الأربعاء، 07 يونيو 2023 - 10:55 م

قال المحلل السياسي محمد فتحي الشريف، إنه لا شك بأن الولايات المتحدة الأمريكية قد تضاعف اهتمامها بليبيا في الآونة الأخيرة، وذلك بعد أن دخلت في حرب باردة مع الغرب ضد تحالف روسيا والصين، وتشكل أزمة طاقة عالمية طالت أمريكا نفسها.

اقرأ أيضاً .. محلل سياسي: انتشار الميليشيات الإرهابية يُهدد الانتخابات الليبية المقبلة

وأضاف أن الاستراتيجية العشرية في ليبيا التي أطلقها الرئيس الأمريكي جو بايدن، منذ أشهر، هي بمثابة خطة لضمّ ليبيا وفرض الوصاية عليها، بحسب الخبراء في الشأن الليبي.

وشدد خلال تصريحات تليفزيونية، على أن واشنطن سارعت للتدخل بالعملية السياسية الليبية من خلال دبلوماسييها، وبدأت بفرض أجنداتها وممارسة الضغوط على الأطراف السياسية المتصارعة، بطريقة توصل شخصيات سياسية موالية لها إلى الحكم.
وأشار إلى أن الأمريكيون يعملون على عرقلة مسار الحوار الليبي-الليبي المتمثل بلجنة الـ 6+6 المشتركة بين مجلسي النواب والدولة للتوافق وإقرار قوانين الإنتخابات، عبر ترغيب البعض والضغط على آخرين لعدم الموافقة على بعض نقاط الخلاف.

واشار إلى أن هذا تم تأكيده من خلال حادثة في المغرب، حيث أفاد تلفزيون "المسار" الليبي، نقلاً عن جمال الشويهدي عضو لجنة 6+6، بأن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، غادر مكان التوقيع على إعلان بوزنيقة الخاص بقوانين الانتخابات بعد خلافات حول بعض التعديلات.

وقال، إن رئيس المجلس الأعلي للدولة خالد المشري اشترط أيضاً أن تكون الانتخابات الرئاسية على جولتين، أياً كانت نتيجة الجولة الأولى، وفق ما ذكرت قناة "العربية" الإخبارية.

وفي وقت سابق، نقلت وسائل إعلام ليبية عن مصادر بأن خلافاً حول شرط التنازل عن الجنسية الثانية تسبب في تأجيل إعلان بوزنيقة الخاص بالقوانين الانتخابية، بعدما كان هناك إتفاق مبدئي عليها.

وتابع: "هذا ما أدى في نهاية المطاف الى تأجيل التوقيع على الاتفاق النهائي بشأن القوانين الانتخابية، وهو بلا شك سيؤدي إذا لم يحصل إتفاق نهائي بعد التأجيل الى تنفيذ مبعوث الأمم المتحدة الى ليبيا عبدالله باتيلي تهديده بتشكيل لجنة مستقلة يعينها هو، لإقرار قوانين الإنتخاب".

و أكد الشريف، أن هذا ما تريده الإدارة الأمريكية وتصبو إليه، فمن خلال هذه اللجنة سيتم إيصال شخصيات إلى سدة الحكم عبر إنتخابات صورية معروفة النتائج مُسبقاً، تأتمر بأوامر واشنطن ولا تنظر الى مصالح الشعب الليبي.

وتكمل، أن أهداف واشنطن تكمن في مواصلة نهب موارد البلاد من نفط وغاز دون رقيب أو حسيب، عبر عملاء مخلصين لها في الداخل، وهو ما ثبُت طوال أكثر من عشر سنوات من الصراع، ذاق الشعب الليبي فيه الأمرّين.