مدار العقود الماضية لعبت مصر
مدار العقود الماضية لعبت مصر


الثبات على الحق| دور حيادى في دعم الحل السياسي لمشكلات السودان وليبيا

عمر عبدالعلي

الأربعاء، 07 يونيو 2023 - 10:14 م

على مدار العقود الماضية لعبت مصر دوراً محورياً ومهما ومؤثراً فى حل مشكلات دول الجوار فى كل من فلسطين والسودان وليبيا من أجل عودة الاستقرار والأمن والأمان وتحقيق الخير والرخاء لشعوبها، واتبعت مصر سياسة واضحة ومتزنة فى سياستها الخارجية وتعاطى مع مشكلات دوار الجوار بكل حيادية ونزاهة وتجرد وشرف.

وكانت القضية الفلسطينية حاضرة فى السياسة والدبلوماسية المصرية منذ عقود طويلة، واعتمدت مصر على مواصلة العمل بكل جد وإخلاص نحو دعم القضية الفلسطينية فى كل المحافل الدولية، وتأكيد الموقف المصرى الممتد عبر مراحل وحقب تاريخية مختلفة ودعمها لتطلعات الشعب الفلسطينى نحو إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وفقاً لمقررات الشرعية الدولية.

موقف ثابت

الموقف المصرى الثابت والداعم للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى نحو الاستقرار والعيش بأمان على أرضه، اعتبرته مصر سياسة ثابتة لا تتغير أو تتبدل فى عقيدتها السياسية نحو الشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة.

وخلال السنوات الأخيرة، كثفت مصر من جهودها لدعم القضية الفلسطينية، خاصة بعد ثورة 30 يونيو المجيدة، حيث تمكنت مصر وبفضل سياستها الخارجية من إعادة الزخم والاهتمام بالقضية الفلسطينية عقب مرحلة التهميش، الذى واجتهه عقب أحداث الربيع العربى، وعمدت مصر بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى على مواصلة الاتصالات مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية لدعم الأشقاء الفلسطينيين، ومحاولة التوافق لإحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى لتهدئة الأوضاع.

وخلال الفترة الأخيرة كثفت مصر من جهودها الدبلوماسية والسياسية نحو التهدئة بين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلي، خاصة فى المواجهات الأخيرة إلى مناطق ومدن فلسطينية متعددة وأهمها قطاع غزة، حيث سعت مصر جاهدة إلى وقف إطلاق النار والتهدئة القائمة على ثوابت تاريخية مهمة منها ضرورة الحفاظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة فى مدينة القدس المحتلة، وهذا ما أكده الرئيس السيسى فى كل المحافل الدولية، حيث جاءت مشاركة الرئيس فى فاعليات مؤتمر القدس الذى عقدته جامعة الدول العربية بالقاهرة فبراير الماضى وتأكيده استمرار الدور المصرى والتاريخى الداعم لحقوق الشعب الفلسطينى فى كل المحافل الدولية والإقليمية إزاء رفض وإدانة أية إجراءات إسرائيلية لتغير الوضع التاريخى والقانونى القائم لمدينة القدس ومقدساتها.

المشهد الليبي

وفى الأزمة الليبية، حرصت مصر على حلحلة المشكلة الليبية، بل وكانت القاهرة حاضرة بقوة فى تفاعلات المشهد الليبى من خلال سعيها لتقريب وجهات النظر من أجل استقرار ليبيا والحفاظ على سيادتها والعمل على تهدئة الأمور من خلال تشكيل اللجنة المصرية المعنية بحل الأزمة الليبية، التى سعت منذ اللحظة الأولى إلى تقارب وجهات النظر وحث الأطراف الليبية المتناحرة على تغليب المصلحة العليا للبلاد والتوافق على طرق للحل بعيداً عن لغة السلاح والمواجهات العسكرية.

كما اعتمدت الدبلوماسية المصرية حيال الأزمة الليبية على دعم المؤسسات الليبية الدستورية وتوحيد المؤسسات الأمنية والاقتصادية والتنفيذية وإنهاء التواجد العسكرى غير الشرعى للتنظيمات الإرهابية والمرتزقة الأجانب، كما حرصت مصر تجاه الأزمة الليبية أن تكون مساعى الحل نابعة من الداخل الليبى من خلال طرح الرؤى والأفكار وتبادل الحوار والنقاش وتقريب وجهات النظر بين جميع المكونات الليبية وأطراف الأزمة هناك، كما استضافت مصر العديد من الوفود المختلفة للقوى الاجتماعية كالقبائل والمجالس الاجتماعية والمؤسسات العسكرية والبرلمانية، وكان آخرها يناير الماضى عندما استضاف مجلس النواب المصرى اجتماعا بين رئيسى مجلس النواب الليبى عقيلة صالح والمجلس الأعلى للدولة خالد المشرى لمناقشة الأزمة الليبية والتوافق والحوار للوصول إلى صيغة مشتركة لقاعدة دستورية تمهد لعقد انتخابات رئاسية وبرلمانية مقبلة.

تكثيف الجهود

وعلى الساحة السودانية، حرصت مصر منذ بداية الأزمة السودانية على لعب دور دبلوماسى متزن وهادف يرتكز على ثوابت دبلوماسية قائمة على عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول خاصة الشأن السودانى، والعمل على بذل جهود مضنية نحو إنهاء القتال بين طرفى الأزمة لعودة الاستقرار والهدوء للسودان، الذى يمثل عمقا استراتيجيا وأمنيا مهما لمصر.

وأكدت مصر أهمية تكثيف الجهود لتفعيل المسار السياسى وتغليب لغة الحوار السلمى مما يدفع فى اتجاه عودة الاستقرار والأمن مع مراعاة المصالح العليا للشعب السودانى الشقيق.

ومنذ بداية الأزمة، سعت مصر إلى نقل رعايا العديد من الدول الأجنبية والعربية عبر أراضيها، كما تمكنت القاهرة من لعب دور محورى ومهم فى نقل أبناء الجالية المصرية من السودان جوا وبرا وبحرا، واستقبلت مصر عشرات الالاف من الأشقاء السودانيين الفارين من المواجهات العسكرية على أرض مصر ووفرت لهم الحماية والأمن والاستقرار والملاذ الآمن.

كما أعلنت مصر منذ بداية الأزمة على استعدادها للوساطة بين الأطراف السودانية لحق الدماء، وعقدت الجامعة العربية اجتماعا طارئا حول الأزمة السودانية بدعوة من مصر والسعودية، كما أجرت مصر العديد من الاتصالات الدولية والإقليمية مع الهيئات والمؤسسات الدولية وقادة العالم لحل الأزمة السودانية، بالإضافة للمشاركة فى عدد من القمم والمؤتمرات الاقليمية لايجاد حلول للأزمة السودانية.

كما حرصت الدولة المصرية على دعم الشعب السودانى الشقيق بالعديد من المساعدات الإنسانية والطبية بعد اندلاع الأزمة الحالية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة