آمال عثمان
آمال عثمان


أوراق شخصية

آمال عثمان تكتب: الضحايا المذنبات!

آمال عثمان

الجمعة، 02 يونيو 2023 - 07:55 م

 

تلقيت رسالة مؤلمة من الصديق الإعلامى عاصم بكرى تقول: أتوجه إليكِ بتلك القصة الغريبة لا بدافع الصداقة، وإنما للثقة الكبيرة فى قلمك الذى يؤثر الأمانة والصدق، والدقة المعلوماتية والتحليلية، واعتقادى الراسخ بأن القضية من الأهمية بمكان، ولا يجوز الاكتفاء بحدود الوساطة بين الجمهور والمسئول، وإنما لابد من كاتب صادق فى نهمه للحل، وليس فى شهوته للعرض وحسب، تلك مقدمة رأيتها حتمية، فحينما يحيل كاتب وإعلامى قضية إلى كاتبة وإعلامية كبيرة فكأنه يعطى هذا اللحن للموسيقار الأحق.

لقد أصبحت رغماً عنى شاهداً على الأحداث ومتعرفاً على أطرافها، ولا أقول أبطالها، أو أردد مستبقاً مجرميها أو ضحاياها، 6 بنات بدار أيتام صغيرة، حصيلتها 15 فتاة أعمارهن حوالى 14 عاماً، وهى سن خطيرة بحكم التغيرات البيولوجية والنفسية، يستتبعها بالضرورة احترازات أخلاقية واجتماعية، والواقع أنهن انفلتن تماماً من تلك الاحترازات، وتجاوزن الحدود التى يمكن تخيلها فى بلادنا بثوابتها وتقاليدها، يرتدين ملابس فاضحة، ويقفزن من سور الدار ليستقدمن شباباً، يمضون معهن أوقاتاً حتى الفجر، يرقصن فى الشارع متحديات الجميع، ومعتديات بالسب والقذف وإلقاء الحجارة على المشرفات، حارس الدار، الجيران والمارة بالشوارع المجاورة الذين يمتعضون من تلك السلوكيات المشينة، تم تصويرهن عدة مرات أثناء هروبهن وعودتهن بهذه الطريقة، وأرسلت الوزارة فرق الدعم السريع، فحولتهن إلى مركز التوجيه والإرشاد النفسى، وكتب الاستشاريون تقريراً بأنهن يرفضن الاستجابة لجلسات العلاج، واستحالة إصلاحهن بالوسائل المعتادة، ولا ينبغى بقاؤهن فى مكان واحد، بعدها تركت الوزارة الأمر، وهى الجهة الأصيلة المسئولة من قبل ومن بعد!!

قبضت الشرطة عليهن عدة مرات، بعد بلاغات ومحاضر من الجيران تقتضى بقاءهن فى الحجز يوماً أو أكثر، ثم يخرجن للحتمية القانونية، والجهات الأمنية لديها أعذارها المقبولة، فربما ينتهز البعض الأمر للإساءة، وتجاوز حقوق الإنسان، كما أنها تعتبر وزارة التضامن مسئولةً تمتلك آليات التعامل مع تلك الحالات الاستثنائية، هناك من يرى أن بعض أعضاء مجلس الإدارة اتخذوا من دعمهن وسيلة للتنافس على قيادة الدار وسلب سلطات المؤسسين، وتترسوا بالكلمات المعتادة «أولئك ضحايا ولا يجوز معاملتهن بقسوة، وإنما إصلاحهن بالتفاهم والتدرج»، دون أن تصاحبها إجراءات عملية وإنسانية، لذا تمادت البنات عبر عامين فى سلوكيات تزداد قبحاً ومرارة.

انتهت الرسالة، لكن الحديث ممتد حول تلك القضية الاستثنائية المؤلمة.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة