وادى النطرون
وادى النطرون


«وادي النطرون» واحة للرهبنة بعد مباركة العائلة المقدسة.. تعرف على معالمه  

محمد طاهر

الخميس، 01 يونيو 2023 - 01:01 م

وادى النطرون.. هي المنطقة الثالثة التى باركتها العائلة المقدسة في مصر بعد سيناء والدلتا وهناك عطش الطفل ولم تجد السيدة العذراء مصدرًا للماء سوى بحيرة شديدة الملوحة، فخاضت داخلها لأمتار وأخذت بعض الماء منها لتروي طفلها ليتحول الماء المالح إلى عذب، ويتفجر في نفس الوقت ينبوع مياه عذبة بارتفاع 1.5 متر عن سطح المياه العادية والتدفق ما زال حتى اليوم وهى معجزة «نبع الحمراء» في التراث المسيحي الذى يقع على بعد 3 كم من دير البرموس.

وهذه المياه مباركة ولها معجزات سواءً المالحة منها أو النبع العذب، فهي تشفي أمراض الروماتويد والروماتيزم، وجميع أمراض الحساسية بأنواعها.

اقرأ أيضا : البابا تواضروس: المسيح أول لاجئ يزور مصر ويتجول في شرقها وغربها 

وأوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، أن وادي النطرون تحول بعد ذلك إلى واحة رهبانية سكنها الرهبان وأنشأوا فيها القلايا والمنشوبيات والأديرة والكنائس، واشتهر في القرن الرابع الميلادي بـ" برية شيهات" وهي تسمية قبطية تعني ميزان القلوب لكونه محل عبادة ونسك وإصلاح السيرة، وأطلق عليه "الأسقيط" وهي تسمية قبطية تعني الناسك أو النساك، وعُرف أيضًا بـ " وادي هُبيب" وهى كلمة قبطية مكونة من مقطعين " ها" وتعني متعدد أو كثير، و" بيب" وتعني مغارات أي المكان المتعدد المغارات أو كثير المغارات والتي كان يتعبد فيها الرهبان.

ونوه الدكتور ريحان إلى أن البداية كانت للقديس مكاريوس الكبير الذى قضى حياته النسكية مؤسسًا أول تجمع رهباني به حوالى سنة 330م، وتجمع حوله الكثير ممن أرادوا حياة التجرد والنسك وأصبح هذا المكان سنة 356م مأهولًا بالرهبان، ومن أشهر قديسي تلك الفترة الذين تتلمذوا على يدي أبو مقار القديسان مكسيموس ودوماديوس إبنا ملك الروم فالنتينوس (364-375م)، والقديس إيسيذورس قس القلالي، والقديس الأنبا موسي والقديس الأنبا أرسانيوس معلم أولاد ملوك روما والقديس الأنبا بفنوتيوس  أب شيهيت

ويلقى الدكتور "ريحان" الضوء على أهمية أديرة وادى النطرون، وتشمل أربعة أديرة رئيسية، وهى دير الأنبا مقار الذى بدأ بإنشاء صومعته في الثلث الأخير من القرن الرابع الميلادي وكان يرأس الدير البابا شنودة الثالث، وبدأ هذا التجمع بقلاية واحدة هي قلاية مقار الكبير نفسه، والتي كانت عبارة عن مغارة مسقوفة بالجريد والبردي، وتقع غرب الدير الحالي مكان دير البراموس، ثم تجمع التلاميذ والمريدون حوله، يضم الدير صفان من القلايا وكنيسة الأنبا مقار وكنيسة التسعة وأربعين شهيدًا من شيوخ شيهيت، وبجانبها توجد حجرة أو قلاية تُعرف بقلاية الميرون، وكان يطبخ بها زيت الميرون قديمًا، والحصن الذى أنشىء ما بين عامى 1069 و1196 م ومدفن الرهبان المسمّى بالطافوس والمطعمة.

