كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

العودة إلى مصر!

كرم جبر

السبت، 10 يونيو 2023 - 08:24 م

لم تكن الدعوة إلى تعظيم شأن "الدولة الوطنية" التى ينادى بها الرئيس عبد الفتاح السيسى مجرد شعار، وإنما برنامج عامل شاق لإيقاظ الهوية الوطنية واستعادة قوة الدولة التى تُلزم الجميع باحترامها، ولن يأتى الاحترام إلا بالاحتفاظ بمكونات القوة والتفرد.

وبدأت العودة إلى مصر القوية بسنوات شاقة من العمل والإنجازات، تحميك من "مدّ اليد"، ويقود عدم الاحتياج إلى تعظيم مفهوم الاحترام، والدول مثل الأفراد لا يُبنى احترامها إلا على عوامل قوتها ووقوفها على قدميها.

تسع سنوات هى قصيرة فى عمر الزمن، ولكنها عظيمة فى حجم الإنجازات، فلم تضيِّع الدولة دقيقة واحدة إلا فى العمل الشاق، وكان ضرورياً أن يأتى وقت الحصاد.

كان مفهوم "الدولة الوطنية" هو المسمار الحاد الذى رُشق فى جسد الجماعة الإرهابية، فقضى عليهم، وأعاد الروح لمصر، وحفظ مكانتها وسمات شعبها.
الدولة الوطنية التى يحرص الرئيس على تعزيز مفهومها فى خطابه السياسى، ويعتبرها طوق إنقاذ فى المحن والأزمات، وكان الاحتماء بها ضرورياً فى السنوات الصعبة.

حافظ الرئيس على هوية الوطن ولُحمة نسيجه، على قاعدة رضاء المصريين جميعاً مسلمين وأقباطا، أن تكون علاقتهم على قاعدة المواطنة والمساواة، وعندما حاول الإخوان اللعب فى الهوية الدينية، تصدى لهم عقلاء الأمة، فخاب سعيهم فى افتعال معارك تشق وحدتهم.

لم يعرف عن المصريين منذ دخول الإسلام قسمتهم بين المذاهب الخلافية، سنة أو شيعة، فالمصرى غير قابل للتصنيف على الهوية الدينية، ولم يلجأ فى يوم من الأيام إلى الاقتتال الدينى بسبب اختلاف المذهب، وكلمة السر التى حافظت على مصر منذ أن تولى الرئيس السيسى مقاليد الأمور هى "الدولة الوطنية".
لم يفهم الإخوان أن المصريين اعتادوا على قبول الآخر، واكتسبوا قوتهم تحت مظلة التسامح، ولم يمارسوا الإقصاء أو الإبعاد أو الاضطهاد السياسى أو الدينى، وأنهم فى ذروة الأزمات يلجأون إلى علم مصر والنشيد ويحتمون بالمخزون الاستراتيجى لهويتهم الوطنية.

لم يفهم الإخوان أن سر التفاف المصريين حول الرئيس السيسى، هو إيقاظ الروح الوطنية فى النفوس، والتذكير بأن مصر دولة عظيمة وكبيرة ولها من الأمجاد ما يستحق أن نحافظ عليه، ونضحى من أجله بالأرواح.

المسجد بجوار الكنيسة، ولا أنسى جملة نافذة قالها الرئيس فى إحدى خطبه "اللى ينظر لأخيه القبطى نظرة مش مضبوطة عليه أن يراجع إيمانه" وهو مفهوم راقٍ ويبلور تسامح الإسلام ومظلته الوارفة التى تحترم جميع أصحاب الديانات السماوية.

وكان طبيعياً أن يحتمى المسلمون والأقباط بهوية الوطن فى زمن الإخوان، بعد أن أدركوا أن إثارة الغرب للقضايا الدينية تأتى من باب المزايدة وأوراق سياسية للضغط على مصر، وليس له علاقة من قريب أو بعيد بالشأن الدينى.
 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة