مديحة عزب
مديحة عزب


نقطة نظام

«ما تبوظوش الطبخة»

الأخبار

الثلاثاء، 06 يونيو 2023 - 07:51 م

«ما تبوظوش الطبخة عشان بنكلة ملح».. مثل شعبى شهير تذكرته عندما اضطرتنى الظروف فى الأسبوع الماضى للسفر إلى الإسكندرية بالسيارة عبر الطريق الصحراوى وقد اعتدت من قبل السفر إليها بالقطار، فبينما رأينا كم الإصلاحات التى تجرى على طول الطريق من توسعة ورصف وسفلتة، بالإضافة إلى إنشاء عدد لا محدود من الكبارى لتسهيل اجتياز المعابر والممرات والطرق الوعرة والضيقة والمتقاطعة مع الطريق الرئيسى..

ورأينا أيضا اهتمام وزارة النقل والحرص على تقديم الخدمة للمسافرين فى أفضل صورة، وذلك عبر إتاحة طريق «الخدمة» على الجانبين والذى حرصت وزارة النقل على توفيره لمرور السيارات، وقد أوفى بالغرض وسهّل بالفعل سير السيارات بمختلف أنواعها سواء الملاكى أو الأجرة أو النقل بعدما اضطرت لإغلاق جزء من الطريق الرئيسى فى الذهاب وفى العودة بسبب الإصلاحات الجارية، واستبشرنا خيرا باللافتات الموضوعة على الكبارى الجديدة لبيان أقصر الطرق للإسكندرية، بالإضافة لكافة الاتجاهات يمينا أو شمالا حتى يستطيع المسافر تحديد مساره..

حتى اكتشفنا الحقيقة المرة فما هى إلا لافتات معدودة فى البدايات ثم لا شىء بعد ذلك وبالذات على المطالع أو المخارج، وعلى المسافر أن يشم على ضهر إيده أو ياخدها بالحظ ويا صابت يا خابت..

خاصة وأن قائد السيارة محكوم بسرعة معينة لا يسعه أن يتوقف فجأة ليسأل غيره يطلع الكوبرى ولا مايطلعش، أو ينزل من الكوبرى ولا ماينزلش، وطبعا الغلطة الواحدة بفورة لك أن تتخيل حجمها..

وكانت إحدى تلك المساخر أننا فوجئنا فى مطلع أحد الكبارى بالسيارات التى سبقتنا بالطلوع وهى تنزل بظهرها من على الكوبرى بعدما اكتشفوا يافطة موضوعة بعد المطلع بعدة أمتار تقول لمستخدمى ذلك الكوبرى إن الطريق أمامهم مغلق..

مغلق؟ طب ليه اليافطة ماتحطتش قبل مطلع الكوبرى أساسا ولّا اللى عمل كده كان قاصدها عشان الناس تلعن الكبارى وتلعن اليوم اللى اتعملت فيه؟..

والحقيقة لم تكن هذه هى المشكلة الوحيدة للمسافرين على هذا الطريق، بل كانت هناك مشكلة أخرى أشد فتكا وهى بروز الفواصل الحجرية الضخمة والمفترض أنها متراصة بنظام على جانبى الطريق فى الذهاب والعودة لفصل الطريق الرئيسى عن طريق الخدمة..

فبعد كل بضعة كيلومترات من تلك الفواصل المتراصة بشكل سليم كنا نفاجأ بفاصل حجرى ضخم موضوع بشكل مستعرض يجده قائد السيارة أمامه فجأة فيضطر للميل الفجائى على السيارة المجاورة أو يلبس فى الحجر وهو ونصيبه بقى إما فى الإصابة أو الوفاة.. 

هذه الملاحظات أنقلها إلى وزارة النقل وأنا على يقين أنها محل نفس الشكوى فى كبارى أخرى جديدة تكتظ بها سائر المحافظات ذهابا وإيابا.. وأتساءل فى نفس الوقت من الذى يحرص على تشويه الجهد الجبار الذى تبذله الوزارة فى سبيل تسهيل النقل فى مصر..

لقد كان مشكلة مستعصية وحلما صعب المنال لعشرات السنين وكنا نتحسر على حال بلدنا كلما سافرنا للخارج وقارننا بين حالنا وحالهم..

هل يعقل الآن وبعد أن واجهنا المشكلة ووفقنا الله لحلها نأتى بأنفسنا ونهيل عليها التراب؟.. الحقيقة لا أستطيع إلا أن أتهم بعض الموظفين بالإهمال الجسيم والذى يتسبب بدوره فى تشويه أى شىء جميل فى بلدنا..

ماذا سنخسر إذا وضعنا لافتات بطول الطرق والكبارى وبالذات الجديدة والتى لا تزال مجهولة المعالم بالنسبة لمستخدميها وأن يكون ذلك كل بضعة كيلوات وليس على المسافات البعيدة كما هو جارٍ الآن..

وأن يعاد التفتيش على جانبى الطرق ورفع الفواصل الحجرية المستعرضة أمام قائدى السيارات..             
ما قل ودل:

اتصالحوا وسامحوا وانسوا اللى فات، أنا مش حاعمل كده بس باقولكم يعنى من باب النصيحة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة