فيلم كليوباترا
فيلم كليوباترا


المحامي عمرو عبد السلام صاحب دعوى منع عرض فيلم «كليوباترا» لــ أخبار الحوادث:

هناك مؤامرة على التاريـخ المصري القديم لتزييفه

أخبار الحوادث

الخميس، 01 يونيو 2023 - 04:55 م

حوار: مصطفى منير

..فى الماضى القريب كانت الحروب عبارة عن تجهيز الجنود المقاتلين وأسلحتهم.. طائرات حربية وسفن مدمرة ودبابات وغيرها من أدوات الحروب التقليدية.. ولكن خلال العقود الماضية أصبحت الحروب أقل عنفا على الأرض وأكثر شراسة على العقل، تطور هائل فى وسائل نشر المعلومة حول العالم سواء كانت تلك المعلومة صحيحة أو مضللة تخدم مجموعة من البشر؛ وهذا ما حدث حول الأكذوبة التى صنعها مجموعة يحاولون السطو على التاريخ المصري القديم، يحاولون تقديم وإقناع المتلقي بفكرة زائفة ومن ثم التحرك لإثبات الفكرة وبعدها السعي لتحويل تلك الأكذوبة لحقيقة على الأرض.

يحاولون التشكيك فيما قام به المصريون القدماء فى بناء حضارة كانت سابقة ورائدة فى كل المجالات، جعلت الأمة المصرية محط إعجاب ودهشة العالم؛ فالحضارة المصرية القديم مازالت وسوف تثير اهتمام الباحثين حول العالم ومع كل اكتشاف جديد تعلم تمامًا قدر وعظمة الحضارة المصرية القديمة، لذلك هناك مجموعة من أهل الشر يحاولون بشتى الطرق تزييف وتشويه وسرقة الحضارة لكن هيهات أن يفلحوا فيما هم يخططون له.

حظت الملكة كليوباترا السابعة على عشق وإعجاب ملايين البشر حول العالم، مما جعلها هدفا حقيقيا لبناء الاكاذيب، والتشكيك فى الحضارة المصرية القديمة التى قام بها أبناء الأمة المصرية من الفراعنة.. فيلم لا علاقة له بالواقع تسبب فى صدى واسع وليس لقوة الفيلم أو القائمين عليه بل لوجود اسم الملكة «كليوباترا» يدعون أن الملكة سوداء وأن بناة الحضارة المصرية القديمة ليسوا أصحاب الأرض أي ليسوا من القدماء المصريين.. لذلك تقدم المحامي عمرو عبدالسلام بدعوى قضائية أمام مجلس الدولة لتكون أول خطوة فى محاسبة القائمين على العمل التشويهى والمزور للتاريخ .. السطور التالية تسرد لكم حوار أخبار الحوادث مع المحامي عمرو عبدالسلام، يكشف فيه عن تفاصيل الدعوى القضائية والخطوات القادمة وسر الاتصالات الاجنبية التى تلقاها لحظة تقديم الدعوى.

هناك حالة من الجدل حول الفيلم الوثائقي الامريكي «كليوباترا السمراء» والسبب تشويه وسرقة التاريخ المصري القديم.. ما تعليقك على الفيلم وحالة الجدل المثارة حوله؟
البداية كانت برومو الفيلم الغريب، الملكة كليوباترا وتاريخها والعالم كله عارف ان الملكة كليوباترا من أصحاب البشرة البيضاء وتنحدر لملوك الأسرة المقدونية، ويُظهرها البرومو انها ملكة صاحبة البشرة السوداء، وده اللى قامت به جادا سميث، وتجسيد دورها فى الفيلم فنانة صاحبة بشره سمراء، وتجسيد الحضارة المصرية بصورة كاذبة تمامًا، وظروف الفيلم كامل بيجسد أن الحضارة المصرية القديمة وأصحابها من أصحاب البشرة السمراء، وده حاجه غير طبيعية، وازاى القائمين على الفيلم قاموا بعمل هذا، وما هو السند التاريخي الذي استعانوا به لتنفيذ الفيلم الوثائقى.

فالأفلام الوثائقية تحديدًا لابد أن تستند على معلومات واصول حتى يمكن أن يصدقها المشاهدون، وطبعًا لما بدأ انتشار البرومو والأخبار على المواقع الاخبارية والسوشيال ميديا كانت هناك حالة من الجدل الواسع فى كل مكان فى العالم، وكانت هناك حالة من التفاعل الضخم على صفحات السوشيال ميديا وخصوصًا المتخصصين فى الآثار، والحقيقة الواضحة أن ما يحدث هو تزييف للتاريخ.

بدأنا نرى الهدف من الفيلم؛ فهو ليس بفيلم كوميدي أو اجتماعي بل هو فيلم معلوماتى «وثائقي» وبعد العمل والبحث عن الموضوع اكتشفنا أن صناع الفيلم يروجون لأهداف «الافروسنتريك».

اكتشفنا بالبحث الدقيق أن منظمة الافروسنتريك تم انشاؤها سنة 1928 بعد انتهاء الحرب الاهلية التى اندلعت بين أصحاب البشرة البيضاء واصحاب البشرة السمراء فى امريكا، وكان هناك آراء بتعويض أصحاب البشرة السمراء، فبدأت هذه المنظمة فى زرع فكرة انهم ليسوا منبوذين وهم أصحاب حضارة وتاريخ وأن الحضارة المصرية اساسها أصحاب البشرة السمراء، وأن الشعب الافريقي هو صاحب الحضارة المصرية القديمة وهم بناة المعابد والتاريخ، وأن الفتح الاسلامى هو سبب طردهم من مصر لجنوب القارة السمراء، وهذا كلام عار تمامًا من الصحة.

ومنذ إنشاء المنظمة وحتى نهاية الثمانينات من القرن الماضى كانت فى حالة توسع مستمر وسريع فى دول إفريقيا وأوروبا، وبالبحث حول من يقف وراء تلك الفكرة الكاذبة فوجئنا بانه اللوبي الصهيوني الموجود حول العالم، وله ابعاد سياسية واقتصادية فى إفريقيا، وتم إنشاء أماكن العبادات والمدارس لهم، وتم زراعة الفكرة.
لذلك تحركنا من أجل الرد على تلك الأكاذيب، فتقدمت بدعوى قضائية رسمية بمجلس الدولة لملاحقة القائمين على الفيلم.. فالموضوع له ابعاد ضخمة سياسيًا ويمثل خطورة على الأمن القومي المصري.

فالفيلم به اعتداء صارخ على التراث المصري القديم، وهناك اتفاقيات دولية تابعة لمنظمة اليونسكو لحماية التراث الانساني بصفة عامة من أي اعتداء عليه سواء كان اعتداء سلب التراث أو تزييفها.

فنحن أمام حالة فريدة من نوعها؛ أن يتم الاعتداء على التراث وسرقته معنويًا، وليس كما كان في الماضى فسرقة التراث فى الماضى كانت سرقة قطعة آثار.
> هنا لابد من سؤال.. هل انتهت فكرة سرقة الآثار المصرية القديمة بالشكل التقليدى «سرقة القطع الاثرية» واصبحنا فى سرقة التاريخ فكريًا؟!
بالطبع ستستمر محاولات سرقة القطع الاثرية المصرية، ولكن سرقة التاريخ فكريًا اصبحت هى الهدف وهى الاخطر، فالعالم اصبح مدينة صغيرة وهذا بفضل التطور التكنولوجي الرهيب فأصبح العالم كله مرتبطًا ببعضه وانتشار الفكرة اصبح اسهل بكثير عن الماضى.

 قدمت دعوى قضائية ضد الفيلم.. ما هى تفاصيل هذه الدعوى القضائية؟!
المادة 50 من الدستور المصري تلزم الدولة المصرية بالحفاظ على الآثار المصرية من اي اعتداء، وليس هنا الاعتداء التقليدي «سرقة القطع الاثرية»، ولكننا هنا أمام واقعة سرقة التاريخ معنويًا، والتاريخ المصري تراث للإنسانية ولابد من الحفاظ عليه، ومن ضمن الطرق للحفاظ على التاريخ المصري القديم بعد محاولة السرقة الأخيرة اتخاذ الإجراءات على الصعيد الدولي منها مخاطبة منظمة اليونسكو لصياغة الاتفاقية واضافة صورة من صور السلب عن طريق الاعمال الفنية والوثائقية وتجريمها.

والاعتداء على التراث المصري القديم أصاب الشعب المصري بأضرار ادبية، وكان من الطبيعي أن يتم ملاحقة المنصة وصناع الفيلم لإيقاف عرض الفيلم الوثائقي، ومطالبة المنصة وصناع الفيلم بـ التعويض المادي عن الأضرار، وخصوصًا أن القضاء الامريكي يحقق الردع بقيمة التعويض المرتفعه.

هل قدمت الدعوى بمفردك أم هناك خبراء آثار ومثقفين تضامنوا معك فيها؟!
تقدمت بالدعوى منفردًا، ولكن تواصل معى بعد تقديم الدعوى فريق من خبراء الآثار والمثقفين، واعلن بعض الأثريين بعرض فكرة تشكيل فريق كامل من المحامين والأثريين للوقوف أمام القضاء الامريكي لتوضيح أن الفيلم تعدى على التراث المصري، أن الفيلم به اعتداء على التراث ويمتلئ بالمعلومات المغلوطة لتزييف التاريخ.

وانا مع تلك الفكرة وخصوصًا أن فى معركة للحفاظ على الهوية المصرية، وما نحتاجه دعما وتفويضا للوقوف أمام القضاء الامريكي.

 مازالت هناك حالة من الاستفزاز المستمر.. خصوصًا بعد تصريحات «ايجاد سميث» والتى تقدمت فيها بالشكر للمشاهدين والاعلان أن الفيلم ضمن قائمة الأكثر مشاهدة ما تعليقك؟!

طبيعي جداً أن يحدث هذا منها لان رد الفعل المصري والعالمي كان قويا جدًا على السوشيال ميديا، وخصوصًا أنهم يحاولون تزييف شيء واقع وحقيقي، وان سبب مشاهدات الفيلم لا علاقة له بكون الفيلم صادق بل هناك مشاهدات جاءت لمعرفة العبث الذى قام به صناع الفيلم.

 هل تري أن هناك مؤامرة على التاريخ المصري القديم؟!
بالطبع هناك مؤامرة على التاريخ المصري القديم والحديث بالمناسبة، وهذا ما ذكرته فى الدعوى مؤكدًا أن ما حدث نوع من الغزو الاستعماري، فالغزو الاستعماري اختلف عن الماضى وأصبح بالفكر وليس بتجييش الجيوش، وهذا بسبب تغير اليات الحروب، والدليل على ذلك أن جميع مراحل الاحتلال كان هدفها ضرب الهوية المصرية، وإن لم يتم ردع ما يحدث فى الحاضر سيكون المستقبل فى خطر، والموقف الذى نتخذه الآن سيسجل فى التاريخ والاجيال القادمة ستشهد ذلك وتعلم إن كان هناك معركة من أجل الحفاظ على الهوية.
> هل تلقيت اتصالات من خارج مصر بعد تقديم الدعوى القضائية؟!

تواصل معي العديد من الوكالات الاخبارية الاجنبية لمعرفة تفاصيل الدعوى، وفى انتظار ما سيحدث والتحرك ورد الفعل المصري على ما حدث، فهناك أجانب يردون على أصحاب الفيلم ويصفونهم بلصوص التاريخ.

 لماذا لا تفكر أن تكون الدعوى التى تقدمت بها بداية حملة إعلامية قانونية ثقافية دولية شاملة لحماية الهوية المصرية.. خصوصًا بعدما قام ملايين الشباب المصريين بالدفاع عن هويتهم وحضارتهم على السوشيال ميديا ضد هذا العبث الذي يسمونه فيلمًا وثائقيًا؟!

طبعاً أتمنى أن تتحول لحملة قوية، ويعلم الشباب المصري والعالم كله أن بلادنا دولة مركزية أصحاب الحضارة الحقيقية، فى الوقت كان العالم مازال يعيش بطريقة بدائية كنا نملك دولة بحدود وجيش يحميها، كما اتمنى أن تكون هناك توعية للتاريخ المصري القديم.

ارجو أن تكون هناك اعمال فنية قوية تبرز القوة والتاريخ المصري القديم؛ لبناء شباب واعى بالتاريخ وقادر على تغيير الحاضر لبناء مستقبل أفضل، فالاعمال الفنية قادرة على تغيير الوعي والمعتقدات، ولابد أن نوثق تاريخنا الحاضر ونعيد التذكير بالتاريخ المصري القديم.

 ما هى الخطوات القانونية التى سيتم اتخاذها خلال الأيام المقبلة؟!
نحن فى انتظار تحديد جلسة بـ مجلس الدولة، ومن ثم سننطلق نحو مقاضاة المنصة والقائمين على العمل للرد الادبي والتعويض المادي.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة