صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


حكاية طلاق في الجو

علاء عبدالعظيم

الجمعة، 02 يونيو 2023 - 08:03 م

من أصعب الجروح واشدها ألما هو جرح القلب والمشاعر، خاصة عندما يأتي من شخص نحبه، وعندما يريد الرحيل عنه فيترك أثرا بليغا في النفس ويأخذ وقتا طويلا ليلتئم ذلك الجرح العميق.

السطور التالية تروي مأساة زوجة طلقها زوجها في الجو من خلال ميكروفون الطائرة.

اقرأ أيضا| احذري هذه العلامات.. مؤشر قوي للطلاق

تعود أحداث الواقعة عندما سمعت الزوجة خبر طلاقها في الجو من خلال ميكروفون الطائرة حيث قال المتحدث.. سنذيع رسالة للراكبة المصرية، وبالرغم من أن صوت محركات الطائرة الذي كان قويا لكن الخبر الذي سمعته الزوجة كان أقوى من صوت المحركات وقال الصوت: إن زوجك طلقك منذ ٣ أشهر.. وليس لكي الحق في دخول البلد بحسب قانون هذه الدولة العربية  الذي لايسمح بدخول أي امرأة ليس لها ولي أمر.

امتلأت عيناها بالدموع، واختلجت أنفاسها، ومادت بها الأرض حيث عقدت المفاجأة لسانها، وسالت دموعها غزيرة تعبر عما في نفسها من لوعة وحسرة.

وعادت إلى منزلها منكسرة حزينة تجر خطى الخيبة، يتملكها حزن شديد.

فما كان منها إلا أن تقدمت إلى محكمة القاهرة للأحوال الشخصية، تطلب تعويضا عن طلاقها المفاجئ من زوجها الثري العربي، وبعين مغرورقة بالدموع وصوت متحشرج تقول: لقد تزوجته منذ ٣ سنوات، وبعد الزفاف بأربعة أيام سافر إلى بلده العربي لأنه سيشرف على بناء فيلا أنيقة سيقدمها لها كهدية، ومرت الأيام وهي تنتظر بين لحظة وأخرى أن يرسل في طلبها لكن دون جدوى.

صممت على اللحاق به، وكان ذهابها إليه مفاجأة أذهلته، وأذهلتها أيضا حيث وجدت زوجة أخرى تعيش معه في نفس المنزل الذي أعده لها، تلعثمت الكلمات بين شفتيه وأخذ يقدم لها الأعذار، وطلب منها أن تعود إلى القاهرة حتى يقوم ببناء مسكن مستقل لها.

وبالفعل عادت الزوجة إلى القاهرة، وأخذ يراسلها لمدة عام، ثم انقطعت رسائله فجأة، وانتابها القلق، فأرسلت إليه تخبره بميعاد حضورها إليه مرة أخرى.

استقلت الطائرة وفي أرض المطار قابلها الزوج بالاحضان يخبرها بأنه كان سيسافر إليها في نفس اليوم الذي وصلت فيه، وأبرز لها تذكرة السفر، وطلب منها أن يعودا سويا في الحال إلى القاهرة وقطع لها تذكرة عودة.

وتستطرد الزوجة بدموع قائلة: لقد تم كل هذا بسرعة وأنا أشعر بحالة من الذهول من تلك التصرفات، ورأسها مثقلة بالتساؤلات؟ كيف يطلب منها السفر في نفس اللحظة التي وصلت فيها إلى أرض المطار، وتوجهت إلى الطائرة وهو يعدها باللحاق بها، بعد إنهاء إجراءات السفر، مرت الدقائق كالدهر وهي داخل الطائرة ولم يحضر، وفجأة أقفلت الأبواب، وأديرت محركات الطائرة، انتفضت محاولة النزول إلا أن الكابتن منعها، وحلقت الطائرة في الجو.

وبصوت يشوبه حسرة وألم تستكمل: وفجأة فتح ميكروفون الطائرة وسمعت نبأ طلاقها، وانهارت في بكاء مرير من هول المشهد، بينما تقدم محاميها يقول إن الصدمة التي اصابتها نتيجة خطأ الزوج مما ألحق بها أضرارا جسيمة، فقد طلقها دون علمها وسافرت إليه وكبدت خسائر مادية وأدبية، وأرغمها على العودة في نفس اليوم ثم أخبرها بنبأ طلاقها عن طريق ميكروفون الطائرة، مما أساء إلى كرامتها وسمعتها أمام الناس، وطالب بإلزام زوجها بدفع نفقة حيث امتنع عن دفعها.

وقررت المحكمة تأجيل الدعوى للتحري.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة