صورة من الحدث
صورة من الحدث


انطلاق المؤتمر الثامن للحوار العربي الأوروبي بالهيئة الإنجيلية

أ ش أ

الأربعاء، 14 يونيو 2023 - 11:23 ص

نظمت الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية في مقرها بالقاهرة، اليوم الأربعاء المؤتمر الثامن للحوار العربي الأوروبي، برئاسة الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، ورئيس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، وبمشاركة مجموعة من الدبلوماسيين وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ وقادة فكر المجتمع المصري وعدد من الإعلاميين. 

وأعرب رئيس الطائفة الإنجيلية خلال كلمته في افتتاح المؤتمر عن سعادته الكبيرة باستضافة أعضاء الحوار العربي الأوروبي الثامن في الهيئة الإنجيلية بمصر.

وأوضح زكي أن برنامج اللقاء يتناول موضوعًا ذا أهمِّيَّةٍ بالغة وهو "الدين والمجتمع"، ويحتل الدين مكانة بارزةً في مجتمعاتنا العربية؛ وقد شهدنا خلال العقود الماضية هذا التأثير الكبير الذي ألقى بظلاله على كافة المجالات؛ وخصوصًا على الصعيدين السياسي والاجتماعي، ولهذا السبب من المهم أن تُركِّز الحوارات المشتركة، على هذه القضية.

وقال: قبل كل شيء دعونا نفرق بين "الدين" و"الفكر الديني"؛ فالدين منظومة إيمانية جاءت في نصوص مقدسة يؤمن بها الإنسان ويكوِّن من خلالها علاقة مع الخالق، أما الفكر الديني فهو اجتهادات وتأويلات تحاول تفسير النصوص الدينية؛ وهذه نشاطات فكرية بشرية، خاضعة للمراجعة واختلاف الآراء والرؤى والتوجهات الفكرية، ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تكون هذه الاختلافات مدعاة للصراع أو النزاع أو التقليل من شأن الآخر. 

وأضاف: من ضمن ما يتناوله الفكر الديني هو النظرة إلى العيش المشترك، والتسامح، والسلام المجتمعي، وهذا الفكر الديني ذو تأثير كبير أيضًا على السياسة والمجتمع والتنمية والديمقراطية وغيرها من المفاهيم ستتناول محاورها مشاركات الحضور في هذا اللقاء.. كما يجدر بنا في هذا اللقاء أن نفرق بين دور الدين في المجتمع، وبين تحويل الدين إلى أيديولوجية أو استخدامه سياسيًّا، أو توظيفه بأي شكل من الأشكال وهذا من شأنه أن يبعد الدين عن أهدافه الأساسية السامية. 

◄ اقرأ أيضًا | «الإنجيلية» تنظم الحوار العربي الأوروبي الثامن بمشاركة ١٧ دولة

ونوه رئيس الطائفة الإنجيلية إلى أنه في إطار حديثنا عن الدين والمجتمع، يجب أيضًا أن نتفادى الانزلاق للدعوة إلى تديين المجال العام، فهذا أيضًا من المفاهيم التي لا تخدم الدين ولا المجتمع، إذًا ماذا نقصد بالدين والمجتمع، والعلاقة بينهما؟ وكيف السبيل إلى إيجاد علاقة إيجابية صحية بين الدين والمجتمع تسهم في تعزيز العيش المشترك وتدعم جهود التنمية المستدامة وتتبنى قضايا مشتركة، مستخدمين في هذا التأثير الكبير والاحترام الجزيل للدين في مجتمعاتنا؟.

وأكد أن العلاقة بين الدين والمجتمع في العالم العربي متجذرة ومرتبطة ارتباطًا وثيقًا؛ إذ يشكل الدين محورًا رئيسًا في تشكيل منظومة القيم، وقد شكل الدين أيضًا تاريخ المنطقة وحاضرها مما يعني امتداد هذا التأثير للمستقبل، وأي محاولة لفهم تطورات العالم العربي، وكذلك أي تطرق لمفاهيم الحوار والأرضية المشتركة، يجب أن يضع في اعتباره مركزية الدين وتأثيره العميق على المواطنين في المنطقة العربية باختلاف دياناتهم ومذاهبهم. 

ولفت إلى أنه من هنا تبرز أهمية التفسير التعددي للنص الديني، باعتباره مفهومًا جوهريًّا في تطوير الفكر الديني، يعزز التعددية التي هي الأساس للمواطنة والعيش المشترك، إن التفسير التعددي للنص الديني هو الذي يحترم البعد التاريخي للنصوص، ويفصل بين تفسير النص والنص ذاته، فالنص الديني هو وحي من الله، لكن يستقبله أناس مختلفين في الثقافة والتعليم، وتبعًا لكون البشر مختلفين، فستظل هناك دائمًا تفسيرات متعددة للنص الديني. 

وتابع، هذا التنوع البشري المتمثل في الخلفيات المتعددة، يؤدي دائمًا إلى قراءات وتفسيرات عديدة، وبالتالي عند اختيار أحد التفاسير ومطابقته بالنص، فإنه يؤدي إلى رؤية أحادية ضيقة.. لكننا إذ قبلنا التعددية البشرية، فعلينا أن نقبل التعددية في التفسير.. هذه التعددية ستزيد من ممارسة هذا المفهوم على المستوى الفقهي اللاهوتي، وكذلك على المستويين الاجتماعي والسياسي. 

وأشار إلى أنه تقع على المؤسسات الدينية مسؤولية كبيرة في نشر الخطاب الديني الذي يركز على قيم العيش المشترك، ويمتد دور المؤسسات الدينية إلى حوار الحياة المشتركة والاتحاد سويًّا في مواجهة التحديات التي يواجهها المجتمع؛ فالمؤسسة الدينية ليست جزيرة منعزلة عن المجتمع إنما هي جزء منه لا تقدر أن تنفصل عنه. 

وأكد أنه لكي تتحقق هذه الأهداف، يجب على هذه المؤسسات الحوار حول القضايا المجتمعية، بما فيها قضايا الأسرة، وقضايا التنمية، ومواجهة الفقر، وقضايا البيئة، وغيرها، بما لها من تأثير لدى الناس.. ويقوم المجتمع المدني بدوره، إلى جانب المؤسسات الدينية والدولة، كحلقة وصل في الدعوة إلى قيم المواطنة والمساواة والعيش المشترك وتعزيزها والتوعية بها. 

واختتم كلمته بالإعراب عن أمله في أن يكون اللقاء مثمرا ويتم فيه تبادل الخبرات والأفكار، ويكون مساحةً حواريَّةً حرةً تُثري الأفكار وتفتح الآفاق أمام مبادرات وأفكار ملهمة، تخدم المجتمع.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة