الثلاثاء، 13 يونيو 2023 - 05:32 م

أكثر من ستة أسابيع على إضراب نقابة الكتاب الأمريكيين (WAG) دون استجابة لمطالبهم المشروعة.

بعناد قاس تسير المفاوضات مع تحالف منتجى الصور المتحركة والتليفزيون (AMPTP) إلى طريق مسدود، رغم خسائر فادحة يتكبدها المنتجون والشركات ومنصات البث العملاقة.

الإضراب الحالى يعيد إلى الأذهان فاتورة خسائر إضراب الكتاب فى ٢٠٠٧ والذى كبد صناعة الترفيه وقتها أكثر من مليارى دولار ،ويراهن المضربون على تضخم فاتورة الخسائر الآن ، وحين تصبح موجعة بشدة ،سيستجيب المنتجون لمطالبهم.

بدأ الكُتاب الإضراب صباح ٢ مايو ٢٠٢٣ ،فى اليوم التالى لانتهاء عقودهم مع استوديوهات هوليوود، بعد التصويت على القرار بالإجماع، لفشل النقابة فى الوصول لاتفاق عادل مع الاستوديوهات يضمن لهم أجوراً عادلة.

 تتفق مع معدلات التضخم.. يطالب الكُتاب بزيادة فى عقدهم الثلاثى لا تقل عن ٦٪ للعام الأول ثم تتراجع إلى ٥%للعامين التاليين،فى حين تتمسك الاستوديوهات بزيادة سنوية متناقصة تبدأ بـ ٤٪ .. المطلب الثانى كان تعويض الكُتاب المشاركين فى برامج البث وفقا لنسب المشاهدة.

 كبرنامج للمكافآت ، ورفضته الاستوديوهات، وطلبت النقابة أن يشارك ٦ كُتاب فى العمل،أربعة منهم فى مرحلة تحضير الإنتاج ، وكاتب واحد فى مرحلة مابعد الإنتاج ،ويحصل الكُتاب فى فريق العمل على أجر ثلاثة أسابيع كاملة مقابل كل حلقة ،ليشعر الكُتاب بأنهم شركاء فى المشروع منذ.

بدايته، وطالبت بمعادلة رواتب كتاب الأعمال المتدفقة(مسلسلات أو برامج)بكتاب الأفلام، إذا تجاوزت ميزانيتها ١٢ مليون دولار ،كما طالبت النقابة أيضا مساهمة تحالف المنتجين فى التأمين الصحى ومعاشات الكتاب..

وقوبلت كل المطالب بالرفض.. وعلى هامش المطالب، اقترحت نقابة الكُتاب أن يتم الالتزام بتعريف الكاتب فى العقود بأنه «شخص» أى «إنسان»-كما هو معمول به منذ زمن- حتى تضمن الرابطة ألا تتم الاستعانة بالذكاء الاصطناعى لكتابة نصوص.

 أو أفكار ، وتلتزم بذلك كل الشركات والاستوديوهات التى تتعامل مع النقابة ، وعليه لن يمكن إصدار فيلم أو أى مشروع ترفيهى دون وجود كاتب من أعضاء النقابة.. ورفض تحالف المنتجين (المتعنت) هذا الطلب أيضا ، فكان الإضراب هو الحل الوحيد..

تصور البعض أن الإضراب لن يؤثر كثيرا، لكن النتيجة كانت مختلفة ،ومخيفة أيضا، لدرجة أعادت للأذهان شبح توقف الصناعة أيام الوباء!

فى البداية، وبعد يوم واحد من الإضراب ، تراجعت أسهم بعض الاستوديوهات لتفقد أكثر من عشرة مليارات دولار ،ومنها»باراماونت جلوبال» ، و»إيه إم سي»، ثم تم تجميد بعض الأفلام والمسلسلات ، وحتى البرامج.

 التى كانت تدر عوائد ضخمة من الإعلانات ، فلا يمكن لأحد الآن الالتزام بموعد للعرض أو البث وهو لا يعرف متى تنتهى الأزمة .. أوقفت شركة «مارڤل» تحضير وتصوير بعض أفلامها معلنة أنها لن تبدأ العمل إلا بعد انتهاء الإضراب ، منها « Blade» ، و«Thunderbolts»، و «Unstoppable».

أحدث أفلام چنيڤر لوبيز الذى بدأ تصويره منذ بضعة أشهر، كما أوقفت أيضا مسلسل «Wonder Man»، وأعلنت «نيتفليكس» توقف الموسم الخامس من مسلسل «Stranger Things»، كما أجلت مسلسل.

«Zero Day» لروبرت دى نيرو للخريف القادم ،وتوقفت أشهر البرامج الترفيهية منها الكوميدى شو الشهير «Saturday Night Live» و «چيمى كيميل لايڤ»!

يقدر الخبراء الاقتصاديون الخسائر اليومية لإضراب الكتاب بحوالى ٣٠ مليون دولار ، ويتوقعون أن تتجاوز حصيلة الخسائر فى النهاية ٣ مليارات دولار.. لكن هذه الأرقام تم تقديرها منذ فترة ، ولم يكن توازن القوى قد اختلف بدخول حلفاء آخرين..

فمنذ أيام أعلنت نقابة ممثلى الشاشة (SAG) بدخول أعضائها فى إضراب بعد انتهاء عقدهم مع تحالف المنتجين،فى حالة لم تتم الاستجابة لمطالبهم التى بدأوا بالفعل التفاوض عليها ، بما يعنى أن هوليوود ستواجه تحالفاً قوياً ، قد يكسر شوكة تحالف المنتجين إلى حد كبير ، وإذا ما تعثرت أيضا مفاوضات نقابة المخرجين الأمريكيين (DGA) والتى بدأت منذ أيام ،ربما تواجه هوليوود حصارا ومقاطعة ذا قوة قتل ثلاثية !

الكل هنا يطالب بزيادة الأجور بما يتناسب مع الظروف الاقتصادية السيئة ، تتنوع وتختلف صيغة المطالب، لكن الهدف واحد، غير أن نقابة المخرجين دخلت فى صدام آخر مع تحالف المنتجين ،بعدما جمعت منصة (ديسكفرى ماكس) الكتاب والمخرجين والمنتجين كلهم تحت مسمى واحد وهو «المبدعين»وهو ما أثار غضب الجميع، فأصدرت النقابتان» الكتاب» و»المخرجين» بيانا مشتركا جاء فيه « تخفيض قيمة المساهمات الفردية للفنانين اتجاه مرفوض، ولا توافق عليه رابطة المخرجين ،لذلك وبالتضامن مع نقابة الكتاب ،نعتزم اتخاذ أقوى الإجراءات لضمان حصول كل فنان على التقدير الأدبى الفردى الذى يستحقه» ، وتراجعت المنصة فورا ليعد انتصارا قويا للتحالف..

أما أعضاء نقابة ممثلى الشاشة ،والذين أعلنوا دعمهم للكتاب ، وظهروا معهم فى الإضراب ، فكان ظهورهم تهديدا صارخا لتحالف المنتجين، وإعلانا عن استعدادهم للمعركة وبقوة تمنحها لهم أسماء النجوم من أعضاء.

النقابة ذات البريق والجماهيرية، علما بأن إضراب الممثلين يهدد بمزيد من الخسائر والتى قد لا تقدر ، فلن يحضر النجوم أى حدث ترويجى ، وربما يؤثر ذلك على مهرجانات وأحداث سينمائية أقربها حفل توزيع جوائز «إيمي» ،كان مقررا إقامته ١٦ يونيه ، تم تأجيله لأجل غير مسمي.

و «Comic-Con» الذى يقام منتصف يوليو، الشهر القادم ويعد أكبر حدث ترويجى للأفلام الجماهيرية وتم التخطيط له منذ عدة أشهر،هو الآخر مهدد.
صفعات عديدة تلقتها هوليوود ولازالت فى عناد، رغم اتساع دائرة الإضراب ، نقابة عمال هوليوود (IATSE)وتضم الأعمال الحرفية ، و(Teamsters) وبينهم سائقى الشاحنات.

 ومديرى المواقع، كلهم على قلب رجل واحد فى الإضراب ، وأصدروا بيانا مشتركا شديد اللهجة لتحالف المنتجين جاء فيه»بينما تتجه الأنظار إلى مائدة المفاوضات، نرسل رسالة واضحة إلى (AMPTP): تحالفنا لا ينبغى التقليل من شأنه».

وإذا كان إضراب الكتاب أحدث توقفا جزئيا لبعض الأعمال ، فالتحالف الآن - إذا لم يستجب المنتجون لمطالبه المشروعة - سيصيب هوليوود بالشلل التام ، وسيكلف الصناعة أرقاما ضخمة ، لذلك أعتقد أن النصر وشيكا  وحليف الكتاب والعمل النقابى المنظم.

إقرأ أيضاً|ارنولد شوارزنيغر يعترف بتحرشاته الجنسية :«كان خطأ وأعتذر بشدة»!