دير الأنبا بيشوى
وعن دير الأنبا بيشوي، يوضح الدكتور ريحان أن بيشوي كلمة قبطية تعني سامي أو عالي، وقد تأسس هذا الدير علي يد الأنبا بيشوي الذى عاش خلال القرن الرابع الميلادي (320-417م)، تخطيطه رباعي الأضلاع تحدده الأسوار المحيطة به، ويرجع تاريخ إنشاء السور الأصلي للدير إلي القرن التاسع الميلادي، يضم الدير خمسة كنائس، هي كنيسة الأنبا بيشوي الأثرية، كنيسة الأنبا بنيامين الثاني وكنيسة مار جرجس وكنيسة الشهيد أبو سخيرون وكنيسة الملاك ميخائيل بحصن الدير ومبنى للضيافة يتكون من أربعة أدوار، كما أصبح للدير سبع بوابات ومنارات يعلوها الصليب، ويوجد بالدير أيضًا مقر خاص للبابا وبجواره مخزن متحفي لحفظ آثار الدير ولقد تم ترميم سور الدير والحصن وكنيسة الأنبا بيشوي تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار.

دير السريان
أمّا دير السريان فيعود إلى أواخر القرن الخامس الميلادي واشتهر باسم دير السريان بسبب سكنه من بعض الرهبان القادمين من سوريا وبلاد المشرق بجانب الرهبان الأقباط في الفترة من القرن الثامن حتي القرن السادس عشر الميلادي، وبني الدير علي هضبة مرتفعة علي هيئة مستطيلة الشكل وهو بذلك يشبه السفينة السابحة في البحر وهي إشارة إلي فلك نوح الذي كان سبيل النجاة من الطوفان وهو وسيلة النجاة للرهبان من طوفان بحر العالم وانشغالاته، وقد سمي بدير السريان العامر وذلك لأنه لم يخل من الرهبان في أى عصر من العصور، ويضم كنيسة العذراء الأثرية ومغارة القديس الأنبا بيشوي وكنيسة المغارة والحصن الأثري.

دير البراموس
وأردف الدكتور ريحان: أن دير البراموس مشتقة من الكلمة القبطية " بي روميئوس" والتي تعني الرومي أو باروميئوس والتي تعني الذي للروم نسبة للقديسين الروميين مكسيموس ودوماديوس إبنا ملك الروم فالنتينوس (364-375م)،  وهم من آباء القرن الرابع الميلادي، وقد أنشىء الدير عام 340م علي يد الأنبا مكاريوس بعد أن ازدحمت برية شيهات بالنساك والمتوحدين، ويعود تاريخ السور الأثري إلى القرن التاسع الميلادي في عهد البابا شنوده الأول (859-880م)، ويضم الدير كنيسة العذراء الأثرية، كنيسة الأمير تادرس، كنيسة مارجرجس، كنيسة ماريوحنا المعمدان، كنيسة الملاك ميخائيل بالحصن.

واختتم الدكتور ريحان حديثه مشيدًا بمجهودات الدولة لتطوير وادى النطرون والذى شهد توسعة دير الأنبا بيشوى والبراموس ونقاط تأمين للسياح على الطريق الدائرى ولوحات إرشادية أمام مدخل وادى النطرون وأنشطة تجارية واستثمارية لخدمات الرحلات السياحية وتطوير المسار وشملت البوابة الرئيسية لمدخل مدينة وادى النطرون وتركيب لوحات إرشادية وبانرات ورصف وتوسعة أربع طرق بطول 26كم بتكلفة إجمالية 44 مليون جنيه منها طريق الأنبا بيشوى بطول 1.5كم وطريق بيت الوادى بطول 1.2كم ورصف وازدواج طريق دير الباراموس بطول 6كم  ورصف باقى الطريق الدائرى بطول 18كم مع أعمال الإنارة وزراعة النخيل وتطوير البنية التحتية.

كما تم تأهيل الطرق المؤدية لأديرة الأنبا بيشوى والأنبا مقار والباراموس والسريان وتم تحديد أماكن التخييم بطريق دير الأنبا بيشوى والسريان وتشمل ثلاثة مخيمات بتكلفة 9 مليون جنيه فى ثلاثة مناطق 

الأولى على مساحة 6200متر مربع وتقع فى أول تقاطع طريق بنى سلامة مع طريق الأنبا بيشوى والثانية بمساحة 700 متر مربع وتقع على طريق الأنبا بيشوى، والمنطقة الثالثة 4500 متر مربع وتقع على طريق دير البراموس، وإنشاء بوابات عند المدخل وعند دير السوريان وعند دير الباراموس، وتنفيذ أعمال إنارة بالتنسيق مع محافظة البحيرة وإنشاء مواقع توقف في أثناء زيارة الأديرة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة