سليمان قناوى
سليمان قناوى


أفكار متقاطعة

«أغبى » ذكاء

سليمان قناوي

الثلاثاء، 06 يونيو 2023 - 07:54 م

بدلاً من أن تنجب طفلاً، اصنع روبوتاً (إنسان آلى). هل يمكن أن يصل بنا الذكاء الاصطناعى لهذه الدرجة فيهدد بانقراض البشرية؟، وإذا تعملق هذا الذكاء وتفوق على الإنسان، فهل ينفلت ويخرج عن السيطرة فتكون القارعة؟.

البعض يرد: لا، بل سيساعد على استمرار البشرية بدليل الطائرات بدون طيار والغواصات بدون بحار والمدرعات بدون سائق والروبوت المقاتل وكل هذه الاسلحة (يقاتل بعضها الآن بأوكرانيا)، حافظت على حياة الطيارين والبحارة والقوات المترجلة والراكبة.

ومع ذلك حين سألت مجلة «فوربس» نموذج الذكاء الاصطناعى «بارد» ابتكار «جوجل» عن مخاطر هذا الذكاء أجاب بأنها «نماذج من الممكن ان تتصرف من نفسها لصنع أسلحة ذاتية الحركة (تعمل بدون بشر) لقتل البشر.

وترى صحيفة «نيويورك تايمز» انه يمكن فهم هذا القلق بتخيل حصول كمبيوترات فائقة القدرة على إمكانية التخلص من القيود البرمجية، فتستطيع نظرياً فعل كل شيء من «تشغيل الطائرات المسيرة إلى السيطرة على حسابات البنوك والبورصة، والوصول لرموز تشغيل القنابل النووية، ورموز أمان المفاعلات الذرية».

ويبدو أن جيفرى هينتون الاب الروحى للذكاء الاصطناعى سيكرر ما فعله ألفريد نوبل حين عبر عن ندمه لاختراعه الديناميت بتخصيص 94%من ثروته (186مليون دولار) لجائزة تُعطى لكل إنجاز يخدم الإنسانية، حيث أعلن هينتون عن ندمه عما قدمه لهذا المجال إذ يخشى «أن يستخدمه الأشرار للقيام بأعمال شريرة». ولتحيزه ضرب مثلاً بالأشرار بالرئيس بوتين، ونسى من هو»أشر» منه، نتنياهو.

لكن هل خرج مارد الذكاء الاصطناعى «الشرير» من القمقم؟. يجيب العلماء إننا تجاوزنا المرحلة الأولى وهى الذكاء الاصطناعى ضيق النطاق (إن إيه أى)، ويمثلها برنامج شطرنج يهزم بطل العالم، والثانية: الذكاء الاصطناعى العام (ايه جى أى) وصلنا اليه حين استطاعت الآلة أداء أى مهمة فكرية يقوم بها الإنسان ويمثلها (شات جى بى تى 3) ومع تطويره الى(شات جى بى تى 4) اقتربنا من المرحلة الثالثة وهى الذكاء الاصطناعى الفائق(ايه اس أى) ويعرفه نيك بوستروم خبير الذكاء الاصطناعى بجامعة أوكسفورد بأنه ذكاء «يتفوق باكتساح على أفضل العقول البشرية بكل المجالات كالإبداع العلمى والحكمة والمهارات الاجتماعية». فعلينا أن نحذر يوما يصدر فيه الإنسان أمراً لأحد هذه النماذج فيرفض تنفيذها، وينطلق ليطور برامجه الذاتية بعد تحرره من قيود برامج سيده (سابقا) الإنسان. بئس الذكاء حين «يتغابى»، سواء أكان اصطناعياً أم طبيعياً.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة