عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

يوم الصمود

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 08 يونيو 2023 - 05:54 م

التاسع من يونيو منذ نحو ٥٦ عاما مضت كان يوما مهما فى حياة المصريين .. ففى مساء هذا اليوم أعلن جمال عبدالناصر فى كلمة للشعب التنحى عن الحكم بعد أن حمل نفسه مسؤولية الهزيمة، وفور انتهائه من كلمته خرجت جموع من المواطنين فى كل أنحاء البلاد .. تطالبه بالبقاء فى منصبه وإعادة بناء القوات المسلحة استعدادا لحرب استرداد الأرض التى احتلت والكرامة التى أصيبت .. كان هذا الخروج الفورى ليس وحده الدليل على أنه كان عفويا، وإنما كان الدليل الآخر الأهم هو أن أجهزة الدولة ومؤسساتها السياسية كانت وقتها تحت تاثير صدمة كبيرة اصابتها بالشلل ناهيك عن القدرة على التفكير والتدبير وتحريك الجماهير.. وأتذكر كيف تم  بدون تفسير فجر التاسع من يونيو ١٩٦٧ إغلاق المعسكر الذى افتتحته لنا منظمة الشباب فى مدرسة السعيدية منذ السادس من يونيو للتدريب على السلاح صباحا وممارسة مهام الدفاع المدنى مساء ..

واستمر خروج المواطنين إلى الشوارع حتى اليوم التالى العاشر من يونيو .. وحاصروا بيت عبدالناصر حتى يتراجع عن قرار الاستقالة .. بل تدفق مواطنو الأقاليم والمحافظات على القاهرة لمشاركة أهلها فى التجمع أمام بيت عبدالناصر .. ولم تتوقف المظاهرات ويعود المواطنون إلى منازلهم إلا بعد أن أعلن عبدالناصر تراجعه عن الاستقالة وقبل بتكليف المصريين له بالاستعداد لحرب استرداد الأرض والكرامة، والذى بدا على الفور بتغيير القيادات العسكرية والاشتباك مع العدو فى أكثر من موقع، حتى أضحت هذه الاشتباكات حربا عظيمة لاستنزاف العدو كانت خير تمهيد لحرب أكتوبر المجيدة وشهدت بطولات رائعة لا يكفى عملا سينمائيا واحدا لتسجيلها. 

وقد تساءل البعض، سواء عن رغبة للفهم أو لرغبة للإساءة للمصريين كيف يخرج شعب يطالب قائدا أعلن مسئوليته عن هزيمة عسكرية بالاستمرار فى موقعه ومواصلة الحرب .. غير أن هؤلاء غاب عنهم أن أحد أهداف العدو وداعميه كان التخلص من عبدالناصر ونظامه، وكان تحقيق ذَلِكَ سيكون إشهارا بأنهم حققوا هدفهم، بينما كان استمرار عبدالناصر فى موقعه بتكليف من الشعب مرهون بالاستعداد لخوض الحرب لاسترداد الأرض والكرامة يعنى بوضوح رفضا شعبيا للهزيمة التى تصور العدو أنه فرضها علينا .. أى أن  يوم التاسع من يونيو ١٩٦٧ كان يوما لإعلان الصمود تلته أيام مجيدة من العمل الشاق حتى تحقق لنا النصر فى أكتوبر.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة