مثل محطة راديو فؤاد التي أنشأها عزيز بولس‏‏ ومحطة راديو فاروق التي أنشأها إلياس شقال‏،‏ كما كانت معظم هذه المحطات شركات بين عدد من الأفراد‏، وكانت ضعيفة الإرسال.

‏ في يوليو‏1932‏ وافق مجلس الوزراء على أن تتولي شركة ماركوني التلغرافية اللاسلكية كوكيل عن الحكومة المصرية إدارة الإذاعة وتشغيلها‏ وصيانتها وإعداد البرامج والمذيعين‏,‏ وبدأ العمل في إقامة محطات الإرسال وكذلك الاستوديوهات الإذاعية‏‏ في مبني شركة ماركوني في شارع علوي خلف البنك الأهلي المركزي‏ حيث أقامت الشركة خمسة استوديوهات‏،‏ وشهدت هذه المرحلة إشراف وزارة المواصلات علي الإذاعة حتى إنشاء وزارة الشئون الاجتماعية في‏20‏ أغسطس‏1939‏ فأصبحت الإذاعة إحدى إداراتها‏، وفي‏19‏ ابريل‏1942‏ أصبحت الإذاعة تابعة لإشراف وزارة الداخلية ‏وعاد الإشراف علي الإذاعة لوزارة الشئون الاجتماعية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية‏‏ علي أن يبقي لوزارة المواصلات اختصاصها المتمثل في الإشراف علي صيانة أجهزة المحطة وإدارتها من الناحية الفنية وتحصيل رسوم الرخص والتفتيش عليها‏.‏

اقرأ أيضا| الإذاعة المصرية تحتفل بمرور 89 عامًا على عبارة «هنا القاهرة»

وشهد المضمون الإذاعي خلال هذه المرحلة ارتفاعا ملحوظا في مستواه‏‏ وكانت هناك محطتان إذاعيتان هما‏‏ البرنامج الرئيسي‏ بمتوسط ساعات إرسال ‏14‏ ساعة‏ والبرنامج الأوروبي المحلي وكان يقدم مواد ترفيهية وإعلامية للأجانب المقيمين بالقاهرة والإسكندرية لمدة أربع ساعات يوميا باللغتين الانجليزية والفرنسية‏ إلى أن تأزمت الأمور بين مصر وبريطانيا بسبب عدم جلاء القوات البريطانية‏ وتقديم مصر شكوى ضد بريطانيا في مجلس الأمن‏، وقيام خلاف بين الحكومة المصرية والشركة البريطانية على سياسة الأخبار الإذاعية‏.‏ 

وتم تسلم الإذاعة من شركة ماركوني في‏27‏ مارس‏1947‏ وأصبح الجانبان البرنامجي والإداري في يد المصريين‏,‏ وأنشئت في‏18‏ مايو‏1947‏ إدارة الإذاعة اللاسلكية المصرية‏,‏ وتشكل مجلس إدارة للإذاعة وأصبح للإذاعة ميزانيتها المستقلة التي تعطي لمجلس الإدارة اختيار المذيعين والكتاب والأدباء والموسيقيين وغيرهم‏ دون التقيد باللوائح المالية العادية‏ وتسلمت الحكومة المصرية محطة الإذاعة‏‏ وأصبحت مصرية شكلا ومضمونا منذ‏31‏ مايو‏1946 وشهد عام ‏1948 انتقال الإذاعة ‏من مقرها في‏‏ شارع علوي إلى شارع الشريفين بحوالي ‏13‏ استوديو‏,‏ وشهدت هذه المرحلة أيضا صدور تشريع للإذاعة‏ وهو‏ القانون رقم‏98‏ لسنة‏1949‏ وأصبحت بمقتضاه الإذاعة هيئة مستقلة ذات شخصية معنوية‏‏ تلحق برئاسة مجلس الوزراء وتسمى‏‏ الإذاعة المصرية‏.‏

المصدر.. مركز معلومات أخبار اليوم

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة