جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

هل يجد لبنان رئيساً؟!

جلال عارف

الثلاثاء، 13 يونيو 2023 - 07:34 م

هل ينجح لبنان اليوم فى اختيار رئيس جديد للبلاد بعد حوالى ثمانية شهور من المحاولات الفاشلة لملء المقعد الشاغر منذ نهاية ولاية الرئيس السابق ميشيل عون؟.. مجلس النواب سيكون اليوم أمام المحاولة رقم ١٢ لاختيار الرئيس، وسيكون أمامه - إذا اكتمل النصاب القانونى للاجتماع. مرشحان يمثلان طرفى الصراع الدائر على حكم لبنان، حزب الله وحركة أمل وحلفاؤها يقفون وراء سليمان فرنجية، بينما تتجمع الأحزاب المسيحية ومعها بعض المعارضين لحزب الله مع المرشح الآخر جهاد أزعور.

وكل طرف يقول إن معه الأغلبية المطلوبة فى الاقتراع الثانى الذى لا يستلزم إلا نصف الأعضاء +١، لكن الأقرب للواقع أن أياً من الفريقين لا يملك حتى الآن العدد المطلوب من النواب، وأن هناك فريقاً من النواب مازال خارج حسابات الطرفين المتصارعين وهم فى النهاية من سيحسمون الأمر إذا استمر الاصطفاف بين الكتل النيابية كما هو الآن.

لكن الخطير فى الاصطفاف الحالى، أن اختيار أى من المرشحين فى ظله لن يفتح الباب للخروج من الأزمة الخانقة التى يواجهها لبنان والتى لا تتحمل رئيساً «مثل أزعور» يأتى ليواجه معارضة كل الشيعة ممثلين فى حزب الله وأمل، ولا تتحمل أيضاً رئيساً «مثل فرنجية» يأتى رغم معارضة كل الأطراف المسيحية القوية ولابد من حد معقول من التوافق الطائفى على الرئيس لكى يستطيع أن يقود لبنان الذى يقف على حافة الانهيار من الناحية الشخصية..

«أزعور» خبير مالى وموظف دولى يعمل حتى الآن فى صندوق النقد الدولى وتؤيده بعض المؤسسات الدولية والولايات المتحدة على أساس أنه قادر على التعامل مع الوضع المأساوى للاقتصاد اللبنانى بينما فرنجية سليل عائلة سياسية وجده هو الرئيس الأسبق سليمان فرنجية، وكانت قدرته على التسامح محل تقدير اللبنانيين حيث سبق أن تعرضت عائلته لمجزرة أثناء الحرب الأهلية أشرف على تنفيذها سمير جعجع وبشير الجميل، ونجا منها الطفل يومئذ والمرشح للرئاسة الآن بمعجزة.

وهو يقدم علاقاته المتميزة مع سوريا على أنها قادرة على حل مشاكل عديدة لعل أهمها التعامل مع اللاجئين من سوريا وكانت فرنسا قد أعلنت دعمها لترشيحه قبل اصطفاف الأحزاب المسيحية وراء «أزعور».

أغلب الظن أن اختيار الرئيس اللبنانى لن يتم فى جولة اليوم. يحتاج الأمر لتضافر الجهود من أجل تحقيق قدر من التوافق بين أطراف الصراع على أحد المرشحين أو على مرشح ثالث قد يكون القائد الحالى لجيش لبنان الذى تنتهى مدة خدمته بعد شهور.

فى كل الأحوال.. يعرف اللبنانيون جيداً أن هذا ما فعلته بهم الطائفية السياسية وتحالفاتها الخارجية التى أوصلت لبنان إلى ما هو فيه.

ويعرف اللبنانيون أكثر من أى وقت مضى، أن الدولة المدنية هى الحل وأن الطريق إليها مازال صعباً.. لكنه سبيل النجاة الوحيد.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة