عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

يخدعون أنفسهم!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 15 يونيو 2023 - 06:34 م

أكثر ما يثير الدهشة أن يوجد بيننا من يفكر فى إعادة الإخوان إلى المشهد السياسى مجددا والسماح لجماعتهم المصنفةَ الآن مصريا جماعة إرهابية بالعودة للعمل والنشاط السياسى وليس الدينى والدعوى فقط!..

وتكمن الدهشة فى أن الذاكرة المصرية مازالت تحتفظ بكل ما اقترفه الإخوان من جرائم عنف وإرهاب بعد يونيو  ٢٠١٣ فى سبيل استعادة الحكم الذى طردوا منه شعبيا، وكلها كانت جرائم شنيعة وفظيعة واستهدفت المواطنين العاديين أسفرت عن سقوط ضحايا أبرياء شهداء ومصابين!.. فكيف يستقيم ذلك؟! 

إن كل من يفكر، مجرد تفكير، فى إعادة الإخوان إلى الساحة السياسية المصرية مجددا إنما هو فى حقيقة الأمر يخدع نفسه قبل أن يخدع غيره. لأن الإخوان طوال تاريخهم عمدوا دوما خلط السياسة بالدِّين، وحرصوا على أن تظل جماعتهم لها وضع خاص معتم وسرى حتى بعد أن أنشأوا عقب يناير ٢٠١١ حزبا سياسيا لهم، لا يعرف أحد شيئا عن حجم عضويتها وتمويلها وتنظيمها الخاص الذى ابتدعه مؤسسها حسن البنّا ليقوم بأعمال العنف وتكرر أحياؤه من قبل من خلفوه أكثر من مرة كانت أحدثها بعد يونيو ٢٠١٣ تحت إشراف القيادى الإخوانى محمد كمال والذى له أنصاره خارج البلاد الآن ويجاهرون بالتمسك بممارسة العنف! ..

ولذلك لا يصح اعتبار الإخوان، فصيلا من الفصائل السياسية، كما أخطأنا فى توصيفهم من قبل ودفعنا ثمن ذلك غاليا حينما لعبوا لعبة المغالبة وفرض إرادتهم على الجميع وسعوا لأخونة كل مؤسسات الدولة، حتى الذين يطلبون منهم المصالحة معنا يدعون أنهم سوف يكتفون بالعمل الدينى والدعوى وسوف يهجرون العمل السياسى!   

كما أن الإخوان حتى الآن لم يعتذروا عما ارتكبوه من جرائم عنف، سواء فى القرن الماضى أو القرن الحالى، بل إنهم إما ينكرونها بما فيها الجرائم التى اعترف بها مؤسس جماعتهم وإمامهم  أو يتباهون بها ويتفاخرون ويعتبرونها جزءا من أمجادهم التاريخية التى مكنتهم من الإمساك بالحكم فى نهاية المطاف، وهو ما يعنى أنهم مازالوا على طريق العنف سائرين ولا يرغبون فى أى توبة حتى ولو شكلية أو غير حقيقية أو من باب التقية! 

وهكذا فعندما يتحدث أحد عن إعادة تلك الجماعة مرة أخرى للحياة السياسية  فإنه يخدع نفسه بالقطع حتى ولو كان يطمع فى مقابل منهم لأن الإخوان لا يريدون السلطة إلا لأنفسهم فقط.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة