الكاتب أحمد عبد الناصر
الكاتب أحمد عبد الناصر


«ظلمت نفسي».. قصة قصيرة للكاتب أحمد عبد الناصر

صفوت ناصف

الخميس، 01 يونيو 2023 - 08:50 ص

تعود حكايتي لفترة مراهقتي كنت فتاه في السابعة عشر من عمري ذات حسن وجمال علي قدر من العلم و الثقافة.. كنت أحلم بأن أعيش قصة مثل الأفلام الرومانسية وأتزوج بمن أحب.. وشعرت أن حلمي سيتحقق.

 حيث شاب وسيم سكن أمامي وكان يعمل مهندسا في إحدي الشركات الخاصة بمجال المعمار..  ومع مرور الأيام  تبادلنا نظرات الإعجاب.. وفي إحدي الأيام  قذف نافذتي برسالة غرامية، جعلت قلبي يهفو  إليه..

 اتفقنا علي موعد اللقاء الأول بيننا، سرني سحر حديثه ومظهره الجذاب،  تكررت اللقاءات بيننا حتي صارحني برغبته في الارتباط بي، ووافقت دون أن أعرف ماضيه، فكنت معجبة بوسامته ومظهره ولم أسأله من قبل عن أهله.

تزوجنا.. وحكي لي أن له أم تقارب أل٦٠عاما تعيش معها أخته الكبري التي لم تتزوج بعد وهي إبنه ال٤٠عاما.

ذهبنا للعيش مع والدته  فقد جهز لنفسه شقة الزواج من قبل في بيت والده، مرت شهور الزواج الأولي وبعد مرور عام أضاءت همسة حياتنا.. حتي تبدلت الأحوال.

لأ أعرف هل هي عين الحسود أم أنه موعد انتهاء سعادتي، فجأة خسر زوجي وظيفته وظل جالسا مهموما في البيت لفترة من الوقت..

فقد تعرض صاحب الشركة الخاصة التي يعمل بها زوجي لعملية إفلاس نتيجة ركود حركة البيع والشراء في مجال المعمار وارتفاع اسعار الخامات.. قام بعدها صاحب الشركة بغلقها وتسريح العماله منها.

 

وفي إحدي الأيام عرض علىّ زوجي أن أقف بجانبه في محنته وأبيع ذهبي ليشتري توك توك للعمل عليه لتوفير نفقات البيت، بعد أن أغلقت في وجهه كل النوافذ.. فحالة الركود أصابت الجميع.

 

 اشتري زوجي التوك توك، وبدأ العمل عليه، صارت الأحوال معه بشكل جيد لفترة ليست بالقليلة، كون خلالها صداقات جديده من زملاء مهنته الجديدة، كنت ألاحظ عليه الندم والحسرة بعد أن أصبح سائق توك توك بعد أن كان مهندسا.

 

بمرور الوقت  تبدلت أخلاق زوجي وتغير حاله، فعرفت السجائر والمخدرات طريقه حتي أصبح صاحب كيف ومزاج، كل دخله من العمل علي التوك توك يصرفه علي دماغه ونسي زوجته وابنته.

 

ولم يكتفي بذلك بل جعلني أعيش في نفس شقة أمه وأخته، هنا كانت الطامة، أصبحت حياتي كتاب مفتوح لهم يتحكمون فيها.

 

نصحتي أمي بطلب الطلاق،  لكني آثرت ابنتي علي نفسي فكانت الكارثة.

 

 أصبحت حياتي جحيما،  خادمة لأمه وأخته مقابل لقمتى أنا وابنتي، تدمرت أعصابي، تحولت حياتى لكابوس.. تسرعت بحبي دون علمي بعواقب هذا الحب.

 

 خسرت حياتي مع زوج لم يقدر العشرة وما فعلته معه حينما خسر وظيفته .. لم يرحمني من أمه وأخته جعلني خادمة لهم.

 

 ولكن كان للقدر كلمة أخري .. أصاب المرض صدر زوجي من كثرة تدخينه للسجائر والمكيفات.. حتي أصبح عاجز تماما وأنا مازلت فتاه في الثلاثين ربيعا.

 

 نصحه الطبيب بحجزه في المستشفي ليكون تحت الملاحظة،  تجاهل زوجي نصائح الطبيب وأصبحت أنا طبيبته وخادمة أمه وأخته ولم أنل إلا كل سوء معاملة منهم جميعا.

 

بعد مرور أشهر قليلة أصبحت أحمل لقب أرمله.. لم أعرف أحزن أم أفرح، خالطني شعور لأول مرة جعلني لأ أدرك تصرفات تعابير وجهي..

أعتقدت إني تخلصت من مشكلتي بفعل القدر لكن كان الأسوء قادم.. فزادت تدخلات حماتي وابنتها في حياتي أنا وابنتي ولم أستطع تحمل تصرفاتهم.

 وفى إحدى الأيام تتطورت مشاجرتنا مع أخت زوجي حتى وصلت للتشابك بالأيدي فلم أدري بنفسي إلا وابنة حماتى غارقة في دمائها علي الأرض.. فقد ضاعت حياتي وحياة ابنتي في لحظة واحدة.. « فأنا من ظلمت نفسي».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة