شكرى رشدى
شكرى رشدى


أصل الحكاية

الإنسانية هل لها عنوان؟

شكري رشدي

الثلاثاء، 06 يونيو 2023 - 06:45 م

 

ركبت الدكتورة «وسام» القطار من محطة أسيوط متجهة إلى الإسكندرية فى القطار 935 الإسباني.

تحرك القطار من المحطة وبعد فترة من الزمن وقبل الوصول إلى محطة طنطا بساعة تقريباً فجأة صرخ كمسارى القطار وقال :

«فيه دكتور هنا يا ناس .. حالة تعبانة و محتاجين مساعدة».

الدكتورة وسام قامت جرى عشان تشوف فيه إيه.. وجدت طفلاً عمره تقريبا سنة و نصف السنة «بيموت» و مغمى عليه فى حضن أمه المنهارة من العياط .

بسرعة الدكتورة وسام عملت «تنفس صناعى» للطفل والإسعافات الاولية حتى رجع يتنفس الطفل بصورة طبيعية.. لكن كان مازال مغمى عليه.

لم تفكر الدكتورة وسام كثيراً، لأنها تدرك إن الطفل مازال فى حالة خطرة وأخذت القرار «لازم نوقف القطار حالا »

الدكتورة وسام طلبت من رئيس القطار أن يوقف القطار، وطلب الإسعاف للطفل، وفعلاً طلب من سائق القطار فى اللاسلكى لكنه رفض .. وقال: «مينفعش أقف غير فى طنطا».
الدكتورة بعلو صوتها قالت: «لسه فاضل ساعة هيكون الطفل مات».

الدكتورة وسام بإصرار عجيب أصرت إن القطار يقف، وقدام إصرارها و تمسكها بموقفها قام رئيس القطار متصلا بناظر أقرب محطة، وهى بنها، عشان يجبر السائق أن يوقف القطار.

القطار توقف فى بنها.. وكان فى انتظار الطفل وأمه والدكتورة وسام عربة إسعاف مجهزة، ومعاها عربية شرطة لتسهل الطريق وحتى يتم توصيل الطفل للمستشفى بسرعة.
وفى مستشفى أطفال بنها اتكتب للولد عمر جديد ورجعت الإبتسامه لأمه و الدكتورة وسام.

الإنسانية لها عنوان، حيث يتحرك كل منا لتلبية نداء الواجب حتى لو لم يطلبه منك أحد.

كل التحية للدكتورة العظيمة وسام شنودة التى لبت نداء الواجب، فأنقذت روحا بريئة كانت على حافة الموت، وهو الطفل الوحيد لوالديه بعد انتظار طال لسنوات.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة