الثلاثاء، 06 يونيو 2023 - 08:08 م

دعونا نتفق على أن الأزمة السودانية، والتى بدأت منذ منتصف أبريل الماضي، وصلت من التعقيد والتشابك والمأساة، على أكثر من صعيد عسكرى وإنسانى وإغاثي، وفى الأخير سياسى ، لدرجة أنها تستحق جهداً من أكثر من دولة ومنظمة وتجمع، للعمل على معالجة أبعادها، ولذلك لم أندهش من كثرة المبادرات العربية والإقليمية والدولية العاملة على ذلك، مثل مبادرة الاتحاد الإفريقي، ودول الإيجاد والاتحاد الأوروبي، وعلى الصعيد العربى هناك اللجنة التى تم تشكيلها من كل من مصر والسعودية والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، والتى عقدت اجتماعها الأول على هامش قمة جدة، ناهيك عن مشاركة دول بعينها فى جهد خاص، ومنه التنسيق السعودى الأمريكي، الذى يسعى إلى ضمان هدنة طويلة، تسمح بالبحث فى إنهاء الصراع، ومع كل ذلك فهناك خصوصية للمبادرة المشتركة، التى تم الإعلان عنها الجمعة الماضي، بعد الاتصال بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، فقد اختارت بعداً إنسانياً مهماً قد يغيب عن البعض فى ظل الانهماك فى قضايا وقف إطلاق النار وضمان الالتزام به، وهو ما لم يتحقق سوى بشكل محدود المبادرة تسعى لدعم وإغاثة السودانيين والتخفيف من آثار وتداعيات الأزمة الراهنة، خاصة اللاجئين، المبادرة غاية فى الأهمية خاصة من طرفيها القاهرة والدوحة، مصر من أكثر الدول استقبالاً للنازحين السودانيين بحكم الجوار، كما أن مصر كانت من أولى الدول التى سعى إلى زيارتها مفوض الأمم المتحدة السامى للاجئين، للتعرف عن قرب وعلى أرض الواقع، ومن جهة أخرى فإن قطر لها باع طويل فى التعاطى مع الحالة السودانية، وسبق لها أن راعت حوارات بين فصائل سودانية لإنهاء أزمة دارفور، كما أنها إحدى الدول الداعمة لجهود الأمم المتحدة ومنظماتها فى مجال الإغاثة ومعالجة أزمات اللاجئين فى مناطق نزاع عديدة على مستوى العالم،  فما بالك إذا تعلق الأمر بدولة مثل السودان. 

الأيام القادمة ستكشف عن التوجه الجديد بعد الاتفاق على الآلية المنفذة للمبادرة المشتركة.