نوال مصطفى
نوال مصطفى


حبر على ورق

شكرًا.. شباب إبداع

نوال مصطفى

الأربعاء، 07 يونيو 2023 - 07:44 م

 

نظرت إلى الناقد الأدبى دكتور حسين حمودة وقلت له: هؤلاء لا يمكن أن يتطرفوا أو ينجرفوا إلى أى تيار منحرف، هؤلاء من الصعب أن يخترق جمال حياتهم الفكر الأسود. رد علىّ مبتسما، وقال: هذا ما كنت أفكر فيه حالًا.

دار هذا الحديث بيننا فى القاعة الكبرى بجامعة القاهرة، تلك القاعة التى شهدت أحداثا تاريخية مهمة على مر العصور، غنت على هذا المسرح سيدة الشرق أم كلثوم العديد من المرات، خطب من هذا المكان الرئيس جمال عبد الناصر، والرئيس الأمريكى أوباما، وغيرهم من قادة العالم و شخصياته البارزة. قصة الجامعة نفسها تاريخ، فقد أسستها الأميرة فاطمة بمالها الخاص، وأسست وقفا خيريا لاستكمال البناء، وهى قصة مؤثرة، مشحونة بالإلهام والحب والوطنية. الأميرة فاطمة التى حرمت من التعليم النظامى فى زمن الحريم، وهبت حياتها وكامل ثروتها للدفاع عن حق المصريين فى التعليم، وأنشأت أول جامعة مصرية.

أعود إلى الحديث الذى دار بينى والدكتور حسين حمودة فى حفل إعلان جوائز مسابقة إبداع 11 التى تقيمها وتتبناها وزارة الشباب والرياضة كأهم إنجازاتها فى رأيى. أشرف بأننى أحد أعضاء لجان التحكيم فى هذه المسابقة الرائدة، التى تخرج لنا كل عام جواهر مصرية أصلية من نبت مصرى موهوب بالفطرة، والتاريخ.

يشارك فى هذه المسابقة شباب من كل محافظات مصر، وتتعدد فروعها بين الأدب، المسرح، التقديم التليفزيونى، الفنون الشعبية، الإنشاد الدينى، وغيرها من مجالات الفكر والفن والثقافة. ودعونى أعترف أننى مدينة لهذه المسابقة باكتشاف حقيقى، ومبهر لشباب مصر، هذا الاكتشاف صحح انطباعا مسبقا عندى أن شباب اليوم مشتت ومشغول بالسوشيال ميديا والتكنولوجيا بتطبيقاتها وإغراءاتها الكثيرة عن ذاته، هذا الانطباع نسفته الأعمال التى قرأتها فى فرع «الرواية» الذى أقوم بالتحكيم فيه مع الصديق الدكتور حسين حمودة والكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد. فقد فوجئنا جميعا بأعمال لشباب لا تتعدى أعمارهم العشرين عاما يكتبون بقدرات وملكات عالية، وكم كانت حيرتنا شديدة فى بعض الأوقات لأن الأعمال الجيدة التى تستحق الفوز كثيرة، تتعدى الجوائز الثلاث التى تقررها لائحة الجائزة.

على المسرح قدمت فرق الشباب من جامعات مصر ومحافظاتها عروضا فنية غنائية مسرحية على مستوى عالٍ، وإنشادا دينيا رائعا، فريق العمل فى هذه المسابقة الكبرى التى تتضمن 26 فرعا فى مختلف المجالات على مستوى جامعات مصر جميعا مليء بالهمة والنشاط والأهم من ذلك بالإيمان بما يفعل، والحماس لإنجاحه، وهذا ما نلمسه سنة بعد سنة، الدكتورة أمل جمال الدين بدأت منذ 11 سنة وكانت دينامو رائعا فى تحريك كل الناس، ونقل إيمانها بدور المسابقة والوزارة فى اكتشاف المواهب الحقيقية بين شبابنا ودعمها، خلفتها الأستاذة نجوى صلاح الآن ومنذ أربع سنوات أصبحت هى المسئولة عن مسابقة إبداع بالإضافة إلى مسئولياتها الأخرى، وهى تدفع وتجدد فى آليات تيسير العمل بمراحل مدروسة، ونتائج عالية، أضافت هذا العام إشراك عدد من النجوم المحبوبين لحفل توزيع الجوائز: فتحى عبد الوهاب، صفاء أبو السعود، محمد رياض، أحمد وفيق، محمد الشحات، منال سلامة.. وغيرهم مما أعطى للحفل لمسة فنية احتفالية رائعة.

تحية واجبة لوزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحى، أستاذة نجوى صلاح، أستاذ محمود جاد، أستاذة مايسة محمد، ولكل المحافظين والشخصيات العامة والممولين لهذه المسابقة والذين ارتسمت على وجوههم جميعا الابتسامة مشرقة، وهم يتابعون إبداعات شباب مصر بهذه الروعة والبهجة على مسرح جامعة القاهرة العريقة.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة