عودة حقيقية للريادة والوعى
عودة حقيقية للريادة والوعى


عودة حقيقية للريادة والوعى وقوة التأثير.. والمسئولية أهم المحركات

السيد عيسى

الأربعاء، 07 يونيو 2023 - 10:28 م

«المتحدة» تُعيد الانضباط للمشهد.. و«التنوع» كلمة السر

«القاهرة الإخبارية» فى بؤرة الأحداث و«الوثائقية» تؤرخ لماض يحمى الهوية

كانت الشهور الماضية عامرة بالأحداث الإعلامية المهمة، تلك الأحداث التى وضعت مصر على خريطة الإعلام العالمى وكانت خطوة فى طريق إعادة ثقل القوى الناعمة المصرية التى غابت لسنوات وعودة الريادة الإعلامية المصرية.

كل هذا كان خلفه قيادة سياسية واعية واثقة أن الاعلام المصرى قادر على المنافسة وأحد أسباب القوة والثقل الذى لابد أن يعود إلى مكانته فى طريق عودة مصر لدورها الرائد إقليميا ودوليا.

كان الرئيس عبد الفتاح السيسى حريص على دعم الاعلام المصرى بكل أشكاله وأنواعه، وكان دائمًا ما يوجه اللوم للمقصرين راجيًا أن يكونوا على قدر المسؤولية محاولاً لفت الأنظار الى أهمية الإعلام وتأثيره وأهمية الفنون ودعمها وتنميتها لبناء جيل واعى قادر على التحدى مدرك لأهمية وطنه فكان رهان الرئيس على الوعى، لذلك  تنوعت الإنجازات الإعلامية هذا العام  فبين ميلاد قناة إخبارية إقليمية كانت قادرة على إيصال صوت مصر للعالم كله، وأخرى وثائقية تضمن توثيق تاريخنا وحضارتنا ونقل عاداتنا إلى أجيال مختلفة وتحافظ على هويتنا وصولاً إلى قمر صناعى جديد سيكون نقطة تحول لقنواتنا الفضائية وداعمًا للاتصالات والإنترنت المحلي، وأيضا شهدت الأعمال الدرامية حالة من النضج الفنى أعادت الدراما المصرية للصدارة بعد أن غابت لسنوات عديدة بسبب ضعف موضوعاتها وبعدها عن الأعمال ذات القيمة.

النايل سات ٣٠١

فى الثامن من يوليو ٢٠٢٢ كان الفضاء على موعد لاستقبال القمر الصناعى «نايل سات 301» ليحل محل نايل سات 201 الذى ينتهى عمره الافتراضى فى عام 2028، وجاء إطلاق القمر الجديد من قاعدة «كاب كانفرال» بولاية فلوريدا الأمريكية عبر صاروخ فالكون 9 التابع لشركة سبيس إكس الأمريكية.
«نايل سات٣٠١ « قامت شركة تاليس بفرنسا بتصنيعه واستغرق ذلك عامين ونصف العام، ويبلغ العمر الافتراضى لنايل سات 301 حوالى 15 عامًا ويضم القمر 38 قناة قمرية مقابل 26 قناة قمرية فى القمر الحالى 201، ويتوسع القمر الجديد فى تغطية دول جنوب القارة الإفريقية، إضافة إلى دول حوض نهر النيل، وتشمل إمكانيات القمر الجديد تقديم خدمات الإنترنت عريض النطاق لتغطية مصر والمناطق النائية لتوفير خدمات الإنترنت للمشروعات الجديدة ومشروعات البنية الأساسية والمجتمعات العمرانية الجديدة.. وتم تصنيع نايل سات 301 وفق تكنولوجيا متقدمة تمكنه بمفرده وذاتيًا من تحديد أى مصدر للتشويش، كما سيتمكن أيضًا من معالجة عمليات التشويش لتوفير التأمين الكامل للقنوات التلفزيونية العاملة عليه.

قنوات من نوع مختلف

شهد شهر نوفمبر من عام ٢٠٢٢ انطلاق  قناة «القاهرة الإخبارية» الى فضاء الإعلام، تلك القناة التى تعد نقلة نوعية فى الإعلام المصرى باعتبارها أول قناة إقليمية تصدر من مصر للعالم كله تهتم بالشأن الاخبارى والتقارير والتحليل السياسى فى جميع أرجاء العالم عن طريق مراسليها المنتشرين فى كل بؤر الأحداث.. ضمت القناة مجموعة من الوجوه الإعلامية المتميزة، بالإضافة لأكثر من ٣٠ مراسل منتشرين فى معظم العواصم العربية والعالمية.
حملت القناة شعار «عاصمة الخبر» وتأتى ضمن قنوات قطاع أخبار المتحدة الذى يرأسه الكاتب الصحفى أحمد الطاهرى، وقد نالت القناة إشادات واسعة خاصة فى تغطية الأزمة السودانية وايضا الاحداث التى شهدتها العاصمة الفرنسية باريس.

أيضا أنشأت الشركة المتحدة قطاع للإنتاج الوثائقى يرأسه الإعلامى أحمد الدريني، وأطلقت من خلاله قناة «الوثائقية» وهى أول قناة مصرية متخصصة فى إنتاج الأفلام الوثائقية وإذاعتها  بعرض الأفلام الوثائقية المصرية والعالمية ويرأس القناة الاعلامى شريف سعيد، وتعمل القناة وفق أكثر من خط فيما يتعلق بإنتاج الأفلام الوثائقية منها ما هو خاص بتفنيد أطروحات الإسلام السياسى وهذا تمثل فى مجموعة أفلام مثل «السندى أمير الدم» وفيلم «قطب» الجزء الأول والثاني، أما الخط الثانى فيتمثل فى تأكيد ودعم الهوية المصرية سواء بإعادة توثيق وتقديم محطاتنا التاريخية الرئيسية مثل أفلام «حريق القاهرة» و»طابا» و»أيام النصر» أو إعادة توثيق والتأكيد على قوانا الناعمة وهو ما تمثل فى عدد من الأفلام منها «صوت العرب» و «المسرح القومى» و»حكاية الفرقة» و»يوسف إدريس»، كما تقوم القناة بجلب مجموعة من الأفلام العالمية للعرض على شاشتها.

مهرجان الدراما

شهد عام ٢٠٢٢ انطلاق الدورة لمهرجان القاهرة للدراما الذى تنظمه نقابة المهن التمثيلية، هذا الحدث الذى انتظره العاملين فى مجال الدراما لسنوات، فمنذ آخر دورات مهرجان الإذاعة والتليفزيون قبل أكثر من ١٠ سنوات لم يلق صناع الدراما تكريم يليق بما يقدمونه من فنون، وشهدت الدورة الأولى من المهرجان برئاسة الفنان يحيى الفخرانى حضور فنى وإعلامى كبير.

اكتشاف المواهب

بعد إهمال عانت منه المواهب لسنوات فقد فيها الشباب البوصلة التى توصلهم الى أحلامهم ودفنت مواهب شبابية فنية واعلامية ورياضية بسبب عدم وجود الفرص للخروج للنور، فكرت الشركة المتحدة فى إنشاء برامج لاكتشاف هذه المواهب، فكانت هذه المواهب على موعد مع برنامج «الدوم» أكبر برنامج تلفزيونى مصرى لاكتشاف المواهب الجديدة من مغنيين وممثلين ومقدمى برامج من جميع المحافظات لإعطائهم الفرصة لعرض مواهبهم أمام لجنة من أهم الفنانين والخبراء وأمام الجمهور ووصل المشاركين فى الموسم الثانى من البرنامج إلى أكثر من 25 ألف متقدم من جميع المحافظات.. وتشعبت مسابقات «الدوم» فى موسمه الثانى فى المسابقات بإتاحة الفرصة للموهوبين فى مجالى الفنون التشكيلية والعزف الموسيقى للمشاركة فى مسابقات متخصصة فى البرنامج.

 خريطة درامية

عانت الدراما المصرية عبر سنوات كثيرة من الغياب بفعل أعمال دون المستوى بعيدة عن القيمة لتختفى دراما مصر من الشاشات العربية ليحل محلها دراما لجنسيات أخرى سواء عربية أو أجنبية، وبعد أن كانت القوة الناعمة المصرية متمثلة فى الدراما والسينما أحد مصادر الريادة والجذب التى تميز الدولة المصرية عن الكثير من الدول الأخرى، حيث كانت بمثابة المفتاح وجواز المرور لمصر بلهجتها وعاداتها الى قلوب الدول العربية بل الكثير من دول العالم أيضا.

ومنذ سنوات اختفى هذا الدور وانحسرت الريادة المصرية لحساب دول أخرى استطاعت أن تحقق تقدما فى غياب تام لقوى مصر الناعمة وكان هذا للعديد من الأسباب، إلا أن إدراك القيادة السياسية لأهمية هذه القوى الناعمة جعلها تبحث عن توفير مناخ مناسب لصناع الدراما لتقديم أعمال تليق باسم مصر، وكانت السنوات الماضية شاهده على عودة الدراما المصرية لمكانتها الطبيعية وريادتها بفضل الشركة المتحدة التى تم انشائها عام 2016  لتعيد الشركة الانضباط للمشهد الاعلامي، كما بدأت الشركة خطتها لتنظيم وترتيب السوق الاعلامى بإنشاء قنوات وشراء قنوات اخرى لتبدأ من خلال هذه القنوات بناء كيان اعلامى قادر على المنافسة، قنوات يهمها تقديم القيمة قبل تحقيق الربح المادى، وضمت الشركة قنوات «دى إم سي» و»الحياة» و»سى بى سي» و»أون» و»الناس» و»مصر قرآن كريم» تلك القنوات التى استطاعت أن تتصدر المشهد بخرائط برامجية ودرامية مميزة.

ولتقديم هذه الخرائط كان على الشركة أن تنشيء كيانات إنتاجية قادرة على ملء هذه الشاشات، فحرصت المتحدة على الاندماج مع مجموعه من الكيانات الانتاجية ومنها شركات سينرجى وميديا هوب ليقدموا دراما مميزة ذات قيمة تتمتع بكل عناصر الجذب لتعود الدراما المصرية لتحتل الشاشات العربية وأيضا المنصات الإلكترونية على اختلاف أنواعها لتكون خطوة لإعادة الريادة الإعلامية والفنية المصرية مرة أخرى.

وقدمت الدراما المصرية مجموعة من الأعمال المتنوعة خلال السنوات القليلة الماضية وكانت الدراما الوطنية حاضرة بقوة من خلال مسلسل «الاختيار» بأجزائه الثلاثة مرورا بمسلسلات «العائدون»، «ملف سرى»، «هجمة مرتدة»  وصولاً لمسلسل «الكتيبة 101».

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة