الضحية .. أسرة الضحية
الضحية .. أسرة الضحية


تاركًا 4 أطفال

بسبب قطعة حلوى.. قتلوا جارهم أمام زوجته وأولاده

أخبار الحوادث

الخميس، 01 يونيو 2023 - 04:52 م

حبيبة جمال

جريمة قتل بشعة لا يصدقها عقل أو منطق.. ليلة بكت فيها القلوب ولم تنم عين الأهالي والسبب قطعة حلوى لا يتعدى ثمنها الـ٢٠ جنيها، كانت تلك القطعة سببًا في كتابة السطور الأخيرة في حياة أب لم يرتكب جرمًا أو ذنبًا يستحق عليه الموت بهذه الطريقة والتمثيل بجثته أمام عين أسرته وأطفاله الصغار.. ماذا حدث في قليوب ولماذا أحرق الأهالي بيوت المتهمين.. هذا ما سترويه السطور التالية.
 

الحكاية بدأت في منطقة قلما التابعة لمركز قليوب بمحافظة القليوبية، في هذا المكان عاش ونشأ محمد حرب، شاب مكافح ومجتهد ومشهود له بالطيبة وحسن الأخلاق، لم يكن له أي عدوات مع أحد ولم يفتعل أي مشكلة في حياته، كان الرجل يسير بجوار الحائط كما يقال لكراهيته للمشكلات ليس إلا دائما يسأل نفسه عندما يجد شخصين يتعاركان، ليه بعض الناس بيعملوا كده في بعض؟، لا يتمنى سوى العيش بالحلال وتربية أطفاله؛ فهو زوج وأب لأربعة أطفال أكبرهم يبلغ من العمر ٩ سنوات وأصغرهم عامين، منذ سنوات افتتح محمد محل حلويات أسفل بيته كان هذا المحل هو مصدر رزقه الوحيد.. لم يكن أحد يتخيل أن هذا الشاب المسالم سيقتل بطريقة بشعة ودون أي أسباب تذكر.
يوم الواقعة
كعادته كل يوم ذهب محمد لمحل الحلويات الخاص به، جلس يقرأ القرآن، حتى حضرت إليه طفلة لا يتعدى عمرها الـ 15 عاما، طلبت منه شراء قطعة كيك، فأحضرها لها ثم أخذتها وانصرفت، وبعد دقائق عادت الطفلة لإرجاعها له مرة أخرى، لم يعترض محمد، أخذها منها في البداية، ولكن عندما فتحها وجد أن الطفلة عبثت بها فرفض إرجاعها، فخرجت الطفلة مسرعة لأهلها الذين حضروا ومعهم أسلحة بيضاء وافتعلوا مشكلة مع محمد، حتى تدخل الأهالي وأنهوا تلك الأزمة، فأصيب محمد بالصدمة وحالة نفسية سيئة فلم يتصور أن هذا يحدث معه، ويأتي اليوم الذي يعتدي عليه أحد فيه؛ فقرر إغلاق المحل والصعود لشقته ليرتاح قليلا، في هذه الفترة ذهب أحد كبار العائلة لمنزل المتهمين وتحدث معهم لينهي تلك المشكلة تماما، فأخبروه أن الموضوع انتهى وبإمكان محمد فتح محله مرة أخرى فلا داعي لغلقه، تلك الكلمات التي قالها المتهمون كانت غطاءً لما يدور داخل عقولهم، فالانتقام أعمى بصيرتهم وقرروا قتل هذا الشاب بلا ذنب، وبمجرد نزول محمد وفتحه للمحل مرة أخرى انهالوا عليه بالأسلحة البيضاء، حاول الإفلات منهم مسرعًا نحو شقته لعل يجد من يستنجد به، لكنهم كانوا قساة القلب أمسكوا به وقتلوه أمام عين والدته وزوجته وأطفاله الصغار ولم يتركوه إلا وهو غارق في دمائه وسط ذهول من الجميع. 
مشهد صعب لم يتحمله أحد ولن يُمحى من ذاكرتهم مهما مرت السنون.. حاول الأهالي إنقاذ محمد ولكن باءت محاولاتهم بالفشل فقد صعدت روحه للسماء والسبب قطعة كيك.
بلاغ
تلقت الأجهزة الأمنية بالقليوبية، إخطارًا من مركز شرطة قليوب بوجود مشاجرة ومصرع شخص بقرية قلما دائرة المركز، انتقل على الفور رجال المباحث لمحل البلاغ وتبين وفاة صاحب محل حلويات ويدعى محمد حرب؛ حيث قامت طفلة بشراء حلويات منه وعندما عادت لاسترجاعها رفض بسبب العبث بها، فاستعانت الطفلة بأسرتها،٤ أشخاص تعدوا عليه بالضرب بالأسلحة البيضاء حتى أردوه قتيلا أمام والدته وزوجته وأولاده، تمكن رجال المباحث من إلقاء القبض على اثنين من المتهمين ويكثفون من جهودهم للقبض على الآخرين. 
صرحت النيابة بدفن الجثمان عقب ورود تقرير الصفة التشريحية بمعرفة الطب الشرعي وتحريات المباحث الجنائية حول الواقعة، وخرجت الجنازة من مسجد القرية لتشييع جثمان الفقيد لمقابر أسرته وسط أحزان الجميع، الذين ودعوه بالدموع والحسرة داعين الله له بالرحمة والمغفرة والصبر لأسرته وأطفاله الصغار الذين سيعيشون في ظلمة اليتم بلا أب يسند أو يراعي، الكل أصبح لا يتمنى سوى القصاص العادل من المتهمين حتى يعود حق محمد وينام مرتاحا في قبره. 
وسيطرت حالة من الحزن على أرجاء القرية بأكملها حتى أن الغضب ألغى عقول بعضهم وقرروا الانتقام من عائلة المتهمين؛ فأحرقوا منازلهم وسادت حالة من الفوضى ولكن رجال المباحث كانوا لهم بالمرصاد وتم تهدئة الأوضاع والقبض على المتسببين في إحداث تلك الفوضى ومازالت التحقيقات مستمرة. 
قبل وفاته
وكأنه يشعر بما سيحدث له وأن أيامه في الدنيا معدودة، فكتب منشورًا له عبر صفحته الشخصية على الفيس بوك ناعيًا نفسه وموصيًا من حوله، فكتب يقول: «إن أنا مت.. فسلوا الله لي الفردوس الأعلى بغير حساب، وأن يعاملني بفضله وجوده ورحمته وبما هو أهله.. وتصدقوا علي بدعوة في جوف ليل وفي خلوة وفي موطن إجابة.. فليس يومئذ أحدهم بأفقر مني ولا أحوج.. رحم الله من ماتوا وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين وختم لنا بالخيرات والطيبات وجنات النعيم». 
هذه هي تفاصيل تلك الجريمة البشعة، التي جسدت أحداثها الجحود والقسوة لدى بعض البشر، الذين تجردوا من الإنسانية وتجمدت أحاسيسهم ومشاعرهم حتى تولدت القسوة في قلوبهم، لم يراعوا حق الجار والجيرة، وبسبب شيء تافه لا يذكر ظهر الشيطان بهيئته القبيحة، وطلت الجريمة في أبشع صورها، ومات شاب بلا ذنب تاركا أرملة و٤ أطفال في ظلمة اليتم وأم ستعيش مكسورة لفقدانها ابنها الذي مات أمام عينيها وعلى الجانب الآخر ٤ أشقاء أصبحوا قتلة ينتظرون العقاب الذي يستحقونه. 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة