تمثال أبو الهول
تمثال أبو الهول


أبو الهول (2) من كسر أنفه؟.. محمد صائم الدهر أم نابليون أم عوامل التعرية

محمد الشماع

الإثنين، 05 يونيو 2023 - 05:43 م

في كتاب «تاج العروس من جواهر القاموس» يذكر مؤلفه مرتضى الزبيدي أن إنسان يُقال له، محمد صائم الدهر، ذهب إلى تمثال أبو الهول، الذي كان الزبيدي يعتقد إنه شاعراً من زمن مضى، وكسر أنفه وأذنه، زاعماً أن هذا لا يجوز، ويزيد الزبيدي في قوله بأن صائم الدهر هذا لم يكن يعرف أن «أبو الهول» طلسم لدفع الرمال عن تلك الجهة.

إقرأ أيضاً| أبو الهول (1).. العرب يصفونه بطلسم السحر.. و«جلبي» زعم أنه كان يتكلم!

الغريب أن الزبيدي قال إنه منذ أن كسر صائم الدهر أنف «أبو الهول» هجمت الرمال على المنطقة من كل النواحي، بل أنها صارت جبالاً!

حكاية أخرى رواها الأديب الراحل جمال الغيطاني عن صائم الدهر، أو بمعنى أدق تأكيد لرواية الزبيدي، حيث قال إن الشيخ محمد صائم الدهر كان رجلاً صوفياً يتعلم في خانقاه سعيد السعداء، وكان يقول بحرمة صور الحيوانات، وعاش أيام السلطان برقوق المملوكي. وقد عاش ابن خلدون في نفس العصر، لكن السلطان برقوق عزل ابن خلدون لخلافات بينهما. 

ويمضي الغيطاني في وصف صائم الدهر بأنه كان صالحاً تقياً، وكان الظاهر برقوق يحترمه، وعاش عمره كله أكثر من 80 سنة لا يأكل إلا الحمص، مشيرًا إلى أنه هو من كسّر أنف أبول الهول، لأنه رأى في المنام شخصاً يرتدي (أبيض في أبيض) وطلب منه تكسير التمثال، وعندما لم يستطع لكبر التمثال وعظمته، كسر أنفه وقد يكون أيضا كسر لحيته.

وبحسب ما ذكره المقريزي فإنه: «بينما صائم الدهر يحاول ذلك (كسر أنف أبو الهول) هبت ريح عاتية بحكمة الله على مدينة الجيزة، فحالت دون وصول البرسيم والغلال وسائر الأرزاق إلى القاهرة، حيث غرقت في الرمال، فقبض الحاكم على هذا الصوفي وقطعه إرباً إرباً، وأمر بدفنه بجانب أبي الهول، ولا يزال زوار أبي الهول يرجمون قبر ذلك الصوفي المنحرف».

لقد ساد عند الكثيرين أن صائم الدهر هو من كسر أنف أبو الهول، إلا أن البعض يؤكد أن نابليون بونابرت أثناء الحملة الفرنسية إلى مصر أزعجته عظمة التمثال فقرر ضربه بالمدافع، فلم يستطع سوى كسر أنفه.

لكن الأثري محمود حجاج ينفي تماماً أن يكون أحد من صائم الدهر أو نابليون بونابرت هو المسؤول عن كسر أنف أبو الهول، قال إن أول حادث لواقعة تحطيم كسر أنف أبو الهول أوردها الرحالة شمس الدين المقدسي في القرن العاشر الميلادي (أي قبل المقريزي بنصف قرن تقريباً)، حيث أكد في كتابه «أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم» إنه رأى حادث تحطيم أنف أبو الهول بنفسه، حيث ثار عدد من الناس عندما عرفوا أن الشيطان كان يدخل إلى أنف أبو الهول ويحدثه، فكسروا أنفه!.

كما أن اللوحة الزيتية التي رسمها البحارة الدنماركي، فردريك لويس نرودن، لأبو الهول قبل ولادة نابليون بقرون، توضح أن أبو الهول كان من غير أنف بالفعل، وتلك اللوحة نشرتها صحيفة «الجارديان» البريطانية مؤخراً.
الحقيقة يكشفها أبرز علماء المصريات، ومنهم النابغة الدكتور سليم حسن، وآخرين، حيث أكدوا أن سبب كسر أنف تمثال أبو الهول، ليس ضربه أو محاولات تكسيره، ولكن عوامل خاصة بطبيعة نحت التمثال في الأساس، حيث أن التمثال مصنوع من الحجر الجيري وتعتبر مناطق الأنف والآذن والذقن هي أضعف المناطق الموجودة في التمثال وهي أيضًا المناطق البارزة التي قام الفنان بتفريغها بشكل كامل وبالتالي مع التقدم في الزمن وعوامل التعرية يساهم بشكل كبير في سقوط هذه المناطق.

المؤكد أن حالة أبو الهول الذي نراها عليه اليوم ليست هي نفس حالته التي رآه من اكتشف التمثال نفسه، ولكن متى اكتشف تمثال أبو الهول أول مرة؟

ستندهش عزيزي القارئ أن من اكتشف التمثال هم المصريون القدماء، أي أن أبو الهول ربما كان أقدم من حضارة الفراعنة، فهل هذا حقيقي.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة