الثلاثاء، 06 يونيو 2023 - 07:32 م

كتب : فتحى البيومي 

لكل شجرة منها حكاية، وعلى كل جذع سطر التاريخ فصولا وفصولا، منها من شهد على ملاحم وبطولات الفدائيين، ومنها من نظر لمراحل العمر من الطفولة حتى الشباب والشيخوخة، على جذع بعض منها كتب المحبين رواياتهم، وتساقطت أوراق البعض على الأطفال لتشاركهم لهو الطفولة وفرحها .

أنواع مختلفة لسلالات عتيقة وفريدة من شتى دول العالم، تجمعت جميعها لتشهد ميلاد محافظة الإسماعيلية وتكبر مع أغصانها مدنها وشوارعها، تزينت بها الميادين وتحت ظلها الوارف تجمع كل زائري ومحبي الإسماعيلية.

وعن أندر وأعرق الأشجار في الإسماعيلية يقول الكاتب والمؤرخ "أحمد فيصل" لقد تميزت الإسماعيلية بوجود عدد من الأشجار بعضها نادرة الوجود وأنواع أخرى كثيرة معروفة، وقد تم جلب هذه  الأشجار  من دول مختلفة  كالهند والسودان والصين وأمريكا ومدغشقر وغيرها من الدول، وذلك تلبية لاحتياجات الإسماعيلية من زراعات على طول القناة، فقد أقامت شركة قناة السويس ثلاث مشاتل 2 منها في الإسماعيلية.  

وكان لهذه المشاتل دورا كبيرا في تجميل الإسماعيلية وإنشاء حدائق بالمدينة مثل حديقة الملاحة والتى كانت تعد من أجمل حدائق مصر لما تحويه من  أندر أنواع الأشجار والنخيل وهي مقامة على مساحة 500 فدان، وكذلك  حديقة جيشار وحديقة الحلقة وحديقة الجولف وأيضا جزيرة الفرسان وحدائق ومزارع نمرة 6 وعدد من الميادين والمساحات  المنزرعة من شارع محمد علي وترعة الإسماعيلية.

أنواع الأشجار العتيقة في الإسماعيلية.
وعن الأنواع المختلفة لأشجار الإسماعيلية الفريدة يقول "فيصل"  هناك انواع مختلفة وفريدة من الأشجار تمتاز بها الإسماعيلية وكل هذه الأشجار تم استقدامها من دول مختلفة بواسطة شركة قناة السويس وذلك لتجميل مدينة الإسماعيلية وأهم هذه الأنواع ،.
أولا شجرة البمبوزيا.

تعتبر أشجار البامبوزيا من الأشجار المعمرة في محافظة الوادي الجديد، ويرتفع طولها ليصل  إلى 7 أمتار ويزيد عن ذلك في بعض المزارع وثمارها سمراء اللون، وتعد شجرة البامبوزيا الاستوائية هندية الموطن، وتتم زراعتها بكثرة في نيبال وباكستان وإندونيسيا، وتتواجد في مصر وتواجدت بالإسماعيلية في الملاحة وخاصة أمام مبنى الإرشاد ، وكان لشعب الإسماعيلية  الكثير من الذكريات مع أشجار البمبوزيا.

ثانيا: شجرة التين البنغالي.
تعد  شجرة التين البنغالي من عائلة "الفيكس البنجالنس أو البنغالي"  ويبلغ عمر هذه الشجرة قرابة 160 عام جلبت بأمر من الخديوي إسماعيل من الهند وباكستان الذي أحضرها لمصر عام 1868 للتزيين وتوفير الظلال في عدد من المناطق بمصر ، ليتم زرعها بالأزبكية وجزيرة النباتات بأسوان وحديقة حيوان الجيزة وشارع النيل بالجزيرة وحدائق شلالات الاسكندرية، وتوجد واحدة منها بالإسماعيلية بشارع محمد على وتتميز الشجرة بجذورها الهوائية التي تتدلى من الأفرع الكبيرة وهي نفس الشجرة التي كانت تظهر فى الأفلام القديمة للشخصية الشهيرة  «طرزان».

ثالثا: شجرة الجميز.
يعد الجميز من أهم الأشجار والنباتات المقدسة عند المصريين القدماء، وهي شجرة نوبية الأصل انتقلت إلى فلسطين والشام، ويبلغ متوسط عمرها 400 عام، كما تدلنا النقوش والرسوم الموجودة على جدران المعابد المصرية القديمة ، وقد تم زرع عدد منها  بالإسماعيلية ولعل أشهرها شجرة الجميز الموجودة  فى بداية حدائق الملاحة "بعد العبور من كوبرى سالا.

رابعا: دقن الباشا
تعد شجرة " دقن الباشا" واحدة من الأشجار الجميلة والضخمة والطويلة وشجرة دقن" "الباشا" اسمها الأصلي هو "شجرة اللبخ" والمصريون هم أول من أطلق عليها اسم "دقن "الباشا" ويعود السبب في ذلك إلى أن لحية أو دقن الباشا محمد علي والي مصر كانت ذات لون يشبه لون زهور هذه الشجرة، وهي من الأشجار النادرة  وكانت تتواجد بالإسماعيلية فى عدة مناطق ومنها أمام المسجد الإسماعيلي " المطافي" ، وأيضا عند الكمبراتيف.

خامسا: شجرة السنط.
يعد  نبات السنط أو شجرة السنط المعروفة منذ آلاف السنين ، وتسمى بعدة مسميات منها الطلح أو الأكاسيا أو الأقاقيا وغيرها من المسميات، ومتواجدة بشكل كبير بالإسماعيلية و تنمو على ارتفاع 40 قدم، وقد يصل بعض أنواعها إلى ارتفاع 70 قدماً وقطرها 3 أقدام، وتنتج أزهارها على شكل حبة البازلاء تتكون من 5 بتلات قد تكون صفراء أو بيضاء.

سادسا شجرة الكافور.
تعد أشجار الكافور من الأشجار الكبيرة  قد يصل ارتفاعها أكثر من 50 مترا ، وتعد فيتنام وجنوب الصين وجنوب اليابان وجزيرة تايوان المواطن الأصلية ، وتم زراعتها بالإسماعيلية في شارع محمد على ومنطقة نمرة 6 وحدائق الملاحة ، والمقابر، والطرق بين مدينة الإسماعيلية والمدن الأخرى ، ويقال إن الوالي محمد على قد استقدمها ضمن خطة تحديث مصر، وتم زراعتها على المجاري المائية سواء على نهر النيل والترع والمصارف للاستفادة منها في إنتاج الاخشاب.

سابعا أشجار الفيكس.
تعد  شجرة الفيكس من الأشجار  دائمة الخضرة كثيفة الظلال ، ويوجد منها أنواع كثيرة ومختلفة الأشكال والألوان ، أهم ما يميز النبات أنه يوجد منه الأشجار والشجيرات ، ودائم الخضرة ، وسريع النمو ، ويقبل القص والتشكيل ، ويتميز بأنه يزرع لجمال المجموع الخضري كنبات ظل للتجميل الداخلي ، والبعض الآخر يزرع كنبات شمس ، ومنتشر زراعة الفيكس في الشوارع للظل ، ويتم زراعته للتنسيق في الحدائق الخاصة والعامة وقد انتشرت بالإسماعيلية وخاصة بطول شارع عرابي والسلطان حسين وبعض الشوارع الاخرى .

ثامنا أشجار  الكزوارين.
تعد شجرة الكزوارينة من الأشجار العالية مستديمة الخضرة تتميز بجاذبيتها للطيور وبأوراقها الحرشفية المتهدلة،  ويتراوح ارتفاعها ما  بين 10إلى  20 مترا، وتشبه الصنوبر من حيث شكلها القائم والمخروطي ويتعرى ساقها من الأسفل ، وتستخدم بالإسماعيلية كأشجار للزينة في الشوارع والحدائق كحدائق الملاحة ومنطفة نمرة 6 ، وكذلك لإقامة مصدات الرياح حول المزارع والمدن.

تاسعا شجرة المانوليا.
المانوليا  وتسمى الماغنوليا ، وهي من الأشجار  الجميلة  دائمة الخضرة ترتفع حتى 30مترا، وتزهر الشجرة في الربيع وتستمر حتى أواخر مايو وتتميز  الأزهار كاملة مفردة بيضاء اللون قطرها بين ١٥ إلى ٢٠سم  وذات رائحة عطرية محببة.